استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة
ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة تهتم بعرض جميع المواضيع الخاصة بعقيدة أهل السنة والجماعة
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-27-2025, 01:19 PM   #7

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

السليماني غير متواجد حاليا

افتراضي

      

(11) التعبد لله عزوجل باسمه الأول والآخر :

قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

( إذا عَرَفَ العبدُ هذا وانكشف له علمُه تعيَّن عليه الزهدُ في الأحوال والفقرُ منها، كما تعين عليه الزهدُ في المال والشرف وخلوُّ قلبه منهما.


وكما كان موجَبُ الدرجة الأولى من الفقرِ الرجوعَ إلى الآخرة، فأوجب الاستغراقُ في همَّ الآخرة نفضَ اليدين من الدنيا ضبطًا أو طلبًا،

وإسكات اللسان عنها مدحًا أو ذمًّا؛ فكذلك كان موجَبُ هذه الدرجة الثانية الرجوعَ إلى فضل اللَّه عزَّ وجلَّ، ومطالعة سبقه للأسباب والوسائط.

فبفضل اللَّه وبرحمته وُجِدتْ منهم الأحوال الشريفة، والمقامات العلية، وبفضله ورحمته وصلوا إلى رضاه ورحمته وقربه وكرامته وموالاته.

وكان سبحانه هو الأوَّل في ذلك كلّه، كما أنَّهُ الأوَّل في كلِّ شيء؛ وكان هو الآخر في ذلك، كما هو الآخر في كل شيء.

فمن عبده باسمه الأوَّل الآخر حصل له حقيقة هذا الفقر، فإن انضاف إلى ذلك عبوديته باسمه "الظاهر الباطن"

فهذا هو العارف الجامع لمتفرقات التعبد ظاهرًا وباطنًا.

فعبوديته باسمه "الأوَّل" تقتضي التجردَ من مطالعة الأسباب والوقوف عندها ( والالتفات إليها، وتجريدَ النظرِ إلى مجرد سبق فضله ورحمته


وأنَّه هو المبتدئ بالإحسان من غير وسيلة من العبد، إذ لا وسيلة له في العدم قبل وجوده، وأي وسيلة كانت هناك! وإنَّما هو عدم محض،


وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورًا.

فمنه الإعداد، ومنه الإمداد، وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من مجرد فضله وجوده لم تكن بوسائل أخرى،

فمن نزَّل اسمه الأوَّل على هذا المعنى أوجبَ له ذلك فقرًا خاصًّا وعبودية خاصة.


وعبوديته باسمه "الآخر" تقتضي أيضًا عدم ركونه ووثوقه بالأسباب والوقوف معها، فإنَّها تُعدَم لا محالة، وتنقضي بالآخرية، ويبقى الدائم الباقي بعدها.

فالتعلق بها تعلُّقٌ بما يُعدَم وينقضي، والتعلق بالآخِر سبحانه تعلقٌ بالحي الذي لا يموتُ ولا يزول فالتعلُّق به حقيق أن لا يزول، ولا ينقطع،


بخلاف التعلّق بغيره مما له آخِرٌ يفنى به فكما نظرُ العارفِ إليه بسبق الأوليّة حيث كان قبل الأسباب كلها


فكذلك نظره إليه ببقاءِ الآخرّية حيث يبقى بعد الأسباب كلها.

فكان اللَّه ولم يكن شيءٌ غيره، وكلّ شيءٍ هالك إلّا وجهه.

فتأمَّلْ عبوديّةَ هذين الاسمين وما يوجبانه من صحة الاضطرار إلى اللَّه وحده ودوام الفقر إليه دون كلّ شيءِ سواه،


وأنّ الأمر ابتدأ منه وإليه يرجع، فهو المبتدئ بالفضل حيث لا سبب ولا وسيلة، وإليه ينتهي الأمر حيث تنتهي الأسباب والوسائل،


فهو أول كل شيءٍ وآخره. وكما أنّه ربُّ كلِّ شيءٍ وفاعله وخالقه وبارئه، فهو إلهه وغايته التي لا صلاح له ولا فلاح ولا كمال إلّا بأن يكون هو غايته وحده.


كما أنه لا وجود له إلّا بكونه وحده هو ربّه وخالقه، فكذلك لا كمال له ولا صلاح إلّا بكونه تعالى وحده هو غايته ونهاية مقصوده .

فهو الأول الذي ابتدأت منه المخلوقات، والآخر الذي انتهت إليه عبودياتها وإرادتها ومحبتها، فليس وراءَ اللَّه شيءٌ يُقصَد ويُعبَد ويُتألّه، كما أنه ليس قبله شيءٌ يَخلُق ويَبرأ. فكما كان واحدًا في إيجادك، فاجعله واحدًا في تألّهك وعبوديتك .

وكما ابتدأ وجودك وخلقك منه، فاجعل نهايةَ حبّك وإرادتك وتألهك إليه لتصحّ لك عبوديته باسمه الأول والآخر.

وأكثر الخلق تعبّدوا له باسمه "الأول"، وإنّما الشأن في التعبد له باسمه "الآخر"، فهذه عبودية الرسل وأتباعهم، فهو ربّ العالمين وإله المرسلين سبحانه وبحمده.)
التوقيع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)
قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لاينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة .


مدونة شرعية

https://albdranyzxc.blogspot.com/

من مواضيعي في الملتقى

* مزالق في التحقيق ... د.عبد الله الشمراني
* وقفة مع الدكتور بشار عواد وتحقيقاته ...
* شموع ...
* القواعد الحسان لتفسير القرآن ...الشيخ السعدي
* كتاب شناعة الكذب وأنواعه ... فضل إلهي
* شرح أسماء الله الحسنى ... العلامة السعدي رحمه الله
* من فوائد الذكر ...

السليماني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
للعلامة, من, الله, الهجرتين..., القدم, ابو, رحمه, فوائد, طريق, كتاب
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إبن القيم رحمه الله ام هُمام قسم التراجم والأعلام 6 04-15-2024 05:23 AM
قال ابن القيم رحمه الله من علت همته، وخشعت نفسه، اتصف بكلِّ خلق جميل احمد ديبه ملتقى الحوار الإسلامي العام 3 07-29-2016 07:38 PM
روائع الكلام للإمام إبن القيم الجوزية - رحمه الله المؤمنة بالله ملتقى فيض القلم 14 02-15-2013 01:37 PM
فوائد مختارة من كتاب الوابل الصيب لابن القيم ابو عبد الرحمن ملتقى الحوار الإسلامي العام 16 05-16-2012 10:52 AM
تسجيلات شرح كتاب فقه السنة للسيد سابق رحمه الله مع الشيخ // أحمد رزوق حفظة الله ابو عبد الله قسم غرفة أحبة القرآن الصوتية 2 04-02-2012 06:44 AM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009