![]() |
![]() |
المناسبات |
|
|
|
![]() |
|
|
|
|
|
|||||||||
|
|
|
|
|
![]() |
|
|
|
|
|
|
|
|
![]() |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#1 |
|
مشرفة قسم القرآن
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أفضل تفاسير العلماء المتأخرين: تفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي, رحمه الله, الموسوم بــ : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ", وقد أثنى عليه العلماء, قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: & قال محمد صالح العثيمين : من أحسن التفاسير حيث كان له ميزات كثيرة منها : سهولة العبارة ووضوحها...تجنب الحشو والتطويل...تجنب ذكر الخلاف...السير على منهج السلف في آيات الصفات...دقة الاستنباط...ومنها أنه كتاب تفسير وتربية على الأخلاق الفاضلة, وقال : أفضل التفاسير...كتاب جيد وسهل ومأمون, وقال: أشير على كل مريد لاقتناء كتب التفسير أن لا تخلو مكتبته من هذا التفسير القيم, وقال : أنصح بالقراءة فيه. وقال : تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله جيد وخصوصاُ في استنباط الفوائد من الآيات. وتفسير الشيخ رحمه الله يوجد به الكثير من الفوائد, وقد يسّر الله الكريم فانتقيت بعضاً منها, ورتبتها على الموضوعات, والتزمت أن تكون فوائد مختصرة, فلا تزيد أي فائد عن ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع. ![]() ** الله تعالى إذا أراد أن يهلك قرية, زاد شرهم وطغيانهم, فإذا انتهى أوقع بهم من العقوبات ما يستحقونه. ** ما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به إلا أهلكه الله, وقتله شر قتله. ** ﴿فسيروا في الأرض ﴾ بأبدانكم وقلوبكم, ﴿ فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين﴾ فإنكم سترون من ذلك العجائب, فلا تجد مكذباً إلا كان عاقبته الهلاك. ** الذي انفرد بإعطائكم ما تحبون, وصرف ما تكرهون, هو الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده, ولكن كثيراً من الناس يظلمون أنفسهم, ويحمدون نعمة الله عليهم إذا نجاهم من الشدة. فإذا صاروا في حال الرخاء أشركوا به بعض مخلوقاته الفقيرة. ** ليس الزهد الممدوح هو الانقطاع للعبادات القاصرة, كالصلاة والصيام والذكر ونحوها, بل لا يكون العبد زاهداً زهداً صحيحاً حتى يقوم بما يقدر عليه من الأوامر الشرعية الظاهرة والباطنة, ومن الدعوة إلى الله وإلى دينه بالقول والفعل. ** الكاذب يكذب, ولا يفكر فيما يؤول إليه كذبه, فيكون في قوله من التناقض والفساد ما يوجب رده, بمجرد تصوره. ** كل من كذب بالحق, فإنه في أمر مختلط, لا يدرى له وجه ولا قرار. فترى أموره متناقضة مؤتفكة, كما أن من اتبع الحق وصدق به, قد استقام أمره, واعتدل سبيله, وصدق فعله قيله. ** تثبّت في كل ما تقوله وتفعله...فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يُعدّ للسؤال جواباً, وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له, وكفها عما يكرهه الله تعالى. ** من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه, تربية صالحة غير الأبوين, فإن له على من رباه حق التربية. ** ﴿ وهدى وبشرى للمسلمين ﴾ أي: يهديهم إلى حقائق الأشياء, ويبين لهم الحق من الباطل, والهدى من الضلال. ** القول الحسن داع لكل خلق جميل, وعمل صالح, فإن من ملك لسانه, ملك جميع أمره. ** من هداه الله فإنه عند النعم يخضع لربه, ويشكر نعمته, وعند الضراء يتضرع ويرجو من الله عافيته, وإزالة ما يقع فيه, وبذلك يخف عليه البلاء. ** لم يزل الله يُرى عباده من الآيات في الآفاق وفي أنفسهم, ما يتبين به الحق من الباطل, والهدي من الضلال. ** من رحمته بمن طلب الحقيقة في الأمور المطلوب علمها, وسعى لذلك ما أمكنه, فإن الله يوضح له ذلك. ** المماراة المبنية على الجهل والرجم بالغيب, أو التي لا فائدة فيها, إما أن يكون الخصم معانداً, أو تكون المسألة لا أهمية فيها, ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها,...فإن كثرة المناقشات فيها,...تضيعاً للزمان, وتأثيراً في مودة القلب بغير فائدة. ** فضل الله لا تحيط به الأوهام والعقول, ولا ينكره إلا ظالم جهول. ** العبد ينبغي له إذا أعجبه شيء من ماله أو ولده أن يضيف النعمة إلى موليها ومسديها, وأن يقول: " ما شاء الله, لا قوة إلا بالله " ليكون شاكراً, متسبباً لبقاء نعمته عليه. لقوله: ﴿ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ﴾ ** أي ظلم أعظم من ظلم من اتخذ عدوه الحقيقي ولياً, وترك الولي الحميد ؟!! ** استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله, وأكلهما جميعاً. ** تعليق الأمور المستقبلة التي من أفعال العباد بالمشيئة, وأن لا يقول الإنسان للشيء: " إني فاعل ذلك في المستقبل ", إلا أن يقول: " إن شاء الله." ** العبد الصالح يحفظه الله في نفسه, وفي ذريته. ** المبغض لا يستطيع أن يلقى سمعه إلى كلام من أبغضه. ** ﴿ ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذا نادى ربهُ نداءً خفياً ﴾ ناداه نداء خفياً ليكون أكمل وأفضل, وأتم إخلاصاً. ** الشيب دليل الضعف والكبر, ورسول الموت, ورائده ونذيره. ** ﴿ قال ربِ إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ﴾ توسل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه, وهذا من أحب الوسائل إلى الله, لأنه يدل التّبرّي من الحول والقوة, وتعلق القلب بحول الله وقوته. ** من رحمة الله بعبده أن يرزقه ولداً صالحاً, جامعاً لمكارم الأخلاق, ومحامد الشيم. ** الأسباب جميعها لا تسقل بالتأثير, وإنما تأثيرها بتقدير الله, فيرى عباده خرق العوائد في بعض الأسباب العادية, لئلا يقفوا مع الأسباب, ويقطعوا النظر عن مقدرها ومسببها. ** ﴿ وجعلني مباركاً أينما كنت ﴾ أي: في أي مكان, وأي زمان, فالبركة جعلها الله في تعليم الخير والدعوة إليه, والنهي عن الشر, والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله, فكل من جالسه أو اجتمع به نالته بركته, وسعد به مصاحبة. ** من بركة الشام, أن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها, وأن الله اختارها مهاجراً لخليله, وفيها أحد البيوت الثلاثة المقدسة, وهو بيت المقدس. ** من كان في الضلالة بأن رضيها لنفسه وسعى فيها فإن الله يمده منها ويزيده فيها حباً عقوبة له على اختيارها على الهدى قال تعالى: ﴿ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم﴾ , ﴿ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون﴾ ** له الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى, من حسنها: أنه أمر العباد أن يدعوه بها, لأنها وسيلة مقربه إليه, يحبها, ويحب من يحفظها, ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها, قال تعالى: ﴿ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ﴾ ** الصلاح هو السبب لدخول العبد برحمه الله, كما أن الفساد سبب لحرمانه الخير. ** من فوائد الجليس الصالح والقرين الصالح أنه مبارك على قرينه. ** صحبة الأخيار ومجاهدة النفس على مصاحبتهم, ومخالطتهم وإن كانوا فقراء, فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى. ** من سلطه...على العباد من الملوك وقام بأمر الله, كانت له العاقبة الحميدة والحالة الرشيدة, ومن تسلط عليهم بالجبروت, وأقام فيهم هوى نفسه. فإنه وإن حصل له ملك مؤقت, فإن عاقبته غير حميدة, فولايته مشئومة وعاقبته مذمومة. ** الجهاد في الله حق جهاده, هو القيام التام بأمر الله, ودعوة الخلق إلى سبيله بكل طريق موصل إلى ذلك, من نصيحة وتعليم وقتال وأدب وزجر ووعظ, وغير ذلك. ** سمى الاستئذان استئناساً, لأن به يحصل الاستئناس, وبعدمه تحصل الوحشة. ** البصير ينظر إلى هذه المخلوقات نظر اعتبار وتفكر وتدبر لما أريد بها ومنها, والمعرض الجاهل نظره إليها نظر غفلة, بمنزلة نظر البهائم. ** الفلاح: الفوز بالمطلوب, والنجاة من المرهوب, ولا يفلح إلا من حكّم الله ورسوله, وأطاع الله ورسوله. ** نور الإيمان والقرآن أكثر وقوع أسبابه في المساجد. ** السيد, وولي الصغير, مخاطبان بتعليم عبيدهم, ومن تحت ولايتهم من الأولاد العلوم والآداب الشرعية, لأن الله وجه الخطاب إليهم, بقوله: ﴿ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين لم يبلغوا الحلم ﴾ الآية, فلا يمكن ذلك إلا بالتعليم والتأديب. ** الزينة على الأنثى ولو مع تسترها, ولو كانت لا تشتهى, يُفتنُ فيها, ويوقع الناظر إليها في حرج. ﴿ وأن يستعففن خير لهن ﴾ ** معرفة أحكامه الشرعية على وجهها يزيد في العقل, وينمو به اللب, لكون معانيها أجل المعاني, وآدابها أجل الآداب, ولأن الجزاء من جنس العمل, فكما استعمل عقله للعقل عن ربه, وللتفكر في آياته, التي دعاه إليها, زاده من ذلك. ** حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, الأدب الكامل, والتعجب في موضعه, وأن لا يبلغ بهم الضحك إلا التبسم, كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جُلّ ضحكه التبسم, فإن القهقهة تدل على خفة العقل, وسوء الأدب. ** عدم التبسم والعجب مما يتعجب منه يدل على شراسة الخلق والجبروت والرسل منزهون عن ذلك ** ﴿ وتفقد الطير ﴾ دلّ هذا على كمال عزمه وحزمه, وحسن تنظيمه لجنوده, وتدبيره بنفسه للأمور الصغار والكبار, حتى أنه لم يهمل هذا الأمر, وهو: تفقد الطير, والنظر هل هي موجودة كلها, أم مفقود منها شيء ؟ وهذا هو معنى الآية. ** ﴿قالت كأنه هو﴾ وهذا من ذكائها وفطنتها لم تقل: هو لوجود التغير فيه والتنكير ولم تنف أنه هو, لأنها عرفته, فأتت بلفظ محتمل للأمرين, صادق على الحالين. ** من أعظم آثار الجبار في الأرض, قتل النفس بغير حق. ** الله تعالى إذا أراد أمراً هيأ أسبابه, وأتى بها شيئاً فشيئاً بالتدرج, لا دفعة واحدة. ** العبد إذا عمل العمل لله تعالى, ثم حصل له مكافأة عليه, من غير قصد بالقصد الأول, فإنه لا يلام على ذلك. ** الأوامر والنواهي يحتاج المكلف فيها إلى جهاد, لأن نفسه تتثاقل بطبعها عن الخير, وشيطانه ينهاه عنه, وعدوه الكافر يمنعه من إقامة دينه كما ينبغي, وكل هذه معارضات تحتاج إلى مجاهدات, وسعى شديد. ** لو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة لما اختص بذلك الحمار الذي علمت خسته وبلادته. ** الانعام...سخرها الله لمنافعكم...تستدلون بها على كمال قدرة الله...حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم فأخرج من بين ذلك لبناً خالصاً من الكدر سائغاً للشاربين للذته, يسقي ويغذي فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية ** ترى العبد الضعيف الذي يفوض أمره لسيده,[أي: الله عز وجل] قد قام بأمور لا تقوم بها أمة من الناس, وقد سهل الله عليه, ما كان يصعب على فحول الرجال, وبالله المستعان. ** الأسباب تنفع, إذا لم يعارضها القضاء والقدر, فإذا جاء القضاء والقدر, تلاشي كل سبب, وبطلت كل وسيلة ظنها الإنسان تنجية. ** الأسوة الحسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم,...وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفق لها من كان يرجو الله واليوم الآخر, فإن ما معه من الإيمان, وخوف الله, ورجاء ثوابه, وخوف عقابه, يحثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم. ** فسرت الحكمة بالعلم النافع, والعمل الصالح. ** ينبغي للعبد إذا رأى من نفسه...أنه يهش لفعل المحرم فليعرف أن ذلك مرض فليجتهد في إضعاف هذا المرض, وحسم الخواطر الردية, ومجاهدة نفسه على سلامتها من هذا المرض الخطر, وسؤال الله العصمة والتوفيق. ** كلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر, فإنه أسلم له, وأطهر لقلبه. ** شكر الله تعالى حافظ للنعمة, دافع للنقمة. ** من أسباب قصر العمر, الزنا, وعقوق الوالدين, وقطيعة الرحم, ونحو ذلك, مما ذكر أنها من أسباب قصر العمر. ** ﴿ إنه أواب ﴾ أي: رجّاع إلى الله في جميع الأمور, بالإنابة إليه, بالحب والتأله, والخوف, والرجاء, وكثرة التضرع, والدعاء, رجاع إليه, عندما يقع منه بعض الخلل بالإقلاع, والتوبة النصوح. ** الله تعالى يمدح ويحبُّ القوة في طاعته, قوة القلب والبدن, فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها, ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة, وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها وعدم الركون إلى الكسل, والبطالة المخلة بالقوة, المضعفة للنفس. ** لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق لسوء أدب الخصم, وفعله ما لا ينبغي. ** الحكم بين الناس, مرتبة دينية, تولاها رسل الله, وخواص خلقه. ** الحكم بين الناس وظيفة القائم بها الحكم بالحق, ومجانبة الهوى, فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية, والعلم بصورة القضية المحكوم بها, وكيفية إدخالها في الحكم الشرعي, فالجاهل بأحد أمرين: لا يصلح للحكم, ولا يحلّ له الإقدام عليه. ** كل ما شغل العبد عن الله فإنه مشئوم مذموم فليُفارقه وليُقبل على ما هو أنفع له ** ﴿ ولكن أكثر الناس لا يشكرون ﴾ بسبب جهلهم وظلمهم. ﴿ وقليل من عبادي الشكور﴾ الذين يقرون بنعمة ربهم, ويخضعون لله ويحبونه, ويصرفونها في طاعة مولاهم ** الأخلاء يوم القيامة المتخالين على الكفر والتكذيب ومعصية الله﴿ بعضهم لبعض عدو﴾ لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا لغير الله فانقلبت يوم القيامة عداوة ﴿ إلا المتقين﴾ للشرك والمعاصي فإن محبتهم تدوم وتتصل, بدوام من كانت المحبة لأجله ** قصّ الله على عباده, نبأ الأخيار والفجار ليعتبروا بهم, وأين وصلت بهم الأحوال. ** الضيف يكرم بأنواع الإكرام, بالقول والفعل....وإبراهيم هو الذي خدم أضيافه, وهو خليل الرحمن, وسيد من ضيّف الضيقان. ** من خاف من أحد لسبب من الأسباب, فإن عليه أن يزيل عنهُ الخوف, ويذكر له ما يؤمن روعه, ويسكن جأشه, كما قالت الملائكة لإبراهيم لما خافهم: ﴿ لا تخف ﴾ ** كان النصارى ألين من غيرهم قلوباً, حين كانوا على شريعة عيسى عليه السلام. ** من وثق بغير الله فهو مخذول, ومن ركن إلى غير الله كان وبالاً عليه. ** ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾ وهذا شامل لأصول الدين وفروعه, وظاهره وباطنه, وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه, ولا تحل مخالفته, وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى. ** متى استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب اتباعها, وتقديمها على غيرها, كائناً من كان. ** الفقه كل الفقه, أن يكون خوف الخالق, ورجاؤه, ومحبته, مقدمة على غيرها, وغيرها تبعاً لها. ** المتخذ للكافر ولياً عادم المروءة,...فكيف يوالي أعدى أعدائه, الذي لا يريد له إلا الشر, ويخالف ربه ووليه, الذي يريد به الخير, ويأمره به, ويحثه عليه ؟! * موالاة أولياء الله, ومعاداة أعدائه,...من أعظم الجهاد في سبيله, ومن أعظم ما يتقرب به المتقربون إلى الله, ويبتغون به رضاه. **﴿ والله قدير ﴾ على كل شيء ومن ذلك: هداية القلوب وتقليبها من حال إلى حال ** ينبغي للعبد المقبل على عبادة الله, وقت دواعي النفس لحضور اللهو, والتجارات والشهوات, أن يذكرها بما عند الله من الخيرات, وما لمؤثر رضاه على هواه. ** قال: ﴿ مما رزقناكم ﴾ ليدل ذلك على أنه تعالى لم يكلف العباد من النفقة ما يعنتهم ويشق عليهم, بل أمرهم بإخراج جزء مما رزقهم ويسره ويسر أسبابه, فليشكروا الذي أعطاهم, بمواساة إخوانهم المحتاجين. ** ﴿ ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ﴾ أي: أخلصه وأصوبه. ** ﴿ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ﴾ فنمدهم بالأموال والأولاد, ونمدهم في الأرزاق والأعمال, ليغتروا ويستمروا على ما يضرهم, وهذا من كيد الله لهم. وكيد الله لأعدائه متين قوي, يبلغ من ضررهم وعقوبتهم كل مبلغ. ** الانقطاع إلى الله, والإنابة إليه, هو الانفصال بالقلب عن الخلائق, والاتصاف بمحبة الله, وما يقرب إليه, ويوفي من رضاه. ** كلما وجد عسر وصعوبة فإن اليسر يقارنه ويصاحبه حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه كما قال تعالى: ﴿سيجعل الله بعد عسر يسراً﴾ وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن الفرج مع الكرب, وإن مع العسر يسراً) ** الإيثار عكس الأثرة فالإيثار محمود والأثرة مذموم لأنها من خصال البخل والشح ** أكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم, مشتغلون باللهو واللعب, قد رضوا لأنفسهم بأسافل الأمر...فردهم الله في أسفل سافلين, أي: أسفل النار,...إلا من منَّ الله عليه بالإيمان, والعمل الصالح, والأخلاق الفاضلة العالية. ** الإنسان,....كثير الحب للمال, وحبه لذلك هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه, قدم شهوة نفسه على رضا ربه. وكلُّ هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار, وغفل عن الآخرة. ** " سورة الفلق " هذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور, عموماً وخصوصاً, ودلت على أن السحر له حقيقة, يخشى من ضرره, ويستعاذ بالله منه, ومن أهله. ** الوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس, ولهذا قال: ﴿من الجِنّة والناس ﴾ ** من عاش على شيء مات عليه. ![]() ● الربا: ** أخبر تعالى أنه يمحق مكاسب المرابين, ويربى صدقات المنفقين, عكس ما يتبادر لأذهان كثير من الخلق, أن الإنفاق ينقص المال, وأن الربا يزيده, فإن مادة الرزق وحصول ثمراته من الله تعالى, وما عند الله لا ينال إلا بطاعته, وامتثال أمره. ** أكبر الأسباب لاجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية تكميل الإيمان وحقوقه, خصوصاً إقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, وإن الزكاة إحسان إلى الخلق, ينافي تعاطى الربا, الذي هو ظلم لهم, وإساءة عليهم ![]() ● الجهاد: ** لو شعر العباد بما للمقتولين في سبيل الله من الثواب لم يتخلف عنه أحد ولكن عدم العلم اليقيني التام هو الذي فتر العزائم, وزاد نوم النائم, وأفات الأجور العظيمة ** الكفار ﴿قوم لا يفقهون﴾ أي لا علم عندهم بما أعدّ الله للمجاهدين في سبيله, فهم يقاتلون لأجل العلو في الأرض والفساد فيها وأنتم تفقهون المقصود من القتال أنه لأعلاء كلمة الله وإظهار دينه والذب عن كتاب الله وحصول الفوز الأكبر عند الله ** الجهاد في سبيل الله...ذرة سنام الدين, به يحفظ الدين الإسلامي, ويتسع, وينصر الحق, ويخذل الباطل. ** البلدان التي حصلت فيها الطمأنينة بعبادة الله, وعمرت مساجدها, وأقيمت فيها شعائر الدين كلها, من فضائل المجاهدين وبركتهم, فبذلك دفع الله عنها الكافرين. ** لولا دفع الناس بعضهم ببعض, لاستولى الكفار على المسلمين, فخربوا معابدهم, وفتنوهم عن دينهم, فدل هذا على أن الجهاد مشروع لأجل دفع الصائل والمؤذي ومقصود لغيره. ![]() ● العبادة: ** العبادة الشاقة على النفس, لها فضل ومزية, ليست لغيرها, وكلما عظمت المشقة عظم الأجر ** في الاشتغال بعبادة الله تسلية للعابد عن جميع التعلقات والمشهيات. ** العبادات إن لم يقترن بها الإخلاص, وتقوى الله, كانت كالقشر الذي لا لُبَّ فيه, والجسد الذي لا روح فيه. ** كل خير يوجد في الدنيا والآخرة فإنه من آثار عبادة الله وتقواه. ** معرفته وعبادته, هما اللذان خلقا الله الخلق لأجلهما, وهما الغاية المقصودة منه تعالى لعباده, وهما الموصلان إلى كل خير وفلاح وصلاح, وسعادة دنيوية وأخروية, وهما أشرف عطايا الكريم لعباده, وهما أشرف اللذات على الإطلاق. ** تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله. بل كلما ازداد العبد معرفة بربه كانت عبادته أكمل. ** ﴿ فإذا فرغت فانصب﴾ أي: إذا تفرغت من أشغالك, ولم يبق في قلبك ما يعقوه, فاجتهد في العبادة والدعاء....ولا تكن ممن إذا فرغوا لعبوا, وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره, فتكون من الخاسرين ![]() ● الإنسان: ** الإنسان بطبعه ظالم جاهل, فلا تأمره نفسه إلا بالشر, فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك, لطف به ربه, ووفقه لكل خير, وعصمه من الشيطان الرجيم ** الإنسان كفور للنعم إلا من هدى الله فمنَّ عليه بالعقل السليم, واهتدى إلى الصراط المستقيم. ** الإنسان...جاهل ظالم...إلا من وفقه الله, وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى ضده, وهم الذين صبروا أنفسهم عند الضراء فلم ييأسوا, وعند السراء فلم يبطروا, وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات. ** الإنسان...الله إذا أذاقه منه رحمه, كالصحة والرزق والأولاد, ونحو ذلك, ثم نزعها منه, فإنه يستسلم لليأس, وينقاد للقنوط, فلا يرجو ثواب الله, ولا يخطر بباله أن الله سيردها, أو مثلها, أو خير منها. ** الإنسان...الله إذا أذاقه...رحمة بعد ضراء مسته, أنه يفرح ويبطر, ويظن أنه سيدوم له ذلك الخير...وذلك يحمله على الأشر والبطر والإعجاب بالنفس, والتكبر على الخلق, واحتقارهم, وازدرائهم, وأي عيب أشد من هذا ؟!! ** شر ما في الإنسان أن يكون شحيحاً بما أمر الله به, شحيحاً بماله أن ينفقه في وجهه, شحيحاً في بدنه أن يجاهد أعداء الله أو يدعو إلى سبيل الله, شحيحاً بجاهه, شحيحاً بعلمه, ونصيحته, ورأيه. ** الإنسان لجهله وظلمه إذا رأى نفسه غنياً طغى وبغى, وتجبر عن الهدى, ونسي أن لربه الرجعى, ولم يخف الجزاء. بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه, ويدعو غيره إلى تركه. ![]() ● آيات الله جل وعلا: ** من آيات الله العجيبة, أنك لا تجد داعياً من دعاة الكفر والضلال إلا وله من المقت بين العالمين, واللعنة, والبغض, والذم, ما هو حقيق به, وكُلّ بحسب حاله. ** ﴿ قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً ﴾ وهذا من الآيات العجيبة, فإن منعه من الكلام مدة ثلاثة أيام, وعجزه عنه من غير خرس, ولا آفة, بل كان سوياً لا نقص فيه, من الأدلة على قدرة الله الخارقة للعوائد. ![]() ● المنتفعون بآيات الله عز وجل: ** المنتفعون بالآيات: كل صبار على الضراء, شكور على السراء, صبار على طاعة الله, وعن معصيته, وعلى أقداره, شكور لله على نعمه الدينية, والدنيوية. ** كلما كان العبد أعظم إنابة إلى الله كان انتفاعه بالآيات أعظم, لأن المنيب مقبل إلى ربه قد توجهت إرادته وهماته لربه ورجع إليه في كل أمر من أموره فصار قريباً من ربه, ليس له هم إلا الاشتغال بمرضاته, فيكون نظره للمخلوقات نظر فكرة وعبرة. ** أهل الإعراض والغفلة, وأهل البلادة وعدم الفطنة,...ليس لهم انتفاع بآيات الله, لعدم وعيهم عن الله, وتفكرهم بآياته. ** ﴿ وما يتذكر ﴾ بالآيات حين يذكر بها, ﴿ إلا من ينيب ﴾ إلى الله تعالى بالإقبال على محبته, وخشيته, وطاعته, والتضرع إليه, فهذا الذي ينتفع بالآيات, وتصير رحمة في حقه, ويزداد بها بصيرة. ![]() ● البصر والفرج: ** من حفظ فرجه وبصره, طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش, وزكت أعماله, بسب ترك المحرم,...فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه, ومن غض بصره أنار الله بصيرته. ** العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته, مع دواعي الشهوة, كان حفظه لغيره أبلغ, ولهذا سماه الله حفظاً. ** البصر والفرج إن لم يجتهد العبد في حفظهما, أوقعاه في بلايا ومحن. ![]() ● الشورى: ** المستشار مؤتمن, يجب عليه إذا استشير في أمر من الأمور أن يشير بما يعلمه أصلح للمستشير, ولو لم يكن للمستشار حظ نفس, بتقدم مصلحة المستشير على هوى نفسه وغرضه. ** ﴿ وشاورهم في الأمر ﴾ أي: في الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر. ** المشاور لا يكاد يخطئ في فعله, وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب فليس بملوم. ** الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة, فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك, فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير. ![]() ● الشيطان: ** كل راكب وماش في معصية الله, فهو من خيل الشيطان ورجله. ** ﴿ يا أبت لا تعبد الشيطان ﴾ لأن من عبد غير الله, فقد عبد الشيطان, كما قال تعالى: ﴿ ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ﴾ ** ﴿ وكان الشيطان للإنسان خذولاً ﴾ يزين له الباطل, ويقبح له الحق, ويعده الأماني, ثم يتحلى عنه, ويتبرأ منه. ** أي وقت من الأوقات, أحسست بشيء من نزغات الشيطان, أي: من وساوسه, وتزينه للشر, وتكسيله عن الخير, وإصابة ببعض الذنوب, وإطاعة له ببعض ما يأمر به, ﴿ فاستعذ بالله ﴾, أي: اسأله مفتقراً إليه, أن يعيذك ويعصمك منه. **الشيطان...أصل الشرور كلها ومادتها, الذي من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس, فيحسن لهم الشر, ويثبطهم عن الخير, ويريهم إياه في صورة غير صورته, وهو دائماً بهذه الحال, يوسوس, ثم يخنس, أي: يتأخر عن الوسوسة, إذا ذكر العبد ربه. ![]() ● رقائق: ** من سبق في الدنيا إلى الخيرات, فهو السابق في الآخرة إلى الجنات, فالسابقون أعلى درجة, والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل,...ونفع متعد وقاصر. ** من عفوه ومغفرته أن المؤمن لو أتاه بقراب الأرض خطايا, ثم لقيه لا يشرك به شيئاً, لأتاه بقرابها مغفرة. ** قال بعض السلف: أهل الجنة نجوا من النار بعفو الله, وأدخلوا الجنة برحمة الله, واقتسموا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحة, وهي من رحمته بل من أعلى أنواع رحمته ** ﴿ ورضوان من الله﴾ يحله على أهل الجنة, ﴿ أكبر﴾ مما هم فيه من النعيم, فإن نعيمهم لم يطب, إلا برؤية ربهم, ورضوانه عليهم, ولأنه الغاية التي أمَّها العابدون, والنهاية التي سعى نحوها المحبون, فرضا رب الأرض والسموات, أكبر نعيم الجنات. ** البشارة في الدنيا, فهي الثناء الحسن, والمودة في قلوب المؤمنين, والرؤيا الحسنة, وما يراه العبد من لطفه به وتيسره لأحسن الأعمال والأخلاق, وصرفه عن مساوئ الأخلاق. ** البشارة في الدنيا في الآخرة, فأولها: البشارة عند قبض أرواحهم...وفي القبر, ما يبشر به من رضا الله تعالى, والنعيم المقيم, وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم, والنجاة من العذاب الأليم. ** نار جهنم,...مثوى الحسرة والندم, ومنزل الشقاء والألم, ومحل الهموم والغموم, وموضع السخط من الحي القيوم, لا يُفتَّر عنهم من عذابها, ولا يرفع عنهم يوماً من أليم عقابها, قد أعرض عنهم الرب الرحيم, وأذاقهم العذاب العظيم. ** يعطى الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه حتى أنه يُذكرُهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم, فتبارك الذي لا نهاية لكرمه, ولا حد لجوده. ** أي حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنته, واستحقاق سخطه والنار, على وجه لا يتمكن الرجوع ليستأنف العمل ولا سبيل له إلى تغير حاله بالعود إلى الدنيا ؟.. ** مشهد يوم القيامة,...يشهده الأولون والآخرون, أهل السموات وأهل الأرض الخالق والمخلوق الممتلئ بالزلازل والأهوال. ** جنة الفردوس نُزُل وضيافة لأهل الإيمان والعمل الصالح, وأي ضيافة أجل وأكبر وأعظم من هذه الضيافة, المحتوية على نعيم للقلوب والأرواح والأبدان,...فلو علم العباد بعض ذلك النعيم علماً حقيقياً يصل إلى قلوبهم لطارت إليها قلوبهم بالأشواق. ** ﴿ خروا سجداً وبكياً ﴾ أي: خضعوا لآيات الله, وخشعوا لها, وأثرت في قلوبهم من الإيمان والرغبة والرهبة ما أوجب لهم البكاء والإنابة. ** يوم الحسرة...يجمع الأولون والآخرون في موقف واحد ويسألون عن أعمالهم فمن آمن بالله واتبع رسله سعد سعادة لا يشقي بعدها ومن لم يؤمن بالله ويتبع رسله شقي شقاء لا يسعد بعده وخسر نفسه وأهله فحينئذ...يندم ندامة تنقطع منها القلوب ** ﴿ ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً ﴾ أي: جاثين على ركبهم من شدة الأهوال, وكثرة الزلزال, وفظاعة الأحوال, منتظرين لحكم الكبير المتعال. ** فسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر. وبعض المفسرين يرى أن المعيشة الضنك عامة في دار الدنيا, بما يصيب المعرض عن ذكر ربه من الهموم والغموم والآلام التي عذاب معجل وفي دار البرزخ وفي دار الآخرة لإطلاق المعيشة الضنك, وعدم تقيدها ** ﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِّ ارجعون﴾ يخبر تعالى عن حال من حضره الموتى من المفرطين الظالمين, أنه يندم في تلك الحال, إذا رأى مآله, وشاهد قبيح أعماله, فيطلب الرجعة إلى الدنيا. ** الحسرة كل الحسرة أن يمضي على الحازم وقت من أوقاته وهو غير مشغول بالعمل الذي يقرب لهذه الدار. ** لينظر العبد لنفسه وقت الإمكان, وليتدارك الممكن قبل أن لا يمكن, وليُول من ولايته فيها سعادته وليُعاد من تنفعه عداوته وتضره صداقته. ** البرزخ, هو الحاجز بين الشيئين, فهو هنا: الحاجز بين الدنيا والآخرة, وفي هذا البرزخ, يتنعم المطيعون, ويعذب العاصون, من ابتداء موتهم واستقرارهم في قبورهم, إلى يوم يبعثون. أي: فليُعدوا له عُدّته, وليأخذوا له أُهبتهُ. ** كما أن الجسد بدون الروح لا يحيا ولا يعيش, فالروح والقلب بدون روح الوحي لا يصلح ولا يفلح. ** ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها مستلذين لظلها غير الظليل, فأحرقهم بالعذاب, فظلوا تحتها خامدين, ولديارهم مفارقين, وبدار الشقاء والعذاب نازلين. ** يا أيها المحب لربه المشتاق لقربه ولقائه المسارع في مرضاته أبشر بقرب لقاء الحبيب فإنه آت, وكل ما هو آت قريب, فتزود للقائه, وسر نحوه مستصحباً الرجاء, مؤملاً الوصول إليه. ** جنات المأوى: أي: الجنات التي هي مأوى اللذات, ومعدن الخيرات, ومحل الأفراح, ونعيم القلوب والنفوس والأرواح, ومحل الخلود, وجوار الملك المعبود, والتمتع بقربه, والنظر إلى وجهه, وسماع خطابه. ** الناس,...الموفق منهم الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه, ويتضرع له, ويسأله أن لا يكله إلى نفسة طرفة عين, وأن يعينه على جميع أموره, ويستصحب هذا المعنى في كل وقت, فهذا حري بالإعانة التامة من ربه وإلهه. ** الدار التي تستحق المدح على الحقيقة التي يكرم الله فيها خواص خلقه ورضيها الجواد الكريم لهم نزلاً وبنى أعلاها وأحسنها, وغرسها بيده وحشاها من رحمته وكرامته ما ببعضه يفرح الحزين ويزول الكدر, ويتم الصفاء ** كل حالة قُدّر إمكان الصبر عليها, فالنار لا يمكن الصبر عليها, وكيف الصبر على نار قد اشتد حرها, وزادت على نار الدنيا بسبعين ضعفاً, وعظم غليان حميمها, وزاد نتن صديدها, وتضاعف برد زمهريرها, وعظمت سلاسلها وأغلالها. ** كل من خفت منه فررت منه إلى الله تعالى, فإنه بحسب الخوف منه يكون الفرار إليه ** لا تسأل عن بهجة تلك الرياض المونقة, وما فيها من الأنهار المتدفقة, والغياض المعشبه, والمناظر الحسنة, والأشجار المثمرة, والطيور المغردة, والأصوات الشجية المطربة, والاجتماع بكل حبيب, والأخذ من المعاشرة والمنادمة بأكمل نصيب. ** ﴿ وزوجناهم بحور ﴾ أي: نساء جميلات من جمالهن وحسنهن, أنه يحار الطرف في حسنهن, وينبهر العقل بجمالهن, وينخلب اللب لكمالهن ﴿ عين ﴾ أي: واسعات الأعين, حسانها. ** ﴿ من خشي الرحمن ﴾ أي: من خافه على وجه المعرفة بربه, والرجاء لرحمته, ولازم على خشية الله في حال غيبه, أي: مغيبه عن أعين الناس, وهذه هي الخشية الحقيقية. وأما خشيته في حال نظر الناس وحضورهم, فقد يكون رياء وسمعة. ** سمى الله الرجوع إليه فراراً لأن في الرجوع إلى غيره, أنواع المخاوف والمكاره, وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز. ** ﴿ ففروا إلى الله ﴾ أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً, فرار من الجهل إلى العلم, ومن الكفر إلى الإيمان, ومن المعصية إلى الطاعة, ومن الغفلة إلى الذكر. ** الويل: كلمة جامعة لكل عقوبة وحزن وعذاب وخوف. ** ﴿ والسابقون السابقون أولئك المقربون ﴾ أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات, هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات. ** ﴿ وكانوا يصرون على الحنث العظيم ﴾ أي: وكانوا يفعلون الذنوب الكبار, ولا يتوبون منها, ولا يندمون عليها, بل يصرون على ما يسخط مولاهم, فقدموا عليه بأوزار كثيرة, غير مغفورة. ** ﴿ والنازعات غرقاً ﴾ وهم: الملائكة, التي تنزع الأرواح بقوة, وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح, فتجازى بعملها, ﴿ والناشطات نشطاً ﴾ وهي الملائكة أيضاً تجتذب الأرواح بقوة ونشاط, أو النشط يكون لأرواح المؤمنين, والنزع لأرواح الكفار ** من يخشى الله, هو الذي ينتفع بالآيات, والعبر, فإذا رأى عقوبة فرعون, عرف أن من تكبر, وعصى, وبارز الملك الأعلى, يعاقبه في الدنيا, والآخرة, وأما من ترحلت خشية الله من قلبه, فلو جاءته كل آية لا يؤمن بها. ** قال بعض السلف: من أراد أن ينظر ليوم القيامة كأنه رأي عين فليتدبر سورة: ﴿إذا الشمس كورت ﴾ ** ﴿يوم تبلى السرائر﴾ أي: تختبر سرائر الصدور ويظهر ما كان في القلوب من خير وشر, على صفحات الوجوه, ففي الدنيا ينكتم كثير من الأشياء, ولا يظهر عياناً للناس, وأما يوم القيامة, فيظهر برُّ الأبرار, وفجور الفجار, وتصير الأمور علانية ** ﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ﴾ وهذا فيه الترغيب في فعل الخير ولو قليلاً, والترهيب من فعل الشر ولو كان حقيراً. * ﴿ قل إن الخاسرين ﴾ حقيقة هم ﴿ الذين خسروا أنفسهم ﴾ حيث حرموها الثواب, واستحقت بسببهم وخيم العقاب, ﴿ وأهليهم يوم القيامة ﴾ أي: فرق بينهم وبينهم, واشتد عليهم الحزن, وعظم الخسران. كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ صيد الفوائد يتبع ![]() اثبت وجودك
..
|
|
|
|
|
|
![]() |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
![]() |
|
|
|
|
|
||||
|
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| فوائد مختصرة من أقوال محمد بن عبداللطيف ومحمد بن إبراهيم وعبدالله بن حميد | امانى يسرى محمد | ملتقى الأحاديث القدسية والنبوية | 1 | 09-25-2025 04:40 PM |
| فوائد مختصرة من شرح كشف الشبهات للعلامة العثيمين | امانى يسرى محمد | ملتقى الكتب الإسلامية | 1 | 09-24-2025 04:30 PM |
| فوائد مختصرة من الإلمام ببعض آيات الأحكام تفسيرًا واستنباطًا | امانى يسرى محمد | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 1 | 09-18-2025 06:34 PM |
| فوائد مختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى" للعلامة العثيمين | امانى يسرى محمد | ملتقى الأحاديث القدسية والنبوية | 1 | 09-06-2025 06:37 PM |
| نبذة مختصرة عن تفسير الطبري | عبده نصار | قسم تفسير القرآن الكريم | 5 | 05-11-2019 05:22 AM |
|
|