منذ سنوات مضت ( أكثر من عشرين عاماً ) كنت اسكن فى احدى المدن الكبرى وكان فى الحارة شاب فى مقتبل العمر (مابين الـ 18 -21 عاماً ) وقد لفت نظرى بوسامته و حسن هندامه ... حلاوة و طلاوة كلامه ... ألأدب الجم فى مخاطبة الجميع ... احترامه للصغير و الكبير ... مساعدته للضعفاء و المرضى بيده وماله ... شىء واحد كان يقلقنى أنى لم اراه
يوماً فى المسجد ... فى بادئ ألأمر ظننت انه يذهب
الى مسجد آخر من مساجد الحاره لسبب أو لآخر .
ومرت ألأيام و السنون و فى يوم من ألأيام رزقنى
الله بفرصة ذهبية فقد حضر الى عيادتى الخاصة
مرافقاً لعمه ... وبعد اجراء اللازم نحو المريض
استبقيته وبعد مقدمة ليست بالطويلة المملة ولا القصيرة المخلة دخلت فى لب الموضوع وسألته
عن عدم مواظبته على الصلاة فى جماعة فى المسجد
أم انه يصلى فى مسجد آخر من المساجد القريبة ؟
وعندما نظرت اليه و جدت ان عيونه قد غارت
واحمر وجهه كاللهب و انطوى على نفسه و تقزم
وشعرت كأنه يريد ان يغوص فى اعماق ألأرض
ويا لهول الإجابة كالصاقعة نزلت على رأسى
وقال لىَ (( أنا لا اصلى يا عمى ))... وبعد مرور ثوانى الصدمة افقت و سألته (( ولماذا ؟؟؟ وانت
ما انت من جمال ووسامة و ادب و شهامة ))
فإستجمع قواه ورد (( أنى اخاف من ألإبتلاءآت ))
وبعد حوار و نقاش سرد لى واقعة انه عندما كان
صغيرا كان يرافق والده للصلاة فى المسجد وكان
امام ذلك المسجد لايتكلم إلا عن ألإبتلاءآت التى
تصيب المؤمنيين ... وترسبت كل هذه الخطب
فى عقله الباطن و بعد سنوات توفى والده فى
ريعان شبابه ففسر ذلك بأنه من ألأبتلاءآت
ومن يومها امتنع عن الصلاة و ابتعد عن المساجد