وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) : أي : بسطها من كل جانب .
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) : أنشأها وسوّى أعضاءها وركب فيها الروح , والقوى النفسية الهائلة , وجعلها مستقيمة على الفطرة , قال صلى الله عليه وسلم : ((كل مولود يولد على الفطرة , فأبواه يهوّدانه أو ينصرّانه أو يمجسانه ))
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) : أي: عرّفها وأفهمها حالهما , وما فيهما من الحسن والقبح .
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) : أي : من زكى نفسه وأنماها وأعلاها بالتقوى , فقد فاز بكل مطلوب وظفر بكل محبوب .
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) : أي : خسر من أضلها وأغواها وأخملها عند الله تعالى , ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح .
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) : بسبب الطغيان , حملها على التكذيب . والطغيان : مجاوزة الحدّ في المعاصي .
إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) : أي : حين قام أشقى ثمود \أو أشقى البرية\ وهو قدار بن سالف , فعقر الناقة , ومعنى انبعث : انتدب لذلك وقام به .
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ : يعني صالحاً ( نَاقَةَ اللَّهِ ) :أي : ذروا ناقة الله , حذّرهم إياها (وَسُقْيَاهَا) (13) : شِربها من الماء , فلا تتعرضوا لها يوم شربها .
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ : أهلكهم وأطبق عليهم العذاب (فَسَوَّاهَا) (14) : أي : فسوّى الأرض عليهم فجعلهم تحت التراب .
وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) :أي : فعل الله تعالى ذلك بهم غير خائف من عاقبة ولا تبعة .