ترجيح القراءة والقاريء على غيرهما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ( قال: " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ". [ رواه مسلم ]. وكان القراء ( الفقهاء ) أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً وشباباً. [ رواه البخاري ] . وقد دلت النصوص على أن القراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار . إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [ الحج:32 ]. وقال: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [ الحج: 30 ]. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (: " إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ". وعن جابر رضي الله عنه أن النبي (: كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أخذاً للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد ". [ رواه البخاري ] . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (: " إن الله عز وجل قال: من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ". [ رواه البخاري ]. وعن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي . وقال ابن عساكر: اعلم يأخي وفقنا الله وإياك لمرضاته , وجعلنا ممن نخشاه ونتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة , وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلث ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }. [ النور: 63 ]. أن يقصد بعلمه رضا الله لا أن يتوصل به إلى غرض من أغراض الدنيا من مال أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو ثناء عند الناس أو صرف وجوه الناس إليه , ويحرص على التخلق بخلق القرآن ويبذل النصيحة لمن حوله , ولا يذل العلم الذي يحمله . وعن علي رضي الله عنه قال: (( من حق المعلم عليك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية , وأن تجلس أمامه , ولا تشيرن عنده بيدك , ولا تغمزن بعينك , ولا تقولن قال فلان خلاف ما تقول ... ولا تغتابن عنده أحداً ولا تشاور جليسك في مجلسه , ولا تأخذ بثوبه إذا قام ولا تلح عليه إذا كسل ولا تعرض - أي تشبع - من طول صحبته )) . وفي الحديث: " اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه , ولا تغلوا فيه " , أما أخذ الأجرة على تعليم القرآن والرقية به فتجوز . وينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وأن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي ( قال: " تعاهدوا هذا القرآن , فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ". [ رواه البخاري ومسلم ]. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (: " من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب الله له كأنه قرأه من الليل".[ مسلم ] .