![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#35 |
|
![]() (39) قال الشيخ رحمه الله : ( وَمن هَؤُلَاءِ طَائِفَة هم أعلاهم عِنْدهم قدرا وَهُوَ مستمسكون بِمَا اخْتَارُوا بهواهم من الدَّين فِي أَدَاء الْفَرَائِض الْمَشْهُورَة وَاجْتنَاب الْمُحرمَات الْمَشْهُورَة لَكِن يضلون بترك مَا أمروا بِهِ من الْأَسْبَاب الَّتِي هِيَ عبَادَة ظانين أَن الْعَارِف إِذا شهد الْقدر أعرض عَن ذَلِك مثل من يَجْعَل التَّوَكُّل مِنْهُم أَولدُّعَاء مِنْهُم وَنَحْو ذَلِك من مقامات الْعَامَّة دون الْخَاصَّة بِنَاء على أَن من شهد الْقدر علم أَن مَا قدر سَيكون فَلَا حَاجَة إِلَى ذَلِك وَهَذَا ضلال مُبين. َإِن الله قدر الْأَشْيَاء بأسبابها كَمَا قدر السَّعَادَة والشقاوة بأسبابهما كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله خلق للجنة أَهلا خلقهَا لَهُم وهم فِي أصلاب آبَائِهِم وبعمل أهل الْجنَّة يعْملُونَ وَخلق للنار أَهلا خلقهَا لَهُم وهم فِي أصلاب آبَائِهِم وبعمل أهل النَّار يعْملُونَ " وكما قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أخْبرهُم بِأَن الله كتب الْمَقَادِير فَقَالُوا: يَا رَسُول الله أَفلا نَدع الْعَمَل ونتكل على الْكتاب؟ فَقَالَ: " لَا اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق لَهُ أما من كَانَ من أهل السَّعَادَة فسييسر لعمل أهل السَّعَادَة وَأما من كَانَ من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة ". َكل مَا أَمر الله بِهِ عباده من الْأَسْبَاب فَهُوَ عبَادَة والتوكل مقرون بِالْعبَادَة كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى [١٢٣ هود] : {فاعبده وتوكل عَلَيْهِ} وَفِي قَوْله [٣٠ الرَّعْد] : {قل هُوَ رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ توكلت وَإِلَيْهِ متاب} وَقَول شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام [٨٨ هود] : {عَلَيْهِ توكلت وَإِلَيْهِ أنيب} . وَمِنْهُم طَائِفَة قد تتْرك المستحبات من الْأَعْمَال دون الْوَاجِبَات فتنقص بِقدر ذَلِك. وَمِنْهُم طَائِفَة يغترون بِمَا يحصل لَهُم من خرق عَادَة - مثل مكاشفة أَو استجابة دَعْوَة مُخَالفَة للْعَادَة وَنَحْو ذَلِك - فيشتغل أحدهم بِهَذِهِ الْأُمُور عَمَّا أَمر بِهِ من الْعِبَادَة وَالشُّكْر وَنَحْو ذَلِك. فَهَذِهِ الْأُمُور وَنَحْوهَا كثيرا مَا تعرض لأهل السلوك والتوجه وَإِنَّمَا ينجو العَبْد مِنْهَا بملازمة أَمر الله الَّذِي بعث بِهِ رَسُوله فِي كل وَقت كَمَا قَالَ الزُّهْرِيّ: كَانَ من مضى من سلفنا يَقُولُونَ: الِاعْتِصَام بِالسنةِ نجاة. وَذَلِكَ أَن السّنة كَمَا قَالَ مَالك رَحمَه الله: مثل سفينة نوح من ركبهَا نجا وَمن تخلف عَنْهَا غرق. وَالْعِبَادَة وَالطَّاعَة والاستقامة وَلُزُوم الصِّرَاط الْمُسْتَقيم وَنَحْو ذَلِك من الْأَسْمَاء مقصودها وَاحِد وَلها أصلان: أَحدهمَا أَن لَا يعبد إِلَّا الله. وَالثَّانِي أَلا يعبده إِلَّا بِمَا أَمر وَشرع لَا يعبده بِغَيْر ذَلِك من الْأَهْوَاء والظنون والبدع قَالَ تَعَالَى [١١٠ الْكَهْف] : {فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا} وَقَالَ تَعَالَى [١١٢ الْبَقَرَة] : {بلَى من أسلم وَجهه لله وَهُوَ محسن فَلهُ أجره عِنْد ربه وَلَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ} وَقَالَ تَعَالَى [١٢٥ النِّسَاء] : {وَمن أحسن دينا مِمَّن أسلم وَجهه لله وَهُوَ محسن وَاتبع مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفا وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا} . فَالْعَمَل الصَّالح هُوَ الْإِحْسَان وَهُوَ فعل الْحَسَنَات والحسنات هِيَ مَا أحبه الله وَرَسُوله وَهُوَ مَا أَمر بِهِ أَمر إِيجَاب أَو اسْتَجَابَ. فَمَا كَانَ من الْبدع فِي الدَّين الَّتِي لَيست فِي الْكتاب، وَلَا فِي صَحِيح السّنة، فَإِنَّهَا - وَإِن قَالَهَا من قَالَهَا، وَعمل بهَا من عمل - لَيست مَشْرُوعَة؛ فَإِن الله لَا يُحِبهَا وَلَا رَسُوله، فَلَا تكون من الْحَسَنَات وَلَا من الْعَمَل الصَّالح. كَمَا أَن من يعْمل مَا لَا يجوز، كالفواحش وَالظُّلم لَيْسَ من الْحَسَنَات وَلَا من الْعَمَل الصَّالح. وَأما قَوْله [١١٠ الْكَهْف] : {وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا} وَقَوله [١١٢ الْبَقَرَة] {أسلم وَجهه لله} فَهُوَ إخلاص الدَّين لله وَحده وَكَانَ عمر بن الْخطاب يَقُول: اللَّهُمَّ اجْعَل عَمَلي كُله صَالحا واجعله لوجهك خَالِصا وَلَا تجْعَل لأحد فِيهِ شَيْئا. ---------------------------------------------------------------- الشرح : قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( َمن هَؤُلَاءِ طَائِفَة هم أعلاهم عِنْدهم قدرا وَهُوَ مستمسكون بِمَا اخْتَارُوا بهواهم من الدَّين فِي أَدَاء الْفَرَائِض الْمَشْهُورَة وَاجْتنَاب الْمُحرمَات الْمَشْهُورَة لَكِن يضلون بترك مَا أمروا بِهِ من الْأَسْبَاب الَّتِي هِيَ عبَادَة ....) إلى آخر ما قرئ وسمعتم من قراءة الشيخ وفقه الله . -المصنف رحمه الله يبين الدرجات التي عليها الصوفية في هذه المسائل وقد بين طريقة الغلاة من قبل وبعد ذلك بين طريقة من هم متوسطون في هذه الحال . وبين ذلك هذه الطريقة التي أصحابها يستمسكون بالدين أي الفرائض ويترك المحرمات ولكن غلطهم فيما ذكره المصنف من جهة تركهم للأسباب . وهم على وجه من التوهم الذي هم غالطون فيه مخالفون للشرع والعقل أيضاً . - من حيث التوهم بأن السبب اقتضاؤه ينافي التوكل على الله سبحانه وتعالى واليقين وما إلى ذلك وهذا الوهم الذي يعرض لهؤلاء أسقطوا به الأسباب أو استصحاب الأسباب وهم في ذلك مخالفون للشريعة لأن الأسباب على وجهين : 1) إما أسباب شرعية كأن تقول الأعمال الصالحة هي سبب لدخول الجنة وهذه الأسباب لا يصح تعطيلها . 2) وإما أسباب قدرية كونية فهذه الأسباب قضى الله سبحانه وتعالى أمرها وجعلها سنة في كونه ومضى بها قدر الله سبحانه وتعالى ومع ذلك فهذه الأسباب الكونية لتختص وحدها ولايصاحبها التأثير من جهة انفكاكها عن أمر الله سبحانه وتعالى وما إلى ذلك . - ولذلكم فإن الأسباب تنزل بما نزلتها الشريعة من الصفة والقدر والناس بهذا كما يذكر المحققون من أهل العلم على طرفين ووسط : 1) منهم الغلاة في الأسباب .( الإفراط بها ) 2) ومنهم الغلاة في ترك الأسباب وتعطيلها .( التفريط فيها ) 3) أهل العدل والاعتدال وأهل القسط والشريعة الذين هم على علم بمقتضى الشرع ودلائله وما جعلت الشريعة في ذلك . - وتجد أن هؤلاء الذين أشار لهم المصنف قد يتركون مقامات من الدعاء اعتباراً بما مضى به القدر وهذا وهم فإن قدر الله سبحانه وتعالى متعلق بجميع حال المكلف فما من فعل من أفعال المكلف إلا وهو متعلق بها قدر الله ولايفعل الإنسان شيئاً لا خيراً ولاشراً إلا وقد مضى به القضاء والقدر من الله سبحانه وتعالى علماً ومشيئة وتدبيراً وما إلى ذلك من مقامات القدر وإن كان الله سبحانه وتعالى حرم أوجه الشر أو أوجه الفساد والمعصية وهذا متعلق آخر . - وبين بعد ذلك رحمه الله ما جاء في نصوص الشريعة كقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إِن الله خلق للجنة أَهلا خلقهَا لَهُم وهم فِي أصلاب آبَائِهِم ) فهذا يتوهم من يتوهم- بعض أهل البدع الذين سلكوا تلك الطريقة - من تعطيل الأسباب الشرعية أو ماهوا منها يستعملون هذه الأدلة ويتوهمون أنها موافقة لمقصودهم وهي مناقضة لمقصودهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم هنا يخبر عن أمر الرب وقضائه - عن أمر الله الكوني - والله سبحانه وتعالى - قضى للجنة خلقاً وهم في أصلاب آبائهم وعلم الله سبحانه وتعالى أمرهم ذلكم لأن من أصول القدر بل أخص أصوله الجامعة هو العلم ولذك كان الإمام أحمد وأمثاله يقول ( ناظروهم بالعلم فإن أنكروه كفروا وأن أقروا به خصموا ) فهو أصل جامع أي أن الله كتب أهل الجنة وكتب أهل النار لعلم الله سبحانه وتعالى وإحاطته بما سيكون من أحوال عباده . وليس أن الأعمال التي يفعلها العباد من التوحيد والصالحات أو من الشرك والموبقات أنها لم تجعل أسباباً لثواب الله وعقابه أو لرضاه أو غضبه فهذا مناقض لجميع دين الأنبياء فإن يعلم أن الدين والاستجابة والتوحيد والطاعة توجب رضا الله وأن الكفر والشرك يوجب غضب الله سبحانه وتعالى . - وبعد ذلك بين المصنف طائفة أخرى بقوله ( وَمِنْهُم طَائِفَة قد تتْرك المستحبات من الْأَعْمَال دون الْوَاجِبَات فتنقص بِقدر ذَلِك.) وهم المفرطون في المستحبات على دعوى التوكل على ما قضى الله وقدره أو على دعوى شهود مقام الربوبية والتسليم المطلق لأمر الله . فكل هذه المادة هي في أصلها كما سبق مادة واحدة ولكنهم اتخذوها على درجات وكلها مادة باطلة مخالفة للشريعة فإن أصدق الخلق وهو النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق مقام العبودية أتى صلى الله عليه وسلم وحفظ ما شرع الله سبحانه وتعالى من الواجب والمستحب ولهذا كان أكمل الخلق في عبادته لله جل وعلا . - ثم بين المصنف أن الأسماء الشرعية متفقة فقال ( وَالْعِبَادَة وَالطَّاعَة والاستقامة وَلُزُوم الصِّرَاط الْمُسْتَقيم وَنَحْو ذَلِك من الْأَسْمَاء مقصودها وَاحِد ) والخلاف بينهما : 1) أما ان يكون خلافاً لفظياً تارة . 2) وإما يكون خلاف تنوع تارة أخرى . بحسب تفسيرها فقد تفسر بما يقتضي كونها من الخلاف اللفظي وقد تفسر بما يقتضي كونها من خلاف التنوع لكن لا يصح بحال أن تفسر بما يقتضي كأنها من خلاف التضاد . - ولذلك أذا فسرت بما هو من الخلاف اللفظي صارت مطابقة وإذا فسرت بما هو من خلاف التنوع صارت من المعاني التي يصدق بعضها بعضاً ولاتفسر بحال بما هو من خلاف التضاد وهذا مطرد في الأسماء الشرعية . - إلا أن بعض أهل البدع قد يأخذ اسماً من الأسماء الشرعية ويحمله على ماهو من خلاف التضاد ويكون استعماله وأخذه منازع في أصله كما أخذت المعتزلة العدل - وهو من الأسماء الشرعية - فجعلته دالاً في أصولها على مسألة خلق أفعال العباد وأن الله لم يخلق أفعال العباد ولم يردها ولم يشأها إلى غير ذلك من الأصول القدرية في كلام المعتزلة سموا هذا باسم جامع في أصولهم وهو اسم العدل . وإذا نظرت العدل على معنى الشريعة أو نظرت القدر على معنى الشريعة فهو مخالف لأصول المعتزلة لفظاً ومعنى . فلما كان كذلك عُلم بأن استعمالهم لهذا الاسم الشرعي مما ينازعون في أصله فضلاً عن نتائجه . |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح العقيدة الطحاوية ... الشيخ يوسف الغفيص | السليماني | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 3 | 04-10-2025 09:44 AM |
أسباب العصمة من الفتن ... الشيخ يوسف الغفيص | السليماني | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 5 | 08-05-2023 10:15 PM |
الاستقامة لابن تيمية كتاب تقلب صفحاته بنفسك | عادل محمد | ملتقى الكتب الإسلامية | 2 | 04-19-2017 11:30 AM |
فوائد مختارة من كتاب الوابل الصيب لابن القيم | ابو عبد الرحمن | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 16 | 05-16-2012 10:52 AM |
|