الرد على شبهة حول النبى صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحاول الخصوم المحترقين للإسلام أن يلصقوا بالنبى صلى الله عليه وسلم صورة الرجل الشهوانى الغارق فى لذات الجسد!....وموضوع زواجه عليه الصلاة والسلام هو وحده الدليل الكافى على عكس ذلك تماما. فالرجل الشهوان ، لا يعيش إلى الخامسة والعشرين من العمر فى بيئة مثل بيئة العرب فى جاهليتها ، عفيف النفس ، دون أن ينساق فى شىء من التيارات الفاسدة التى تموج من حوله.
والرجل الشهوان لا يقبل بعد ذلك أن يتزوج من أيم لها ما يقارب ضعف عمره ، ثم يعيش معها دون أن تمتد عينه إلى شىء مما حوله وإن حوله الكثير وله إلى ذلك أكثر من سبيل،إلى أن يتجاوز مرحلة الشباب ، ثم الكهولة ويدخل فى مدارج الشيخوخة.
وأما قصة زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضى الله عنها،فإن أول ما يدركه الإنسان من هذا الزواج هو عدم اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بأسباب المتعة الجسدية ومكملاتها ، فلو كان مهتما بذلك كبقية أقرانه من الشبان لطمع بمن هى أقل منه سنا أو بمن ليست أكبر منه على أقل تقدير. ويتجلى لنا أنه صلى الله عليه وسلم إنما رغب فيها لشرفها ونبلها بين جماعتها وقومها حتى إنها كانت تلقب فى الجاهلية بالعفيفة الطاهرة.
ولقد ظل هذا الزواج قائما حتى توفيت السيدة خديجة رضى الله عنها عن خمسة وستين عاما ، وقد ناهز النبى عليه الصلاة والسلام الخمسين من العمر ، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأى امرأة أو فتاة أخرى ، وما بين العشرين والخمسين من عمر الإنسان هو الزمن الذى تتحرك فيه رغبة الاستزادة من النساء والميل إلى تعدد الزوجات للدوافع الشهوانية .
ولكن محمدا صلى الله عليه وسلم تجاوز هذه الفترة من العمر دون أن يفكر كما قلنا بأن يضم إلى السيدة خديجة رضى الله عنها من الإناث : زوجة أو أمة ، ولو شاء لوجد الزوجة والكثير من الإماء ، دون أن يخرق بذلك عرفا أو يخرج على مألوف أو عرف بين الناس ، هذا على الرغم من أنه تزوج السيدة خديجة رضى الله عنها وهى أيم،وكانت تكبره بما يقارب مثل عمره.
وفى هذا ما يلجم أفواه أولئك الذين يأكل الحقد أفئدتهم على الإسلام وقوة سلطانه،من المبشرين والمستشرقين وعبيدهم الذين يسيرون من ورائهم،ينعقون بما لا يسمعون إلا دعاء ونداء،كما قال الله عز وجل.
أما عن زواجه بعد ذلك من السيدة عائشة رضى الله عنها ثم من غيرها،فإن لكل منهن قصة ، ولكل زواج حكمة وسبب يزيدان من إيمان المسلم بعظمة محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة شأنه وكمال أخلاقه. وأيا كانت الحكمة والسبب فإنه لا يمكن أن يكون مجرد قضاء الوطر واستجابة للرغبة الجنسية، إذ لو كان كذلك لكان أحرى به أن يستجيب للوطر والرغبة النفسية فى الوقت الطبيعى لهذه الرغبة وندائها.. خصوصا وقد كان إذ ذاك خالى الفكر ليس له من هموم الدعوة ومشاغلها ما يصرفه عن حاجاته الفطرية والطبيعية .

اثبت وجودك
..
تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع
|