استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى القرآن الكريم وعلومه > قسم تفسير القرآن الكريم
قسم تفسير القرآن الكريم يهتم بكل ما يخص تفسير القرآن الكريم من محاضرات وكتب وغيرذلك
 

   
الملاحظات
 

 
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-04-2025, 02:21 PM   #1
مشرفة قسم القرآن

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 46

امانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of lightامانى يسرى محمد is a glorious beacon of light

افتراضي ( ائْتوني به أستخلصه لنفسي ) /د.عثمان قدري مكانسي

      



( ائْتوني به أستخلصه لنفسي )

رأى الملك رؤيا عجيبة ، سبع بقرات عجاف يأكلن سبع بقرات سمان ، وسبع سنبلات يابسات يأكلن سبع سنبلات خضر، فسال أولى العلم عن تأويل ما رأى فاعتذروا قائلين
" أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين "
وما ينبغي لمن لا يدري أمراً أن يدلي بدلوه فيه . فكانوا صادقين فيما أجابوا ، وهذا دأب المستشار الأمين ، يقول ما يعرف ويسكت عما يجهل ، وكثيراً ما كان مالك بن أنس رحمه الله تعالى عالم المدينة يجيب عن سؤال أحدهم : لا أدري ، ويعقب قائلاً : نصف العلم لا أدري .

وهنا يتذكر ساقي الملك الذي كان أحد اللذَين استفتيا يوسف عليه السلام في السجن لحلم رآه أنّ يوسف قال له

" اذكرني عند ربك " – الملك – فنسي الأمر سبع سنوات ، ثم تذكر الصديقَ يوسفَ ، فأخبر الملك بقصته وأنه يستطيع أن يفسر الرؤيا فأرسله الملك إلى يوسف عليه السلام يستفتيه في ذلك ، فيجيبه يوسف عليه السلام : إن سبع السنوات القادمة فيهنّ خير كثير ينبغي أن يُحتفظ بجُلّ خيرهنّ لسبع سنوات تليهنّ شديدات يأكلن الأخضر واليابس ، ثم يعود الخير في السنة الخامسة عشرة . وهنا يودّ الملك أن يتعرّف على المفسّر القابع في السجن ليجعله من بعض خدمه كما فعل بالساقي نفسه ،فقال " ائْتوني به "

فهل اغتنم الصدّيق يوسف عليه السلام هذه الدعوة ليخرج من السجن بعفو ناقص لا يعطيه حقه ولا يبرئه من الظلم الذي وقع عليه ؟ وليظلَّ في أعين الناس رجلاً حاول ان يعتدي على شرف من آواه في بيته وعامله معاملة الابن ؟! إنه إنْ فعل ذلك فقد أثبت التهمة عليه مدى الحياة ، ولن يستطيع بعد ذلك أن يقوم بواجب الدعوة بين أناس ينظرون إليه بريبة وشك ، وكيف يصدّقونه فيما يدعوهم إليه وهو متّهم بأخلاقه مشكوك بصدقه ؟! فلن يخرج من السجن إلا بريئاً يمشي بين الناس مرفوع الرأس طاهر الثوب يعلم الجميعُ أنه ظُلم تلك السنوات الطويلة وأنه كان مثال الأخلاق الكريمة والسيرة العطرة ، فقال للساقي " ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطّعن أيديهنّ إن ربي بكيدهنّ عليم "

وحين تعترف النساء بنصاعة أخلاقه وكريم شمائله ستضطر امرأة العزيز – وقد رأت نفسها وحيدة – أن تقر بذنبها وتعترف بجريرتها ، فدعا الملك النسوة مشدداً عليهنّ أن يقلن الحقيقة " ما خطبُكنّ إذ راودتُنّ يوسف عن نفسه "
ولعل سائلاً يسأل : لماذا صدّق الملك دعوى يوسف بالبراءة - وهو لم يره بعدُ – فتبنّى موقفه واتـّهم النساء بمراودة يوسف ؟ والجواب : ما من رجل يرفض عفو الملك ويأبى الخروج من السجن دون تحقيق إلا إذا كان بريئاً من التهمة التي رُميَ بها ، وكان صادقاً فيما يدّعيه ومطمئناً إلى قوّة موقفه .
حين رأت النساء أن الملك يخاطبهنّ كمن يعرف الحقيقة أقررن بها ونفين التهمة عن يوسف عليه السلام
" حاشا لله ما علمنا عليه من سوء " ،
وهنا لم يكن لامرأة العزيز بد من أن تعترف بالحقيقة ، وتبرئ المتّهم المظلوم ، وتقر أنها المذنبة التي راودتْه عن نفسه
" الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين "
فلما تناهى اعترافها إلى الصدّيق يوسف وهو لمّا يزل في سجنه قال بلهجة الواثق من نفسه
" ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين "
فيوسف عليه السلام الذي رباه الله تعالى على عينه لا يخون من رعاه في بيته وأمِنه على عرضه وشرفه .
ويكبر يوسف عليه السلام بعين الملك ، فيقول
" ائْتوني به أستخلصْه لنفسي " .
لقد قال في المرة الأولى :
" ائْتوني به " ،
فلما عرف قدْر يوسف وعظم شأنـُه في نفسه زاد في قوله
" أستخلصه لنفسي "
لقد كان يريده واحداً من ضمن خدمه في المرة الآولى ، وأراده في المرّة الثانية مستشارً أميناً يُعتمد عليه في كبار الأمور وجليلها ، وقرّبه إليه ، وقال له حين التقاه وكلّمه فرأى فيه النباهة والصدق
" إنك اليوم لدينا مكين أمين "
إنه ذو مكانة لا تضاهيها مكانة ، مكين لأنه كريم الشمائل أمين .

إن من أراد أن يعلوَ بقدره بين الناس مسموعَ الكلمة عظيم المكانة فليكن صادقاً مع نفسه ، حافظاً للأمانة لطيف المعشر ، متحبباً إلى الناس ... صلى الله على يوسف الكريم ابن الكريم يعقوب ابن الكريم إسحاق ابن الكريم إبراهيم . وعلى الحبيب المصطفى محمد وعلى الأنبياء جميعاً .




(اذكرني عند ربك)
الدكتور عثمان قدري مكانسي


للمظلوم أن يطرق كل باب ليصل إلى حقه ، وهذا سيدنا يوسف حين أوّل لعاصر الخمر رؤيته طلب إليه أن يذكر ظلامته عند الملك - حين يجد لديه أذناً صاغية - عله ينصفه ، فقد دخل السجن ظلماً وعدواناً على الرغم أن العزيز - زوج المرأة - حين رأى قميصه قدّ من دبر أقر أن الخطأ كان من زوجته ، وطلب من يوسف أن يتناسى الأمر كي لا ينتشر بين الناس " يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين " لكن الضعيف – في كثير من الأحيان – يكون كبش فداء لمفاسد الملأ من القوم . وهذه طبيعة البشر حين يضعف الإيمان في قلوبهم . وربما ظنّ يوسف عليه السلام أن الناجي قد يَعُد تأويلَ الرؤيا دَيناً في عنقه يؤديه في الوقت المناسب فطلب إليه أن يذكره عند الملك عله ينال حقه المهضوم " اذكرني عند ربك "



وعلى الرغم أن يوسف عليه السلام قال في معرض أفضال الله تعالى عليه " ذلكما مما علمني ربي " وقد علمه تأويل الأحاديث وكان متأكداً من صدق تأويل الحلم فإن القرآن استعمل كلمة " ظنّ " بدل كلمة " علم " في قوله تعالى " وقال للذي ظنّ أنه ناج منهما " وهذه لفتة تربوية رائعة تفيد أن العلم يبقى ظناً ما لم يتحقق . وكثير من الناس يخطِب المرأة ويؤثث البيت ويحدد تاريخ الزفاف ويدعو الناس إلى مشاركته فرحته ، وقبل الدخول بأيام أو أقلّ من ذلك يكون الفراق موتاً أو اختلافاً .. وقد يَعِدك أحدهم بأمرٍ ما ، وتعتقد أن الأمور صارت بين يديك فإذا الأمر وهمٌ وسراب .

بعض المفسرين يجعل الضمير في " فأنساه الشيطان ذكر ربه " عائداً إلى يوسف عليه السلام ظاناً أن الله تعالى عاقب هذا النبي الكريم الذي طلب العون من غير الله بالبقاء في السجن سبع سنين لأن الشيطان غلبه تلك اللحظة وما كان له أن ينتظر الفرج من غير الله تعالى ونسي هؤلاء المفسرون أن على الإنسان أن يخطط للوصول إلى هدفه ويتخذ الأسباب ، و يكل أمره إلى الله تعالى أولاً وآخراً .

وبعض المفسرين أعادوا الضمير إلى الذي رأى نفسه يعصر العنب ، ويقدم الخمر لسيده ، فأنساه الشيطان وصية يوسف . وهذا التفسير الثاني هو الحق بدليل قوله تعالى بعد أن طلب الملك تفسير رؤياه وإعلان الملأ أنهم لا يعلمون تأويل الأحلام " وقال الذي نجا منهما وادّكر بعد أمّة ..." والادّكار هو التذكر بعد النسيان الذي ضربه الشيطان عليه سنوات طويلة .

في بداية الأمر أعلن الملأ أن ما رآه الملك " أضغاث أحلام " ثم استدركوا ما قالوه . لقد كان الحلم مقلقاً للملك حتى إنه جمعهم وسألهم تأويله ، فجوابهم الأول كان تسرعاً وتخلصاً غير موفّق فأتبعوه بالاعتراف بجهلهم حين قالوا " وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين " وهذه محْمدة لهم تحسب لصالحهم ، فنصف العلم " لا أدري " والاعتراف بالواقع فضيلة .
وقت النجاة في علم الله ، ولا يدري أحدنا متى يأتيه الفرج . ولربما لا يجرؤ الساقي أن يشفع ليوسف ولو تذكره ، فخصام يوسف مع النبلاء والملأ من القوم الذين أودعوه السجن لستر مخازيهم ووأد القصة التي يزعجهم انتشارها ، ولن يفرّط الملك بولاء حاشيته للنظر في قضية شاب مغمور ! إنه لن يجد من الملك أذناً صاغية . هذا لو لم ينسَ ، فكيف وقد نسي؟ إن للفرج أوقاتاً يأذن بها الله تعالى ، فتجده بين يديك سهلاً ميسوراً بعد أن كنت تظنه صعب المنال ، وكلنا لمس ذلك بيديه ورآه بعيني قلبه ورأسه. فالساقي يرى ويسمع ، يرى تلهف الملك لمعرفة ما رآه ، ويسمع ضعف جواب الآخرين فيتذكر يوسف الذي أوّل له رؤياه ، وبشره بالنجاة . فقال واثقاً " أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون "
باختصارٍ للموقف سريعٍ ننتقل إلى السجن فنسمع الساقي يخاطب يوسف عليه السلام بأدب واحترام ، وللمؤمن التقي مكانته الرفيعة ولو كان في السجن " يوسف أيها الصدّيق.." ومرتبة الصدّيق لا ينالها إلا من يستحقها عن جدارة . وقد تسمعها ممن يكرهونك في اعتقاد ويخالفونك في فكرة ، لكنّ دخائلهم تعترف بخُلُقك وصدقك وأمانتك . وكم سمعت من العَلمانيين وفاسدي العقيدة والذمم قول بعضهم لبعض : " أنت رفيقي في الهدف وزميلي في المهمّة إلا أنني أعرفك سارقاً ولصاً ولا آمن إلا للإسلاميين في الأمور المالية والحفاظ على ما بحوزتهم من أمانة ..
قد يستغل بعضهم مثل هذه الحالة للوصول إلى غايته قائلا جاءتني على قدميها . فهل أحجم يوسف عن الجواب وأباه إلا أن ينظر الملك في أمره؟! وهل كانت مساومة بين رسول الملك ويوسف عليه السلام؟ لم يكن النبي يوسف عليه السلام ليفعل ذلك فثقته بفرج الله لا تشوبها شائبة . ومن الله ينتظر الخلاص ، فلم يألُ أن فسر رؤيا الملك الذي أعجب بذكاء (السجين المفسر) وعِلمِه الذي لم يجد مثله في بطانته ، فطلبه إلى قصره ، يريد أن يراه وأن يكلمه .

قد يظن من لا يعرف القصة ولم يقرأها في كتاب الله تعالى أن يوسف يرى إعجاب الملك به الذي أخرجه من السجن غاية المنى ، فسوف يخرج إلى النور محمولاً إلى الملك دفعة واحدة وسيتخلص من سجنه . لكنه أحجم عن الإجابة ، ورفض أن يخرج من السجن وقد عفا الملك عن جرمه ، وسيظل في أعين الناس مخطئاً موصوماً بجريرة كبيرة ، وستثبت إدانته إن رضي بالعفو عن جريمة لم يرتكبها . وهو - الداعية – لن يصدقه أحد إن دعاه إلى الله وأمره بالشرف والمروءة وكريم الأخلاق ، يريد أن يخرج من سجنه بريئاً . لا بد إذن من التحري عن الحقيقة التي تعيد له اعتباره وترفعه في أعين الناس " ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهنّ عليم " .
إن الملك حين وجد في هذا الشاب السجين علماً ومروءة وعزة نفس ولمـّا يره بعد ازداد رغبة في لقائه ، وصدّقه ابتداءً فتبنّى قضيته واستقدم النساء يسألهن الحقيقة ويتهمهنّ " ما خطبكنّ إذ راودْتُنّ يوسف عن نفسه " اتهام مباشر يصدر عن الملك الذي اطمأن إلى صدق يوسف ، فأسقط في أيديهنّ ، فاعترفن بخطئهنّ وبراءته " قلْنَ حاش لله ما علمنا عليه من سوء " ولم تجد امرأة العزيز بداً من الاعتراف بالحقيقة كاملة " الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين " وحصحص الحق : ظهر بعد خفاء . فكيف يخون الشاب المؤمن الذي رباه الله تعالى على الشرف والفضيلة وكريم الشمائل من ربّاه وحدب عليه؟ يقولها بلهجة الصدق وقد عزا الخير كله إلى الله تعالى ، فالنفس البعيدة عن الله توقع صاحبها في الخطأ ، وما نجاه من الوقوع في الخطيئة إلا اللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به ." وما أبرّئ نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي "
قال الملك في المرة الأولى " إيتوني به " وزاد عليها في الثانية حين عظم في عينيه " إيتوني به أستخلصه لنفسي " جعله مستشاره بعد أن وثق به ورأى فيه سمات رائعة رفعت عنده مقامه . وكلـّمَه وأعجب به ، فبوّأه منه مقاماً مرموقاً . " إنك اليوم لدينا مكين أمين" وما كان التمكين إلا بسبب الأمانة ، ولا يكون الرجل أميناً إلا إذا رُبّي على التقوى فكانت الدنيا في يده والآخرة في قلبه. وما بعد التقوى والتمكين في الأرض إلا أجر الآخرة ..

إنه فلاح في الدارين ، وسعادة في الحالين .



موقع مداد


اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

امانى يسرى محمد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
   
الكلمات الدلالية (Tags)
/د.عثمان, أستخلصه, لنفسي, مكانسي, ائْتوني, به, قدري
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{ مثل الحياة الدنيا }/د. عثمان قدري مكانسي امانى يسرى محمد قسم تفسير القرآن الكريم 0 11-04-2025 06:36 AM
متاع الحياة الدنيا/د.عثمان قدري مكانسي امانى يسرى محمد قسم تفسير القرآن الكريم 0 11-03-2025 10:43 PM
لا تقصص رؤياك على إخوتك/د.عثمان قدري مكانسي امانى يسرى محمد قسم تفسير القرآن الكريم 0 11-03-2025 10:09 PM
(وآتاكم من كل ما سألتموه)/د.عثمان قدري مكانسي امانى يسرى محمد قسم تفسير القرآن الكريم 0 11-03-2025 07:48 PM
يوم تنقطع الانساب/د.عثمان قدري مكانسي امانى يسرى محمد قسم تفسير القرآن الكريم 0 11-03-2025 07:35 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009