عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2023, 11:02 AM   #1
أبو جبريل نوفل

الصورة الرمزية almojahed
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 3

almojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond repute

شرح حق الجار في الإسلام

      

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد
فإن الإسلام جعل للمسلم حقوقاً على أخيه المسلم فالمؤمنون أخوة وهم أمة متماسكة , كالبنيان يشد بعضه بعضاً يتراحمون فيما بينهم ويتعاطفون ويتحابون، ولحفظ هذا البنيان , وتلك الأخوة شرع الله حقوقاً للمسلم على أخيه المسلم ومنها محبته ونصيحته وتفريج كربته وستر زلته ونصرته في الحق واحترام جواره وإكرام ضيفه .
وقد إهتم الإسلام بشأن الجار إهتماما عظيما، مسلماً كان أو غير مسلم , لما في ذلك من المصالح التي تجعل الأمة كالجسد الواحد قال عليه الصلاة والسلام : (ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ) متفق عليه .
وفي حق الجار يقول تعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) النساء/36 .
ومن الحقوق التي قررها الإسلام للجار على جاره أن يبدأه بالسلام ويعوده إذا مرض ويعزيه في المصيبة ويهنئه في الفرح ويصفح عن زلاته ويستر عوراته ويصبر على أذاه ويهدي له ويقرضه إذا احتاج ويغض بصره عن محارمه ويرشده إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، قال عليه الصلاة والسلام : (خيرُ الأصحابِ عند اللهِ خيرُهم لصاحبِه ، و خيرُ الجيرانِ عند اللهِ خيرُهم لجارِه ) السلسلة الصحيحة 103 .
و الجار أيها الأخوة هو من جاورك في دارك، والمرجع في ذلك إلى عرف الناس، فكل من عده الناس جاراً لك فهو جار تجب له حقوق الجوار.
والجيران ثلاثة: جار له ثلاثة حقوق، وجار له حقان، وجار له حق واحد، فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فهو الجار المسلم من أقربائك، له حق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار، والجار الذي له حقان هو الجار المسلم، له حق الإسلام وحق الجوار، والجار الذي له حق واحد هو الكافر له حق الجوار فقط.

أيها الأخوة الكرام ، لقد كان السلف الصالح والكرام من الناس يعرفون قدر الجوار، ولا يؤثرون بالجار الصالح مالاً ولا عرضاً من الدنيا؛ فهذا محمد بن الجهم يعرض دارَه للبيع، فلما حضر الراغبون في شراء داره، قال لهم: قد اتفقنا على ثمن الدار، فبكم تشترون جوارَ سعيدِ بن العاص؟ فقيل له وهل الجوار يباع؟ قال وكيف لا يباع جوار من إذا قعدتَ سأل عنك، وإن رآك رحب بك، وإن غبتَ حفظك، وإن شهدتَ قربك، وإن سألتَه قضى حاجتك، وإن لم تسأله ابتدأك، وإن نابتك نائبة فرج عنك؟ فبلغ ذلك سعيد بن العاص فوجه إليه بالمال، وقال له: أمسك عليك دارك. نعم؛ إنها بجيرانها تغلو الديارُ وترخص.
أيها الأخوة الكرام إن أولى الجيران بالرعاية والإحسان أقربهم باباً إلينا؛ جاء في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ لي جَارَيْنِ فَإِلَى أيِّهِما أُهْدِي؟ قالَ: إلى أقْرَبِهِما مِنْكِ بَابًا "، أخرجه البخاري.
و حقَّ الجوار عظيمٌ ربطَه نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وآله وسلم - بالإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، فقال - عليه الصلاة والسلام -: "من كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرِم جارَه" صحيح البخاري
وقد حذر الإسلام من إيذاء الجار , والإساءة إليه , وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك سبب للحرمان من الجنة بقوله : (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوائِقَهُ) متفق عليه أي: الذي لا يأمن جارُه ظلمه وغدره وخيانته وعدوانه، وهذا دليلٌ على تحريم العدوان على الجار بأي صورة كانت، وأنَّ ذلك من كبائر الذنوب، فليحذر المسلم أشدَّ الحذر أن يكون متصفاً بشيءٍ من هذه الأوصاف
أخرج الإمام أحمد وابن حبان - بسند صحيح - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: ((هي في النار))، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها، ولا تؤذي جيرانها، قال: ((هي في الجنة))؛ (صحيح الترغيب:2560).

فالله الله أيها الأخوة في الجوار .. اسأل الله تبارك و تعالى أن يرزقنا حسن الجوار و يجعلنا ممن طال عمره و حسن عمله أللهم آمين ، و إلى لقاء آخر بإذن الله تعالى و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:

من مواضيعي في الملتقى

* العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
* حقوق المرأة في الإسلام
* ما معنى ‏{‏وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏‏؟‏
* تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
* تلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية
* من فضائل الأعمال
* النصيحة و الموعظة اليوم لمعشر الشباب

almojahed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس