ملتقى أحبة القرآن - عرض مشاركة واحدة

04-25-2012, 05:42 PM

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
*- ابنتي الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك على ثقتك بي وعلى المجاملة اللطيفة منك ، ونحن مأمورون بأمر الله تعالى أن نبلغ هذا العلم الذي منَّه الله تعالى علينا مأمورون أن نبلغه للناس مبتغين بذلك وجهه الكريم سائلين المولى عز وجل أن يجعله حجةً لنا لا علينا ، ونحن

لسنا بعلماء ولكن طلاب علم وضعوا أقدامهم على أول الطريق آملين من المولى أن يسدد خطاهم لما يحبه ويرضاه وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون وأسأله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا ولا

نكون من الذين قال الله فيهم {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }البقرة44

*- ابنتي الفاضلة
لا شك أن الغضب من أسوء الخلق والذي نهى عنه الاسلام لعواقبه الوخيمة ومفاسده العظيمة والتي تنتج عنه ، فمثلاً ربما سب الإنسان نفسه ، أو سب دينه ، أو سب ربه ، أو طلق زوجته ، أو كسر إناءه ، أو أحرق ثيابه ، وكثير من

الوقائع تصدر من بعض الناس إذا غضبوا كأنما صدرت من مجنون ، لأنه في حالة الغضب الشيطان يتملكه وغالباً يظفر الشيطان بالانسان في وقت الغضب فهناك يتملكه

وصدق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حيث قال " ومن كف غضبه ستر الله عورته " صحيح الجامع .

فالغضبان يفضح نفسه أولاً وأهل بيته فضلاً عن غيرهم .

*- وعلاج الغضب بينه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو على الوجه الآتي

1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، لحديث سليمان بن صرد حيث قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان وأحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم كلمة

لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد " رواه البخاري ومسلم

و جاء عن أبي هريرة قال : قال عليه الصلاة والسلام " إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه " . ‌ صحيح الجامع

2- إذا كان قائماً فليجلس وإلا فليضطجع للحديث :

عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع رواه أحمد والترمذي . صحيح انظر المشكاة

3- السكوت للحديث :

جاء عن بن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإذا غضبت فاسكت مرتين " صحيح الأدب المفرد .

4- عظم ثواب من كظم غيظه لوجه الله تعالى

*- جاء عن أَنَس " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يَصْطَرِعُونَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : فُلَان مَا يُصَارِع أَحَدًا إِلَّا صَرَعَهُ ، قَالَ : أَفَلَا أَدُلّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدّ مِنْهُ ؟ رَجُل كَلَّمَهُ رَجُل فَكَظَمَ غَيْظه فَغَلَبَهُ وَغَلَبَ شَيْطَانه وَغَلَبَ شَيْطَان صَاحِبه "

رَوَاهُ الْبَزَّار بِسَنَدٍ حَسَن هكذا قال الحافظ في الفتح .

*- وعن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب . متفق عليه .

*- وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء رواه أبو داود والترمذي وحسنه

*- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من جرعة أعظم أجراعند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله " رواه ابن ماجه ورواته محتج بهم في الصحيح

*- قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر " [ يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة

إلا زاده الله بها قلة ] . الصحيحة .

*- وعن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبوبكر فقال يا رسول الله كان يشتمني

وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان . وإسناده جيد .

*- وملاك هذا كله قول الحق جل في علاه {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

*- فيا ابنتي أنت مخاطبة بهذه المواعظ والنصائح كسائر المؤمنين والمؤمنات فعليك فهمها والاتعاظ بها وتطبيقها على جوارحك .

*- وهناك أمر لفت انتباهي من فحوى رسالتك ، أنه ينتابك قلق وأرق قبل النوم ويطيل عليك هذا ، وأيضاً الرجفة التي تنتابك عند الغضب هذا يشير إلى أنك تُؤذَيْن من قبل الشيطان ، إما بمس أو بسحر والله أعلم ، ويتأكد هذا إذا كنت ترين في

المنام كوابيس وأحلام مزعجة أو السقوط من أعلى إلى أسفل ، أو رؤية حيوانات مخيفة أو أفاعي وعقارب ، أو قطط ، أوبعض الأحيان ينتفض الجسم عند بدء النوم إلى غير ذلك ، فإن كان ذلك كذلك فعليك بمعالجة نفسك بالقرآن إما

بواسطة معالج يعالج فقط بالقرآن وإياك والمشعوذين ، أو تعالجي نفسك بنفسك بكثرة سماع سورة البقرة وآيات الرقية ، ولي على الموقع رسالة بعنوان الرقية الشرعية ففيها المزيد بهذا الخصوص. .

وأخيرا : فالله أسأل لنا ولك الستر والعفو والعافية في الدنيا والآخرة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتبه أحمد رزوق