استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى القرآن الكريم وعلومه > قسم تفسير القرآن الكريم
قسم تفسير القرآن الكريم يهتم بكل ما يخص تفسير القرآن الكريم من محاضرات وكتب وغيرذلك
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-10-2012, 08:12 AM   #1

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 58

حافظة القرآن has a spectacular aura aboutحافظة القرآن has a spectacular aura about

متابعة اواخر سورة ال عمران

      

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ۗ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192) رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)
6765ـ حدثنا ابن حميد, حدثنا قال: سلـمة, عن ابن إسحاق, عن مـحمد بن أبـي مـحمد مولـى زيد بن ثابت, عن عكرمة مولـى ابن عبـاس أو سعيد بن جبـير: {وَإذْ أخَذَ اللّهُ مِيثاقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ} إلـى قوله {وَلهُمْ عَذَابٌ ألِـيـمٌ} يعنـي: فنـحاصا وأشيع وأشبـاههما من الأحبـار الذين يفرحون بـما يصيبون من الدنـيا علـى ما زينوا للناس من الضلالة {ويُحبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بـما لـم يَفْعَلُو} أن يقول لهم الناس علـماء ولـيسوا بأهل علـم, لـم يحملوهم علـى هدى ولا خير, ويحبون أن يقول لهم الناس: قد فعلوا.

6768ـ حدثنا مـحمد, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السدي, قال: كتـموا اسم مـحمد صلى الله عليه وسلم, وفرحوا بذلك حين اجتـمعوا علـيه, وكانوا يزكون أنفسهم, فـيقولون: نـحن أهل الصيام وأهل الصلاة وأهل الزكاة, ونـحن علـى دين إبراهيـم صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله فـيهم: {لا تَـحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أتَوْ} من كتـمان مـحمد صلى الله عليه وسلم: {ويُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِـمَا لَـمْ يَفْعَلُو} أحبوا أن تـحمدهم العرب بـما يزكون به أنفسهم, ولـيسوا كذلك.
6769ـ حدثنا الـحسن بن يحيـى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوريّ, عن أبـي الـجَحّاف, عن مسلـم البطين, قال: سأل الـحجاج جلساءه عن هذه الاَية: {لا تَـحْسَبنّ الّذِيَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أتَوْ} قال سعيد بن جبـير: بكتـمانهم مـحمدا, {ويُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِـمَا لَـمْ يَفْعَلُو} قال: هو قولهم: نـحن علـى دين إبراهيـم علـيه السلام.
6770ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس: {لاَ تَـحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أتَوْا ويُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِـمَا لَـمْ يَفْعَلُو}: هم أهل الكتاب أنزل علـيهم الكتاب, فحكموا بغير الـحقّ, وحرّفوا الكلـم عن مواضعه, وفرحوا بذلك, وأحبوا أن يحمدوا بـما لـم يفعلوا, فرحوا بأنهم كفروا بـمـحمد صلى الله عليه وسلم, وما أنزل الله, وهم يزعمون أنهم يعبدون الله, ويصومون, ويصلون, ويطيعون الله¹ فقال الله جلّ ثناؤه لـمـحمد صلى الله عليه وسلم: {لا تَـحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أتَوْ} كفروا بـالله وكفروا بـمـحمد صلى الله عليه وسلم, {ويُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِـمَا لَـمْ يَفْعَلُو} من الصلاة والصوم, فقال الله جلّ وعزّ لـمـحمد صلى الله عليه وسلم: {فَلا تَـحْسَبَنّهُمْ بِـمَفـازَةٍ مِنَ العَذَابِ ولَهُمْ عَذَابٌ ألِـيـمٌ}.

6771ـ حدثنا مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد فـي قول الله تعالـى: {لاَ تَـحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أتَوْ} قال: يهود, فرحوا بإعجاب الناس بتبديـلهم الكتاب وحمدهم إياهم علـيه, ولا تـملك يهود ذلك.
6772ـ حدثنـي مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا مـحمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن أبـي الـمعلـى, عن سعيد بن جبـير أنه قال فـي هذه الاَية: {ويُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِـمَا لَـمْ يَفْعَلُو} قال: الـيهود يفرحون بـما آتـى الله إبراهيـم علـيه السلام.
حدثنا ابن الـمثنى, قال: حدثنا وهب بن جرير, قال: حدثنا شعبة, عن أبـي الـمعلـى العطار, عن سعيد بن جبـير, قال: هم الـيهود, فرحوا بـما أعطى الله تعالـى إبراهيـم علـيه السلام.

6773ـحدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن جريج: أخبرنـي عبد الله بن أبـي ملـيكة, أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن مروان بن الـحكم قال لبوابه: يا رافع اذهب إلـى ابن عبـاس, فقل له: لئن كان كل امرىء منا فرح بـما أتـى وأحبّ أن يحمد بـما لـم يفعل معذّبـا, لنعذبن جميعا فقال ابن عبـاس: ما لكم ولهذه الاَية؟ إنـما أنزلت فـي أهل الكتاب. ثم تلا ابن عبـاس: {وَإذْ أخَذَ اللّهُ مِيثاقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَـيُبَـيّنُنّهُ للنّاسِ} إلـى قوله: {أنْ يُحْمَدُوا بِـمَا لَـمْ يَفْعَلُو} قال ابن عبـاس: سألهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتـموه إياه, وأخبروه بغيره, فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بـما قد سألهم عنه, فـاستـحمدوا بذلك إلـيه, وفرحوا بـما أتوا من كتـمانهم إياه ما سألهم عنه.
وقال آخرون: بل عنـي بذلك قوم من يهود أظهروا النفـاق للنبـيّ صلى الله عليه وسلم مـحبة منهم للـحمد, والله عالـم منهم خلاف ذلك.
6774ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: ذكر لنا أن أعداء الله الـيهود يهود خيبر أتوا نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم, فزعموا أنهم راضون بـالذي جاء به, وأنهم متابعوه وهم متـمسكون بضلالتهم, وأرادوا أن يحمدهم نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم بـما لـم يفعلوا, فأنزل الله تعالـى: {لا تَـحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أتَوْا ويُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِـمَا لَـمْ يَفْعَلُو}... الاَية.

6775ـفـي تأويـل قوله: {لا تَـحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرحُونَ بِـمَا أتَوْ}... الاَية, قول من قال: عنـي بذلك أهل الكتاب الذين أخبر الله جلّ وعزّ أنه أخذ ميثاقهم, لـيبـيننّ للناس أمر مـحمد صلى الله عليه وسلم, ولا يكتـمونه, لأن قوله: {لا تَـحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِـمَا أتَوْ}... الاَية فـي سياق الـخبر عنهم, وهو شبـيه بقصتهم مع اتفـاق أهل التأويـل علـى أنهم الـمعنـيون بذلك, فإذ كان ذلك كذلك, فتأويـل الاَية: لا تـحسبن يا مـحمد الذين يفرحون بـما أتوا من كتـمانهم الناس أمرك, وأنك لـي رسول مرسل بـالـحقّ, وهم يجدونك مكتوبـا عندهم فـي كتبهم, وقد أخذت علـيهم الـميثاق بـالإقرار بنبوّتك, وبـيان أمرك للناس, وأن لا يكتـموهم ذلك, وهم مع نقضهم ميثاقـي الذي أخذت علـيهم بذلك, يفرحون بـمعصيتهم إياي فـي ذلك, ومخالفتهم أمري, ويحبون أن يحمدهم الناس بأنهم أهل طاعة لله وعبـادة وصلاة وصوم, واتبـاع لوحيه, وتنزيـله الذي أنزله علـى أنبـيائه, وهم من ذلك أبرياء أخـلـياء لتكذيبهم رسوله, ونقضهم ميثاقه الذي أخذ علـيهم, لـم يفعلوا شيئا مـما يحبون أن يحمدهم الناس علـيه, فلا تـحسبنهم بـمفـازة من العذاب, ولهم عذاب ألـيـم. وقوله: {فَلا تَـحْسَبَنّهُمْ بِـمَفـازَةٍ مِنَ العَذَابِ} فلا تظنهم بـمنـجاة من عذاب الله الذي أعدّه لأعدائه فـي الدنـيا من الـخسف والـمسخ والرجف والقتل, وما أشبه ذلك من عقاب الله, ولا هم ببعيد منه. كما:
6776ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: {فَلا تَـحْسَبَنّهُمْ بِـمَفـازَةٍ مِنَ العَذَابِ} قال: بـمنـجاة من العذاب.
قال أبو جعفر: {وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِـيـمٌ} يقول: ولهم عذاب فـي الاَخرة أيضا مؤلـم, مع الذي لهم فـي الدنـيا معجل.
الآية : 189
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَللّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.
وهذا تكذيب من الله جلّ ثناؤه الذين قالوا: {إنّ اللّهَ فَقِـيرٌ وَنـحْنُ أغْنِـياءُ} يقول تعالـى ذكره مكذّبـا لهم: لله ملك جميع ما حوته السموات والأرض, فكيف يكون أيها الـمفترون علـى الله من كان ملك ذلك له فقـيرا! ثم أخبر جلّ ثناؤه أنه القادر علـى تعجيـل العقوبة لقائلـي ذلك ولكلّ مكذب به ومفتر علـيه وعلـى غير ذلك مـما أراد وأحبّ, ولكنه تفضل بحلـمه علـى خـلقه, فقال: {وَاللّهُ علـى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يعنـي: من إهلاك قائل ذلك, وتعجيـل عقوبته لهم, وغير ذلك من الأمور.


اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:
اللهم انا امتك ابنة عبدك ابنة امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك
اسألك بكل اسم هولك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به في علم الغيب
ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء احزاني وذهاب همومي
اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولها
اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها
اللهم اني اعوذ بك من نفحة الكبرياءِ
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
type="text/"> new TypingText(document.getElementById("930869")); TypingText.runAll();

من مواضيعي في الملتقى

* حياة ابي بكر الصديق
* من أبطال الهجرة.. أبو بكر الصديق
* قصة الصحابي سراقه مع الرسول سيد ولد ادم
* الألماس في الفضاء
* عالج نفسك بالتمر
* لمــاذا لعن الله النامصة ؟؟
* البناء الكوني" كلمات قرآنية يردّدها علماء الغرب"

حافظة القرآن غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة حافظة القرآن ; 11-10-2012 الساعة 08:30 AM.

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2012, 08:14 AM   #2

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 58

حافظة القرآن has a spectacular aura aboutحافظة القرآن has a spectacular aura about

متابعة

      

الاية 190
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ }.
وهذا احتـجاج من الله تعالـى ذكره علـى قائل ذلك وعلـى سائر خـلقه بأنه الـمدبر الـمصرف الأشياء, والـمسخر ما أحب, وإن الإغناء والإفقار إلـيه وبـيده, فقال جل ثناؤه: تدبروا أيها الناس, واعتبروا ففـيـما أنشأته فخـلقته من السموات والأرض لـمعاشكم وأقواتكم وأرزاقكم, وفـيـما عقّبت بـينه من اللـيـل والنهار, فجعلتهما يختلفـان ويعتقبـان علـيكم, تتصرفون فـي هذا لـمعاشكم, وتسكنون فـي هذا راحة لأجسادكم, معتبرٌ ومدّكر, وآيات وعظات. فمن كان منكم ذا لب وعقل, يعلـم أن من نسبنـي إلـى أنـي فقـير وهو غنـي كاذب مفتر, فإن ذلك كله بـيدي أقلبه وأصرفه, ولو أبطلت ذلك لهلكتـم, فكيف ينسب فقر إلـى من كان كل ما به عيش ما فـي السموات والأرض بـيده وإلـيه! أم كيف يكون غنـيا من كان رزقه بـيد غيره, إذا شاء رزقه, وإذا شاء حرمه! فـاعتبروا يا أولـي الألبـاب.
الآية : 191
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ }.
وقوله: {الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِـياما وَقُعُود} من نعت «أولـي الألبـاب», و«الذين» فـي موضع خفض ردّا علـى قوله: «لأولـي الألبـاب».
ومعنى الاَية: إن فـي خـلق السموات والأرض واختلاف اللـيـل والنهار لاَيات لأولـي الألبـاب, الذاكرين الله قـياما وقعودا وعلـى جنوبهم, يعنـي بذلك: قـياما فـي صلاتهم وقعودا فـي تشهدهم وفـي غير صلاتهم وعلـى جنوبهم نـياما.

فإن قال قائل: وكيف قـيـل: {وَعَلـى جُنُوبِهِمْ} فعطف بـ«علـى», وهي صفة علـى القـيام والقعود وهما اسمان؟ قـيـل: لأن قوله: {وَعَلـى جُنُوبِهِمْ} فـي معنى الاسم, ومعناه: ونـياما أو مضطجعين علـى جنوبهم¹ فحسن عطف ذلك علـى القـيام والقعود لذلك الـمعنى, كما قـيـل: {وَإذَا مَسّ الإنْسانَ الضّرّ دَعانا لِـجَنْبِهِ أوْ قاعِدا أو قائم} فعطف بقوله: {أوْ قاعِدا أوْ قائم} علـى قوله: {لِـجَنْبِهِ}, لأن معنى قوله: لـجنبه مضطجعا, فعطف بـالقاعد والقائم علـى معناه, فكذلك ذلك فـي قوله: {وَعَلـى جُنُوبِهِمْ}.
وأما قوله: {وَيَتَفَكّرُونَ فِـي خَـلْقِ السّمَواتِ والأرْضِ} فإنه يعنـي بذلك أنهم يعتبرون بصنعة صانع ذلك, فـيعلـمون أنه لا يصنع ذلك إلا من لـيس كمثله شيء, ومن هو مالك كل شيء ورازقه, وخالق كل شيء ومدبره, من هو علـى كل شيء قدير, وبـيده الإغناء والإفقار, والإعزاز والإذلال, والإحياء والإماتة, والشقاء والسعادة.
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {رَبّنا ما خَـلَقْتَ هَذَا بـاطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذَابِ النّارِ}.
يعنـي بذلك تعالـى ذكره: ويتفكرون فـي خـلق السموات والأرض, قائلـين: {رَبّنا ما خَـلَقْتَ هَذَا بـاطِل} فترك ذكر قائلـين, إذ كان فـيـما ظهر من الكلام دلالة علـيه¹ وقوله: {ما خَـلَقْتَ هَذَا بـاطِل} يقول: لـم تـخـلق هذا الـخـلق عبثا ولا لعبـا, لـم تـخـلقه إلا لأمر عظيـم من ثواب وعقاب ومـحاسبة ومـجازاة, وإنـما قال: ما خـلقت هذا بـاطلاً, ولـم يقل: ما خـلقت هذه, ولا هؤلاء, لأنه أراد بهذا الـخـلق الذي فـي السموات والأرض, يدل علـى ذلك قوله: {سُبْحانَكَ فَقِنا عَذَابَ النّارِ} ورغبتهم إلـى ربهم فـي أن يقـيهم عذاب الـجحيـم, ولو كان الـمعنـيّ بقوله: {ما خَـلَقْتَ هَذَا بـاطِل} السموات والأرض, لـما كان لقول عقـيب ذلك: {فَقِنا عَذَابَ النّارِ} معنى مفهوم, لأن السموات والأرض أدلة علـى بـارئها, لا علـى الثواب والعقاب, وإنـما الدلـيـل علـى الثواب والعقاب: الأمر والنهي¹ وإنـما وصف جل ثناؤه أولـي الألبـاب الذين ذكرهم فـي هذه الاَية, أنهم إذا رأوا الـمأمورين الـمنهيـين, قالوا: يا ربنا لـم تـخـلق هؤلاء بـاطلاً عبثا سبحانك, يعنـي: تنزيها لك من أن تفعل شيئا عبثا, ولكنك خـلقتهم لعظيـم من الأمر, لـجنة أو نار. ثم فزعوا إلـى ربهم بـالـمسألة أن يجيرهم من عذاب النار, وأن لا يجعلهم مـمن عصاه وخالف أمره, فـيكونوا من أهل جهنـم.
الآية : 192
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {رَبّنَآ إِنّكَ مَن تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }.
اختلف أهل التأويـل فـي ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: ربنا إنك من تدخـل النار من عبـادك فتـخـلده فـيها فقد أخزيته, قال: ولا يخزي مؤمن مصيره إلـى الـجنة وإن عذّب بـالنار بعض العذاب. ذكر من قال ذلك:
6779ـ حدثنـي أبو حفص الـجبـيري ومـحمد بن بشار, قال: أخبرنا الـمؤمل, أخبرنا أبو هلال, عن قتادة, عن أنس, فـي قوله: {رَبّنا إنّكَ مَنْ تُدْخِـلِ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ} قال: من تُـخـلد.

6781ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو النعمان عارم, قال: حدثنا حماد بن زيد, قال: حدثنا قبـيصة بن مروان, عن الأشعث الـحملـي, قال: قلت للـحسن: يا أبـا سعيد أرأيت ما تذكر من الشفـاعة حق هو؟ قال: نعم حق. قال: قلت يا أبـا سعيد أرأيت قول الله تعالـى: {رَبّنا إنّكَ مَنْ تُدْخِـلِ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ} و{يُريدُون أنْ يَخْرُجُوا مِنَ النّارِ ومَا هُمْ بَخارِجِينَ مِنْه}؟ قال: فقال لـي: إنك والله لا تستطيع علـى شيء, إن للنار أهلاً لا يخرجون منها كما قال الله. قال: قلت يا أبـا سعيد: فـيـمن دخـلوا ثم خرجوا؟ قال: كانوا أصابوا ذنوبـا فـي الدنـيا, فأخذهم الله بها فأدخـلهم بها, ثم أخرجهم بـما يعلـم فـي قلوبهم من الإيـمان والتصديق به.
6782ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قوله: {إنّكَ مَنْ تُدْخِـلِ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ} قال: هو من يخـلد فـيها.
وقال آخرون: معنى ذلك: ربنا إنك من تدخـل النار من مخـلد فـيها وغير مخـلد فـيها, فقد أخزي بـالعذاب. ذكر من قال ذلك:
6783ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا الـحرث بن مسلـم, عن يحيـى بن عمرو بن دينار, قال: قدم علـينا جابر بن عبد الله فـي عمرة, فـانتهيت إلـيه أنا وعطاء, فقلت: {رَبّنا إنّكَ مَنْ تُدْخِـلِ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ}؟ قال: وما إخزاؤه حين أحرقه بـالنار! وإن دون ذلك لـخزيا.
وأولـى القولـين بـالصواب عندي قول جابر: إن من أدخـل النار فقد أخزي بدخوله إياها, وإن أخرج منها. وذلك أن الـخزي إنـما هو هتك ستر الـمخزي وفضيحته, ومن عاقبه ربه فـي الاَخرة علـى ذنوبه, فقد فضحه بعقابه إياه, وذلك هو الـخزي.
وأما قوله: {وَمَا للظّالِـمِينَ مِنْ أنْصَارٍ} يقول: وما لـمن خالف أمر الله فعصاه من ذي نصرة له ينصره من الله فـيدفع عنه عقابه أو ينقذه من عذابه.
الآية : 193
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {رّبّنَآ إِنّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبّكُمْ فَآمَنّا رَبّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفّرْ عَنّا سَيّئَاتِنَا وَتَوَفّنَا مَعَ الأبْرَارِ }.
اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل الـمنادي الذي ذكره الله تعالـى فـي هذه الاَية, فقال بعضهم: الـمنادي فـي هذا الـموضع القرآن. ذكر من قال ذلك:
6784ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا قبـيصة بن عقبة, حدثنا سفـيان, عن موسى بن عبـيدة, عن مـحمد بن كعب: {إنّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي للإيـمَانِ} قال: هو الكتاب, لـيس كلهم لقـي النبـي صلى الله عليه وسلم.
حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا منصور بن حكيـم, عن خارجة, عن موسى بن عبـيدة, عن مـحمد بن كعب القرظي, فـي قوله: {رَبّنا إنّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي للإيـمَانِ} قال: لـيس كل الناس سمع النبـي صلى الله عليه وسلم, ولكن الـمنادي: القرآن.
وقال آخرون: بل هو مـحمد صلى الله عليه وسلم. ذكر من قال ذلك:

6786ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: {رَبّنا إنّنا سَمِعْنا مُناديا يُنادِي للإِيـمَانِ} قال: ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب قول مـحمد بن كعب, وهو أن يكون الـمنادي القرآن¹ لأن كثـيرا مـمن وصفهم الله بهذه الصفة فـي هذه الاَيات لـيسوا مـمن رأى النبـي صلى الله عليه وسلم ولا عاينه, فسمعوا دعاءه إلـى الله تبـارك وتعالـى ونداءه, ولكنه القرآن. وهو نظير قوله جلّ ثناؤه مخبرا عن الـجن إذ سمعوا كلام الله يتلـى علـيهم أنهم قالوا: {إنّا سَمِعْنا قُرْآنا عَجَبَـا يَهْدِي إلـى الرّشْدِ}. وبنـحو ذلك:
6787ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: {رَبّنا إنّنَا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي للإِيَـمانِ} إلـى قوله: {وَتَوَفّنا مَعَ الأبْرَارِ} سمعوا دعوة من الله فأجابوها, فأحسنوا الإجابة فـيها, وصبروا علـيها, بنبئكم الله عن مؤمن الإنس كيف قال, وعن مؤمن الـجنّ كيف قال. فأما مؤمن الـجنّ, فقال: {إنّا سَمِعْنا قُرْآنا عَجَبـا يَهْدِي إلـى الرّشْدِ فَآمَنّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبّنا أحَد}¹ وأما مؤمن الإنس, فقال: {إنّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي للإِيـمَانِ أنْ آمِنُوا بِرَبّكُمْ فَآمَنّا رَبّنا فـاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَن}... الاَية.
وقـيـل: {إنّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي للإيـمَان} يعنـي: ينادي إلـى الإيـمان, كما قال تعالـى ذكره: {الـحَمْدُ لِلّهِ الّذِي هَدَانا لِهَذَ} بـمعنى: هدانا إلـى هذا, وكما قال الراجز.
أوْحَى لها القَرَارَ فـاسْتَقَرّتِوَشَدّها بـالرّاسياتِ الثّبّتِ
بـمعنى: أوحى إلـيها, ومنه قوله: {بِأنّ رَبّكَ أوْحَى لَهَ}.
وقـيـل: يحتـمل أن يكون معناه: إننا سمعنا مناديا للإيـمان ينادي أن آمنوا بربكم.
فتأويـل الاَية إذا: ربنا سمعنا داعيا يدعو إلـى الإيـمان يقول إلـى التصديق بك, والإقرار بوحدانـيتك, واتبـاع رسولك وطاعته, فـيـما أمرنا به, ونهانا عنه, مـما جاء به من عندك فآمنا ربنا, يقول: فصدقنا بذلك يا ربنا, فـاغفر لنا ذنوبنا, يقول: فـاستر علـينا خطايانا, ولا تفضحنا بها فـي القـيامة علـى رءوس الأشهاد, بعقوبتك إيانا علـيها, ولكن كفرها عنا, وسيئات أعمالنا فـامـحها بفضلك ورحمتك إيانا, وتَوفنا مع الأبرار, يعنـي بذلك: واقبضنا إلـيك إذا قبضتنا إلـيك فـي عداد الأبرار, واحشرنا مـحشرهم ومعهم¹ والأبرار جمع برّ, وهم الذين بروا الله تبـارك وتعالـى بطاعتهم إياه وخدمتهم له, حتـى أرضوه فرضي عنهم.
الآية : 194
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {رَبّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتّنَا عَلَىَ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ }.
إن قال لنا قائل: وما وجه مسألة هؤلاء القوم ربهم أن يؤتـيهم ما وعدهم, وقد علـموا أن الله منـجز وعده, وغير جائز أن يكون منه إخلاف موعد؟ قـيـل: اختلف فـي ذلك أهل البحث, فقال بعضهم: ذلك قول خرج مخرج الـمسألة, ومعناه الـخبر, قالوا: وإنـما تأويـل الكلام: ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيـمان أن آمنوا بربكم فآمنا, ربنا فـاغفر لنا ذنوبنا, وكفر عنا سيئاتنا, وتوفنا مع الأبرار, لتؤتـينا ما وعدتنا علـى رسلك, ولا تـخزنا يوم القـيامة, قالوا: ولـيس ذلك علـى أنهم قالوا: إن توفـيتنا مع الأبرار فـانـجز لنا ما وعدتنا لأنهم قد علـموا أن الله لا يخـلف الـميعاد, وأن ما وعد علـى ألسنة رسله لـيس يعطيه بـالدعاء, ولكنه تفضل بإيتائه, ثم ينـجزه.
وقال آخرون: بل ذلك قول من قائله علـى معنى الـمسألة والدعاء لله, بأن يجعلهم مـمن آتاهم ما وعدهم من الكرامة علـى ألسن رسله, لا أنهم كانوا قد استـحقوا منزلة الكرامة عند الله فـي أنفسهم, ثم سألوه أن يؤتـيهم ما وعدهم بعد علـمهم بـاستـحقاقهم عند أنفسهم, فـيكون ذلك منهم مسألة لربهم أن لا يخـلف وعده, قالوا: ولو كان القوم إنـما سألوا ربهم أن يؤتـيهم ما وعد الأبرار, لكانوا قد زكوا أنفسهم, وشهدوا لها أنها مـمن قد استوجب كرامة الله وثوابه, قالوا: ولـيس ذلك صفة أهل الفضل من الـمؤمنـين.
وقال آخرون: بل قالوا هذا القول علـى وجه الـمسألة, والرغبة منهم إلـى الله أن يؤتـيهم ما وعدهم من النصر علـى أعدائهم من أهل الكفر, والظفر بهم, وإعلاء كلـمة الـحق علـى البـاطل, فـيعجل ذلك لهم, قالوا: ومـحال أن يكون القوم مع وصف الله إياهم بـما وصفهم به كانوا علـى غير يقـين من أن الله لا يخـلف الـميعاد, فـيرغبوا إلـى الله جل ثناؤه فـي ذلك, ولكنهم كانوا وعدوا النصر, ولـم يوقت لهم فـي تعجيـل ذلك لهم, لـما فـي تعجله من سرور الظفر وراحة الـجسد.
والذي هو أولـى الأقوال بـالصواب فـي ذلك عندي: أن هذه الصفة, صفة من هاجر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من وطنه وداره, مفـارقا لأهل الشرك بـالله إلـى الله ورسوله, وغيرهم من تبـاع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين رغبوا إلـى الله فـي تعجيـل نصرتهم علـى أعداء الله وأعدائهم, فقالوا: ربنا آتنا ما وعدتنا من نصرتك علـيهم عاجلاً, فإنك لا تـخـلف الـميعاد, ولكن لا صبر لنا علـى أناتك وحلـمك عنهم, فعجل حربهم, ولنا الظفر علـيهم. يدل علـى صحة ذلك آخر الاَية الأخرى, وهو قوله: {فـاسْتَـجابَ لَهُمْ رَبّهُمْ أنّـي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فـالّذِينَ هاجَرُوا وأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وأُوذُوا فـي سَبِـيـلـي وَقاتَلُوا وَقُتِلُو}... الاَيات بعدها. ولـيس ذلك مـما ذهب إلـيه الذين حكيت قولهم فـي شيء, وذلك أنه غير موجود فـي كلام العرب أن يقال: افعل بنا يا رب كذا وكذا, بـمعنى: افعل بنا لكذا الذي ولو جاز ذلك, لـجاز أن يقول القائل لاَخر: أقبل إلـيّ وكلـمنـي, بـمعنى: أقبل إلـيّ لتكلـمنـي, وذلك غير موجود فـي الكلام, ولا معروف جوازه, وكذلك أيضا غير معروف فـي الكلام: آتنا ما وعدتنا, بـمعنى: اجعلنا مـمن آتـيته ذلك وإن كان كلّ من أعطى شيئا سنـيا فقد صير نظيرا لـمن كان مثله فـي الـمعنى الذي أعطيه, ولكن لـيس الظاهر من معنى الكلام ذلك, وإن كان قد يؤول معناه إلـيه.
فتأويـل الكلام إذًا: ربنا أعطنا ما وعدتنا علـى ألسن رسلك أنك تعلـى كلـمتك كلـمة الـحق, بتأيـيدنا علـى من كفر بك وحادّك وعبد غيرك, وعجّل لنا ذلك, فإنا قد علـمنا أنك لا تـخـلف ميعادك, ولا تـخزنا يوم القـيامة, فتفضحنا بذنوبنا التـي سلكت منا, ولكن كفّرها عنا واغفرها لنا. وقد:
6788ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قوله: {رَبّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا علـى رُسُلِكَ} قال: يستنـجز موعود الله علـى رسله.
التوقيع:
اللهم انا امتك ابنة عبدك ابنة امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك
اسألك بكل اسم هولك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به في علم الغيب
ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء احزاني وذهاب همومي
اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولها
اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها
اللهم اني اعوذ بك من نفحة الكبرياءِ
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
type="text/"> new TypingText(document.getElementById("930869")); TypingText.runAll();

من مواضيعي في الملتقى

* حياة ابي بكر الصديق
* من أبطال الهجرة.. أبو بكر الصديق
* قصة الصحابي سراقه مع الرسول سيد ولد ادم
* الألماس في الفضاء
* عالج نفسك بالتمر
* لمــاذا لعن الله النامصة ؟؟
* البناء الكوني" كلمات قرآنية يردّدها علماء الغرب"

حافظة القرآن غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة حافظة القرآن ; 11-10-2012 الساعة 08:35 AM.

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2012, 08:17 AM   #3

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 58

حافظة القرآن has a spectacular aura aboutحافظة القرآن has a spectacular aura about

متابعة

      


بسم الله الرحمن الرحيم
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ ۗ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ ۗ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ (198) وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً ۗ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)


الآية : 195
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبّهُمْ أَنّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىَ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ فَالّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لاُكَفّرَنّ عَنْهُمْ سَيّئَاتِهِمْ وَلاُدْخِلَنّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ثَوَاباً مّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثّوَابِ }.
يعنـي تعالـى ذكره: فأجاب هؤلاء الداعين بـما وصف الله عنهم أنهم دعوا به ربهم, بأنـي لا أضيع عمل عامل منكم عمل خيرا ذكرا كان العامل أو أنثى, وذكر أنه قـيـل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بـال الرجال يذكرون ولا تذكر النساء فـي الهجرة؟ فأنزل الله تبـارك وتعالـى فـي ذلك هذه الاَية.
6789ـ حدثنا مـحمد بن بشار, قال: حدثنا مؤمل, قال: حدثنا سفـيان, عن ابن أبـي نـجيح عن مـجاهد, قال: قالت أم سلـمة: يا رسول الله, تذكر الرجال فـي الهجرة ولا نذكر؟ فنزلت: {أنـي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى}... الاَية.
6790ـ حدثنا الـحسن بن يحيـى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا ابن عيـينة, عن عمرو بن دينار, قال: سمعت رجلاً من ولد أم سلـمة زوج النبـي صلى الله عليه وسلم, يقول: قالت أم سلـمة: يا رسول الله لا أسمع الله يذكر النساء فـي الهجرة بشيء! فأنزل الله تبـارك وتعالـى: {فـاسْتَـجابَ لَهُمْ رَبّهُمْ أنـي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى}.
6791ـ حدثنا الربـيع بن سلـيـمان, قال: حدثنا أسد بن موسى, قال: حدثنا سفـيان, عن عمرو بن دينار, عن رجل من ولد أم سلـمة, عن أم سلـمة أنها قالت: يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء فـي الهجرة بشيء! فأنزل الله تعالـى: {فـاسْتَـجابَ لَهُمْ رَبّهُمْ أنـي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}.
وقـيـل: فـاستـجاب لهم, بـمعنى: فأجابهم, كما قال الشاعر:
وَدَاعٍ دَعا يا مَنْ يُجِيبُ إلـى النّدَىفَلَـمْ يَسْتَـجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُـجِيبُ
بـمعنى: فلـم يجبه عند ذاك مـجيب.
وأدخـلت «من» فـي قوله: {مِنْ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى} علـى الترجمة والتفسير عن قوله «منكم», بـمعنى: لا أضيع عمل عامل منكم من الذكور والإناث ولـيست «من» هذه بـالتـي يجوز إسقاطها وحذفها من الكلام فـي الـجحد, لأنها دخـلت بـمعنى لا يصلـح الكلام إلا به. وزعم بعض نـحويـي البصرة أنها دخـلت فـي هذا الـموضع, كما تدخـل فـي قولهم: «قد كان من حديث» قال: «ومن» ههنا أحسن, لأن النهي قد دخـل فـي قوله: لا أضيع. وأنكر ذلك بعض نـحويـي الكوفة وقال: لا تدخـل «من» وتـخرج إلا فـي موضع الـجحد¹ وقال: قوله: {لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ} لـم يدركه الـجحد, لأنك لا تقول: لا أضرب غلام رجل فـي الدار ولا فـي البـيت فـيدخـل, ولا لأنه لـم ينله الـجحد, ولكن «مِنْ» مفسرة.
وأما قوله: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} فإنه يعنـي: بعضكم أيها الـمؤمنون الذين يذكرون الله قـياما وقعودا وعلـى جنوبهم, مِنْ بعض, فـي النصرة والـمسألة والدين, وحكم جميعكم فـيـما أنا بكم فـاعل علـى حكم أحدكم فـي أنـي لا أضيع عمل ذكر منكم ولا أنثى.
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فـالّذِينَ هاجَرُوا وأُخْرِجوا مِنْ دِيارِهِمْ وأُوذُوا فِـي سَبِـيـلـي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا ولأُكَفّرَنّ عَنْهُمْ سَيّئاتِهِمْ وَلأُدْخِـلَنّهُمْ جَنّاتٍ تَـجْرِي مِنْ تَـحْتِها الأنهَارُ ثَوَابـا مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَاللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثّوَابِ}.
يعنـي بقوله جل ثناؤه: فـالذين هاجروا قومهم من أهل الكفر وعشيرتهم فـي الله, إلـى إخوانهم من أهل الإيـمان بـالله, والتصديق برسوله, وأخرجوا من ديارهم, وهم الـمهاجرون الذين أخرجهم مشركو قريش من ديارهم بـمكة, وأوذوا فـي سبـيـلـي, يعنـي: وأوذوا فـي طاعتهم ربهم, وعبـادتهم إياه, مخـلصين له الدين, وذلك هو سبـيـل الله التـي آذى فـيها الـمشركون من أهل مكة الـمؤمنـين برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهلها¹ وقتلوا, يعنـي: وقتلوا فـي سبـيـل الله وقاتلوا فـيها, لأكفرن عنهم سيئاتهم, يعنـي: لأمـحونها عنهم, ولأتفضلن علـيهم بعفوي ورحمتـي, ولأغفرنها لهم, ولأدخـلنهم جنات تـجري من تـحتها الأنهار, ثوابها, يعنـي: جزاء لهم علـى ما عملوا وأبلوا فـي الله وفـي سبـيـله¹ من عند الله: يعنـي: من قِبَل الله لهم¹ والله عنده حسن الثواب, يعنـي: أن الله عنده من جزاء أعمالهم جميع صنوفه, وذلك ما لا يبلغه وصف واصف, لأنه مـما لا عين رأت ولا أذن سمعت, ولا خطر علـى قلب بشر. كما:
6792ـ حدثنا عبد الرحمن بن وهب, قال: حدثنا عمي عبد الله بن وهب, قال: ثنـي عمرو بن الـحارث: أن أبـا عشانة الـمعافري, حدثه أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول: «إن أول ثلة تدخـل الـجنة لفقراء الـمهاجرين, الذين تتقـى بهم الـمكاره, إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلـى السلطان لـم تقض حتـى يـموت وهي فـي صدره, وإن الله يدعو يوم القـيامة الـجنة, فتأتـي بزخرفها وزينتها, فـيقول: أين عبـادي الذين قاتلوا فـي سبـيـلـي وقتلوا, وأوذوا فـي سبـيـلـي, وجاهدوا فـي سبـيـلـي, ادخـلوا الـجنة, فـيدخـلونها بغير عذاب, ولا حساب, وتأتـي الـملائكة فـيسجدون ويقولون: ربنا نـحن نسبح لك اللـيـل والنهار, ونقدّس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علـينا, فـيقول الرب جل ثناؤه: هؤلاء عبـادي الذين قاتلوا فـي سبـيـلـي, وأوذوا فـي سبـيـلـي, فتدخـل الـملائكة علـيهم من كل بـاب: {سَلامٌ عَلَـيْكُمْ بـما صَبَرْتُـمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ}».
واختلفت القراء فـي قراءة قوله: {وَقاتَلُوا وَقُتِلُو} فقرأه بعضهم: «وَقَتَلُوا وَقُتِلُوا» بـالتـخفـيف, بـمعنى أنهم قتلوا من قتلوا من الـمشركين وقرأ ذلك آخرون: «وَقاتَلُوا وَقُتّلُوا» بتشديد قتّلوا, بـمعنى: أنهم قاتلوا الـمشركين, وقتلهم الـمشركون بعضا بعد بعض وقتلاً بعد قتل. وقرأ ذلك عامة قراء الـمدينة وبعض الكوفـيـين: «وَقاتَلُوا وَقَتَلُوا» بـالتـخفـيف, بـمعنى أنهم قاتلوا الـمشركين وقتلوا. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفـيـين: {وَقُتِلُو} بـالتـخفـيف {وَقاتَلُو} بـمعنى: أن بعضهم قُتل, وقاتل من بقـي منهم.
والقراءة التـي لا أستـجيز أن أعدوها إحدى هاتـين القراءتـين, وهي: «وَقاتَلُوا وقَتَلُوا» بـالتـخفـيف, أو {وقُتِلُو} بـالتـخفـيف {وَقاتَلُو} لأنها القراءة الـمنقولة نقل وراثة, وما عداهما فشاذ. وبأي هاتـين القراءتـين التـي ذكرت أنـي لا أستـجيز أن أعدوهما قرأ قارىء فمصيب فـي ذلك الصواب من القراءة, لاستفـاضة القراءة بكل واحدة منهما فـي قراء الإسلام مع اتفـاق معنـيـيهما.
الآية : 196-197
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {لاَ يَغُرّنّكَ تَقَلّبُ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمّ مَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }.
يعنـي بذلك جل ثناؤه: ولا يغرنك يا مـحمد تقلب الذين كفروا فـي البلاد, يعنـي: تصرفهم فـي الأرض وضربهم فـيها. كما:
6793ـ حدثنـي مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السدي: {لا يَغُرّنّكَ تَقَلّبُ الّذِينَ كَفَرُوا فِـي البِلادَ} يقول: ضربهم فـي البلاد.
فنهى الله تعالـى ذكره نبـيه صلى الله عليه وسلم عن الاغترار بضربهم فـي البِلاد, وإمهال الله إياهم مع شركهم وجحودهم نعمه, وعبـادتهم غيره. وخرج الـخطاب بذلك للنبـي صلى الله عليه وسلم, والـمعنـيّ به غيره من أتبـاعه وأصحابه, كما قد بـينا فـيـما مضى قبل من أمر الله, ولكن كان بأمر الله صادعا, وإلـى الـحق داعيا.
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال قتادة.
6794ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: {لا يَغُرّنّكَ تَقَلّبُ الّذِينَ كَفَرُوا فِـي البِلادَ} والله ما غروا نبـي الله, ولا وكل إلـيهم شيئا من أمر الله, حتـى قبضه الله علـى ذلك.
وأما قوله: {مَتاعٌ قَلِـيـلٌ} فإنه يعنـي: أن تقلبهم فـي البلاد وتصرفهم فـيها متعة يـمتعون بها قلـيلاً, حتـى يبلغوا آجالهم, فتـخترمهم منـياتهم, ثم مأواهم جهنـم بعد مـماتهم, والـمأوى: الـمصير الذي يأوون إلـيه يوم القـيامة, فـيصيرون فـيه. ويعنـي بقوله: {وَبِئْسَ الـمِهادُ} وبئس الفراش والـمضجع جهنـم.
الآية : 198
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {لَكِنِ الّذِينَ اتّقَوْاْ رَبّهُمْ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاٍ مّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لّلأبْرَارِ }.
يعنـي بذلك جل ثناؤه: {لَكِنِ الّذِينَ اتّقَوْا رَبّهُمْ}: لكن الذين اتقوا الله بطاعته, واتبـاع مرضاته, فـي العمل بـما أمرهم به, واجتناب ما نهاههم عنه. {لَهُمْ جَنّاتٌ} يعنـي: بساتـين, {تَـجْرِي مِنْ تَـحْتِها الأنهَارُ خالِدِينَ فِـيه} يقول: بـاقـين فـيها أبدا, {نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللّهِ} يعنـي: إنزالاً من الله إياهم فـيها أنزلهموها¹ ونصب «نُزُلاً» علـى التفسير, من قوله: لهم جنات تـجري من تـحتها الأنهار, كما يقال: لك عند الله جّنات تـجري من تـحتها الأنهار ثوابـا, وكما يقال: هو لك صدقة, وهو لك هبة. وقوله: {مِنْ عِنْدِ اللّهِ} يعنـي: من قبل الله, ومن كرامة الله إياهم, وعطاياه لهم. وقوله: {وَما عِنْدَ اللّهِ خيْر للأَبْرَارِ} يقول: وما عند الله من الـحياة والكرامة, وحسن الـمآب خير للأبرار, مـما يتقلب فـيه الذين كفروا فإن الذي يتقلبون فـيه زائل فـان, وهو قلـيـل من الـمتاع خسيس, وما عند الله خير من كرامته للأبرار, وهم أهل طاعته, بـاق غير فـانٍ ولا زائل.
6795ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: سمعت ابن زيد يقول فـي قوله: {وَما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ للأَبْرَارِ} قال: لـمن يطيع الله.
6796ـ حدثنا الـحسن بن يحيـى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الثوري, عن الأعمش, عن خيثمة عن الأسود, عن عبد الله, قال: ما من نفس برّة ولا فـاجرة إلا والـموت خير لها. ثم قرأ عبد الله: {وَما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ للأَبْرَارِ} وقرأ هذه الاَية: {وَلا يَحْسَبنّ الّذِينَ كَفَرُوا أنّـمَا نُـمْلِـي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسَهِمْ}.
6797ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا ابن أبـي جعفر, عن فرج بن فضالة, عن لقمان, عن أبـي الدرداء أنه كان يقول: ما من مؤمن إلا والـموت خير له, وما من كافر إلا والـموت خير له. ومن لـم يصدقنـي, فإن الله يقول: {وَما عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ للأَبْرَارِ} ويقول: {وَلا يَحْسَبنّ الّذِينَ كَفَرُوا أنّـمَا نُـمْلِـي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إنّـمَا نُـمْلِـي لَهُمْ لِـيَزْدَادُوا إثْم}.

التوقيع:
اللهم انا امتك ابنة عبدك ابنة امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك
اسألك بكل اسم هولك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به في علم الغيب
ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء احزاني وذهاب همومي
اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولها
اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها
اللهم اني اعوذ بك من نفحة الكبرياءِ
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
type="text/"> new TypingText(document.getElementById("930869")); TypingText.runAll();

من مواضيعي في الملتقى

* حياة ابي بكر الصديق
* من أبطال الهجرة.. أبو بكر الصديق
* قصة الصحابي سراقه مع الرسول سيد ولد ادم
* الألماس في الفضاء
* عالج نفسك بالتمر
* لمــاذا لعن الله النامصة ؟؟
* البناء الكوني" كلمات قرآنية يردّدها علماء الغرب"

حافظة القرآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2012, 08:19 AM   #4

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 58

حافظة القرآن has a spectacular aura aboutحافظة القرآن has a spectacular aura about

افتراضي

      

الآية : 199
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَإِنّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ للّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبّهِمْ إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }.
اختلف أهل التأويـل فـيـمن عنى بهذه الاَية, فقال بعضهم: عنى بها أصحمة النـجاشي, وفـيه أنزلت. ذكر من قال ذلك:
6798ـ حدثنا عصام بن زياد بن رواد بن الـجراح, قال: حدثنا أبـي, قال: حدثنا أبو بكر الهذلـي, عن قتادة, عن سعيد بن الـمسيب, عن جابر بن عبد الله: أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: «اخْرُجُوا فَصَلّوا علـى أخٍ لَكُمْ!» فصلـى بنا, فكبر أربع تكبـيرات, فقال: «هَذَا النّـجاشِي أصَحمةُ», فقال الـمنافقون: انظروا هذا يصلـي علـى علـج نصرانـي لـم يره قط! فأنزل الله: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُوْمِنُ بـاللّهِ}.
6799ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا معاذ بن هشام, قال: حدثنا أبـي, عن قتادة: أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ أخاكُمْ النّـجاشِيّ قَدْ ماتَ فَصَلّوا عَلَـيّهِ!» قالوا: نصلـي علـى رجل لـيس بـمسلـم؟ قال: فنزلت: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُؤْمِنُ بـاللّهِ وَما أُنْزِلَ إلَـيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إلَـيْهِمْ خاشِعِينَ للّهِ} قال قتادة: فقالوا: فإنه كان لا يصلـي إلـى القبلة. فأنزل الله: {ولِلّهِ الـمَشْرِقُ وَالـمَغْرِبُ فَأيْنَـما تُوَلّوا فَثَمّ وَجْهُ اللّهِ}.
حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُؤْمِنُ بـاللّهِ وَما أنْزِلَ إلَـيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إلَـيْهِمْ} ذكر لنا أن هذه الاَية نزلت فـي النـجاشي وفـي ناس من أصحابه آمنوا بنبـي الله صلى الله عليه وسلم, وصدقوا به. قال: وذكر لنا أن نبـي الله صلى الله عليه وسلم استغفر للنـجاشي, وصلـى علـيه حين بلغه موته, قال لأصحابه: «صَلّوا علـى أخٍ لَكُمْ قَدْ ماتَ بِغَيْرِ بِلادِكُمْ!» فقال أناس من أهل النفـاق: يصلـي علـى رجل مات لـيس من أهل دينه! فأنزل الله هذه الاَية: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُؤْمِنُ بـاللّهِ وَما أنْزِلَ إلَـيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إلَـيْهِمْ خاشِعِينَ لِلّهِ لا يَشْتَرُونَ بآياتِ اللّهِ ثَمَنا قَلِـيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبّهِمْ إنّ اللّهَ سَرِيعُ الـحِسابِ}.
حدثنا الـحسن بن يحيـى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُؤْمِنُ بـاللّهِ وَما أنْزِلَ إلَـيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إلَـيْهِمْ} قال: نزلت فـي النـجاشي وأصحابه مـمن آمن بـالنبـي صلى الله عليه وسلم, واسم النـجاشي أصحمة.
6800ـ حدثنا الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: قال عبد الرزاق, وقال ابن عيـينة: اسم النـجاشي بـالعربـية عطية.
6801ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج, قال: لـما صلـى النبـي صلى الله عليه وسلم علـى النـجاشي, طعن فـي ذلك الـمنافقون, فنزلت هذه الاَية: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُؤْمِنُ بـاللّهِ}... إلا آخر الاَية.
وقال آخرون: بل عنى بذلك عبد الله بن سلام ومن معه. ذكر من قال ذلك:
6802ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, قال: نزلت ـ يعنـي هذه الاَية ـ فـي عبد الله بن سلام ومن معه.
6803ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي ابن زيد فـي قوله: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُؤْمِنُ بـاللّهِ وَما أنْزِلَ إلَـيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إلَـيْهِمْ}... الاَية كلها, قال: هؤلاء يهود.
وقال آخرون: بل عنى بذلك: مسلـمة أهل الكتاب. ذكر من قال ذلك:
6804ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ لَـمَنْ يُؤْمِنُ بـاللّهِ وَما أنْزِلَ إلَـيْكُمْ} من الـيهود والنصارى, وهم مسلـمة أهل الكتاب.
وأولـى هذه الأقوال بتأويـل الاَية ما قاله مـجاهد, وذلك أن الله جلّ ثناؤه عمّ بقوله: {وَإنّ مِنْ أهْلِ الكِتابِ} أهل الكتاب جميعا, فلـم يخصص منهم النصارى دون الـيهود, ولا الـيهود دون النصارى, وإنـما أخبر أن من أهل الكتاب من يؤمن بـالله, وكلا الفريقـين, أعنـي الـيهود والنصارى, من أهل الكتاب.
فإن قال قائل: فما أنت قائل فـي الـخبر الذي رويت عن جابر وغيره أنها نزلت فـي النـجاشي وأصحابه؟ قـيـل: ذلك خبر فـي إسناده نظر, ولو كان صحيحا لا شكّ فـيه لـم يكن لـما قلنا فـي معنى الاَية بخلاف, وذلك أن جابرا ومن قال بقوله إنـما قالوا: نزلت فـي النـجاشي, وقد تنزل الاَية فـي الشيء ثم يعمّ بها كلّ من كان فـي معناه. فـالاَية وإن كانت نزلت فـي النـجاشي, فإن الله تبـارك وتعالـى قد جعل الـحكم الذي حكم به للنـجاشي حكما لـجميع عبـاده الذين هم بصفة النـجاشي فـي اتبـاعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والتصديق بـما جاءهم به من عند الله, بعد الذي كانوا علـيه قبل ذلك من اتبـاع أمر الله فـيـما أمر به عبـاده فـي الكتابـين: التوراة والإنـجيـل. فإذ كان ذلك كذلك, فتأويـل الاَية: وإن من أهل الكتاب التوراة والإنـجيـل لـمن يؤمن بـالله, فـيقرّ بوحدانـيته, وما أنزل إلـيكم أيها الـمؤمنون, يقول: وما أنزل إلـيكم من كتابه ووحيه, علـى لسان رسوله مـحمد صلى الله عليه وسلم, وما أنزل إلـيهم, يعنـي: وما أنزل علـى أهل الكتاب من الكتب, وذلك التوراة والإنـجيـل والزبور, خاشعين لله, يعنـي: خاضعين لله بـالطاعة, مستكينـين له بها متذللـين. كما:
6805ـ حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي ابن زيد فـي قوله: {خاشِعِينَ لِلّهِ} قال: الـخاشع: الـمتذلل لله الـخائف.
ونصب قوله: {خاشِعِينَ لِلّهِ} علـى الـحال من قوله: {لَـمَنْ يُؤمِنُ بـاللّهِ} وهو حال مّـما فـي «يؤمن» من ذكر «من».
{لا يَشْتَرُونَ بآيَاتِ اللّهِ ثَمَنا قَلِـيل} يقول: لا يحرّفون ما أنزل إلـيهم فـي كتبه من نعت مـحمد صلى الله عليه وسلم فـيبدلونه, ولا غير ذلك من أحكامه وحججه فـيه, لعرض من الدنـيا خسيس, يعطونه علـى ذلك التبديـل, وابتغاء الرياسة علـى الـجهال, ولكن ينقادون للـحقّ, فـيعملون بـما أمرهم الله به, فـيـما أنزل إلـيهم من كتبه, وينتهون عما نهاهم عنه فـيها, ويؤثرون أمر الله تعالـى علـى هوى أنفسهم.
القول فـي تأويـل قوله: {أُولَئِكَ لَهُمْ أجْرُهُمْ عِنْدَ رَبّهِمْ إنّ اللّهَ سَرِيعُ الـحِسابِ}.
يعنـي بقوله جلّ ثناؤه: {أولَئِكَ لَهُمْ أجْرُهُمْ}: هؤلاء الذين يؤمنون بـالله, وما أنزل إلـيكم, وما أنزل إلـيهم, لهم أجرهم عند ربهم¹ يعنـي: لهم عوض أعمالهم التـي عملوها, وثواب طاعتهم ربهم فـيـما أطاعوه فـيه عند ربهم, يعنـي: مذخور ذلك لهم لديه, حتـى يصيروا إلـيه فـي القـيامة, فـيوفـيهم ذلك {إنّ اللّهَ سريعُ الـحسابِ} وسرعة حسابه تعالـى ذكره, أنه لا يخفـى علـيه شيء من أعمالهم قبل أن يعملوها, وبعد ما عملوها, فلا حاجة به إلـى إحصاء عدد ذلك, فـيقع فـي الإحصاء إبطاء, فلذلك قال: {إنّ اللّهَ سَرِيعُ الـحِسابِ}.
الآية : 200
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: اصبروا علـى دينكم, وصابروا الكفـار ورابطوهم. ذكر من قال ذلك:
6806ـ حدثنا الـمثنى, قال: حدثنا سويد بن نصر, قال: أخبرنا ابن الـمبـارك, عن الـمبـارك بن فضالة, عن الـحسن أنه سمعه يقول فـي قول الله: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُو} قال: أمرهم أن يصبروا علـى دينهم, ولا يدعوه لشدّة ولا رخاء, ولا سرّاء ولا ضرّاء, وأمرهم أن يصابروا الكفـار, وأن يرابطوا الـمشركين.
6807ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُو}: أي اصبروا علـى طاعة الله, وصابروا أهل الضلالة, ورابطوا فـي سبـيـل الله, {وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّكمْ تُفْلِـحُونَ}.
حدثنا الـحسن بن يحيـى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُو} يقول: صابروا الـمشركين, ورابطوا فـي سبـيـل الله.
6808ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا حجاج, عن ابن جريج: {اصْبِرُو} علـى الطاعة, {وَصَابِرُو} أعداء الله, {وَرَابِطُو} فـي سبـيـل الله.
6809ـ حدثنـي يحيـى بن أبـي طالب, قال: أخبرنا يزيد, قال: أخبرنا جويبر, عن الضحاك فـي قوله: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُو} قال: اصبروا علـى ما أمرتـم به, وصابروا العدوّ ورابطوهم.
وقال آخرون: معنى ذلك: اصبروا علـى دينكم, وصابروا وعدي إياكم علـى طاعتكم لـي, ورابطوا أعداءكم. ذكر من قال ذلك:
6810ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي أبو صخر, عن مـحمد بن كعب القرظي, أنه كان يقول فـي هذه الاَية: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُو} يقول: اصبروا علـى دينكم, وصابروا الوعد الذي وعدتكم, ورابطوا عدوّي وعدوّكم, حتـى يترك دينه لدينكم.
وقال آخرون: معنى ذلك: اصبروا علـى الـجهاد, وصابروا عدوّكم ورابطوهم. ذكر من قال ذلك:
6811ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا جعفر بن عون, قال: أخبرنا هشام بن سعد, عن زيد بن أسلـم فـي قوله: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُو} قال: اصبروا علـى الـجهاد, وصابروا عدوّكم, ورابطوا علـى عدوّكم.
6812ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا مطرف بن عبد الله الـمرّي, قال: حدثنا مالك بن أنس, عن زيد بن أسلـم, قال: كتب أبو عبـيدة بن الـجراح إلـى عمر بن الـخطاب, فذكر له جموعا من الروم وما يتـخوّف منهم, فكتب إلـيه عمر: أما بعد, فإنه مهما نزل بعبد مؤمن منزلة شدة يجعل الله بعدها فرجا, وإنه لن يغلب عسر يسرين, وإن الله يقول فـي كتابه: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِـحُونَ}.
وقال آخرون: معنى: {وَرَابِطُو}: أي رابطوا علـى الصلوات: أي انتظروها واحدة بعد واحدة. ذكر من قال ذلك:
6813ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا سويد, قال: أخبرنا ابن الـمبـارك, عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبـير, قال: ثنـي داود بن صالـح, قال: قال لـي أبو سلـمة بن عبد الرحمن: يا ابن أخي هل تدري فـي أيّ شيء نزلت هذه الاَية {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُو}؟ قال: قلت لا. قال: إنه يا ابن أخي لـم يكن فـي زمان النبـيّ صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فـيه, ولكنه انتظار الصلاة خـلف الصلاة.
6814ـ حدثنـي أبو السائب, قال: حدثنا ابن فضيـل, عن عبد الله بن سعيد الـمقبري, عن جدّه, عن شرحبـيـل عن علـيّ, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدُلّكُمْ علـى ما يُكَفّرُ اللّهُ بِهِ الذّنُوبَ والـخَطايا؟ إسْبـاغُ الوُضُوءِ علـى الـمَكارِهِ, وانْتِظارُ الصّلاةِ بَعْدَ الصّلاةِ, فَذَلِكَ الرّبـاطُ».
6815ـ حدثنا موسى بن سهل الرملـي, قال: حدثنا يحيـى بن واضح, قال: حدثنا مـحمد بن مهاجر, قال: ثنـي يحيـى بن زيد, عن زيد بن أبـي أنـيسة, عن شرحبـيـل, عن جابر بن عبد الله, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدُلكُمْ علـى ما يَـمْـحُو اللّهَ بِهِ الـخطايا ويُكَفّرُ بِهِ الذّنُوبَ؟» قال: قلنا بلـى يا رسول الله! قال: «إسْبـاغُ الوضُوءِ فِـي أماكِنِها, وكَثْرَةُ الـخَطا إلـى الـمَساجِدِ, وَانْتِظارُ الصّلاةِ بَعْدَ الصّلاةِ, فَذَلِكُمُ الرّبـاطُ».
6816ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا خالد بن مخـلد, قال: حدثنا مـحمد بن جعفر, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبـيه, عن أبـي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدُلّكُمْ علـى ما يَحُطّ اللّهُ بِهِ الـخَطايا وَيَرْفَعُ بِهِ الدّرَجاتِ؟» قالوا: بلـى يا رسول الله. قال: «إسْبـاغُ الُوضُوءِ عِنْدَ الـمَكارِهِ, وكَثْرَةُ الـخُطا إلـى الـمَساجِدِ, وَانْتِظارُ الصّلاةِ بَعْدَ الصّلاةِ, فَذَلِكُمُ الرّبـاطُ فَذَلِكُمُ الرّبـاطُ».
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: حدثنا إسماعيـل بن جعفر, عن العلاء بن عبد الرحمن, عن أبـيه, عن أبـي هريرة, عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم, بنـحوه.
وأولـى التأويلات بتأويـل الاَية, قول من قال فـي ذلك: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُو}: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله, اصبروا علـى دينكم, وطاعة ربكم, وذلك أن الله لـم يخصص من معانـي الصبر علـى الدين والطاعة شيئا فـيجوز إخراجه من ظاهر التنزيـل. فلذلك قلنا إنه عنى بقوله: {اصْبِرُو} الأمر بـالصبر علـى جميع معانـي طاعة الله فـيـما أمر ونهى, صعبها وشديدها, وسهلها وخفـيفها. {وَصَابِرُو} يعنـي: وصابروا أعداءكم من الـمشركين.
وإنـما قلنا ذلك أولـى بـالصواب, لأن الـمعروف من كلام العرب فـي الـمفـاعلة, أن تكون من فريقـين, أو اثنـين فصاعدا, ولا تكون من واحد إلا قلـيلاً فـي أحرف معدودة, وإذ كان ذلك كذلك, فإنـما أمر الـمؤمنون أن يصابروا غيرهم من أعدائهم, حتـى يظفرهم الله بهم, ويعلـي كلـمته, ويخزي أعداءهم, وأن لا يكن عدوّهم أصبر منهم. وكذلك قوله {وَرَابِطُو} معناه: ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم من أهل الشرك فـي سبـيـل الله. وأرى أنّ أصل الربـاط: ارتبـاط الـخيـل للعدوّ, كما ارتبط عدوّهم لهم خيـلهم, ثم استعمل ذلك فـي كل مقـيـم فـي ثغر, يدفع عمن وراءه من أراده من أعدائهم بسوء, ويحمي عنهم من بـينه وبـينهم, مـمن بغاهم بشرّ كان ذا خيـل قد ارتبطها, أو ذا رُجْلة لا مركب له.
وإنـما قلنا: معنى {وَرَابِطُو}: ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم, لأن ذلك هو الـمعنى الـمعروف من معانـي الربـاط. وإنـما توجه الكلام إلـى الأغلب الـمعروف فـي استعمال الناس من معانـيه دون الـخفـيّ, حتـى يأتـي بخلاف ذلك ما يوجب صرفه إلـى الـخفـيّ من معانـيه حجةٌ يجب التسلـيـم لها من كتاب أو خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم, أو إجماع من أهل التأويـل.
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِـحُونَ}.
يعنـي بذلك تعالـى ذكره: واتقوا الله أيها الـمؤمنون, واحذروه أن تـخالفوا أمره, أو تتقدّموا نهيه, {لَعَلّكُمْ تُفْلِـحُونَ} يقول: لتفلـحوا فتبقوا فـي نعيـم الأبد, وتنـجحوا فـي طلبـاتكم عنده. كما:
6817ـ حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي أبو صخر, عن مـحمد بن كعب القرظي أنه كان يقول فـي قوله: {وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُمْ تُفْلِـحُونَ}: واتقوا الله فـيـما بـينـي وبـينكم لعلكم تفلـحون غدا إذا لقـيتـمونـي.

تفسير الإمام الطبرى لسورة آل عمران
التوقيع:
اللهم انا امتك ابنة عبدك ابنة امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك
اسألك بكل اسم هولك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به في علم الغيب
ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء احزاني وذهاب همومي
اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولها
اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها
اللهم اني اعوذ بك من نفحة الكبرياءِ
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
type="text/"> new TypingText(document.getElementById("930869")); TypingText.runAll();

من مواضيعي في الملتقى

* حياة ابي بكر الصديق
* من أبطال الهجرة.. أبو بكر الصديق
* قصة الصحابي سراقه مع الرسول سيد ولد ادم
* الألماس في الفضاء
* عالج نفسك بالتمر
* لمــاذا لعن الله النامصة ؟؟
* البناء الكوني" كلمات قرآنية يردّدها علماء الغرب"

حافظة القرآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-2012, 12:03 AM   #5

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

zkooori غير متواجد حاليا

افتراضي

      

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراااااااااااااااا

وجزاكي الله خيراااااااا

وجعلها الله في موازين حسناتك
التوقيع:


اخلاقه حسنة

سيرته عطره

ومدحه الجميع

أفضل انسان على وجه الارض

محمد صلى الله عليه وسلم[/SIZE]

من مواضيعي في الملتقى

* اسماء الله الحسنى ومعانيها
* للتحميل مناظرات الشيخ احمد ديدات رحمه الله
* ((داووا مرضاكم بالصدقة))
* للتحميل كتاب الفتاوى الاسلامية
* صحة قصة اسلام عمر المشهورة
* للتحميل برنامج جامع لتراث الشيخ محمد ناصر الدين الالباني
* للتحميل برنامج موسوعة الحديث الشريف

zkooori غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-2012, 06:35 AM   #6

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 58

حافظة القرآن has a spectacular aura aboutحافظة القرآن has a spectacular aura about

افتراضي

      

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نورت الموضوع شكرا للمرور يا زكوري
التوقيع:
اللهم انا امتك ابنة عبدك ابنة امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك
اسألك بكل اسم هولك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احد من خلقك او استأثرت به في علم الغيب
ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء احزاني وذهاب همومي
اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولها
اللهم اني اعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها
اللهم اني اعوذ بك من نفحة الكبرياءِ
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات
type="text/"> new TypingText(document.getElementById("930869")); TypingText.runAll();

من مواضيعي في الملتقى

* حياة ابي بكر الصديق
* من أبطال الهجرة.. أبو بكر الصديق
* قصة الصحابي سراقه مع الرسول سيد ولد ادم
* الألماس في الفضاء
* عالج نفسك بالتمر
* لمــاذا لعن الله النامصة ؟؟
* البناء الكوني" كلمات قرآنية يردّدها علماء الغرب"

حافظة القرآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
ال, اواخر, صورة, عمران
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سورة الشرح ام هُمام قسم تفسير القرآن الكريم 14 01-19-2013 10:35 PM
سورة الليل ام هُمام قسم تفسير القرآن الكريم 8 01-19-2013 10:12 PM
سورة التين ام هُمام قسم تفسير القرآن الكريم 14 01-17-2013 10:23 PM
فضل سورة ( يس ) صادق الصلوي قسم تفسير القرآن الكريم 6 12-19-2012 08:11 AM
برنامج لتحويل اي صورة الى صورة مرسومة بقلم الرصاص أبوالنور ملتقى برامج الكمبيوتر والإنترنت 6 05-07-2011 02:57 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009