ولو كان شعيب لصرّح الله به لأن هذا شرف له وشرف لموسى أن يكون صهرا لنبي ولم يذكر أن موسى تزوج ابنة نبي وإنما تزوج ابنة هذا الرجل الصالح الذي قال ابن عباس أن اسمه يثرون وقيل يثرى ولم يروى أنه شعيب إلا عن الحسن ثم اشتهر عند المتأخرين والصحيح أنه ليس شعيبا ولا ينبغي أن يكون شعيبا. المهر ثمان سنوات قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٢٧﴾) البعض قد يقول هذا مهر غالي يشتغل ثماني عشر سنوات فقط لأجل أن يتزوج ابنته! هذا ليس زواجًا فقط، هذا سكن، كفالة كاملة وموسى في خفارة شعيب وذمته فهو لا يستطيع البقاء في مدين وهو غريب عنهم، فقد يؤسر وقد يُسترق ولكن كونه في حمى هذا الرجل الصالح جعل هذا المهر أضف إلى ذلك أن النساء ترتفع مهورهن وتنخفض بحسب كثرتهن وقلتهن بحسب العرض والطلب، إذا قل عددهن ارتفعت مهورهن وإذا كثر النساء صار الناس يريدون تزويج بناتهن بأي ثمن. (قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴿٢٨﴾ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ) لا يليق بموسى إلا أن يقضي عشر سنوات لأنه كامل الأخلاق عظيم المروءة فلا يليق به إلا الفعل الطيب والإحسان الذي يحبه الله من عباده المحسنين.
|