ألمحت السورة الكريمة إلى أن صلاح المجتمع يبتدئ من بيوت العبادة؛ ورأس العبادة الصلاة، فهي طهارة القلوب، والمجتمع الصالح ما قام إلا على طهارة النفوس، فذكر سبحانه وتعالى المساجد ومكانتها، ومنزلة عمَّارها وروادها والمعلقة قلوبهم بها. ● وجَّهت السورة الأنظار إلى خلقه سبحانه وتعالى، وخضوع الوجود له عز وجل، فكل ما الوجود خاضع لأمره، وسائر وَفْق مشيئته، كل ذلك بانتظام وبقدر وبحكمة. ● بيَّنت السورة مجافاة المنافقين -وهم موجدون في كل عصر ومصر- للأدب الواجب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعة والتحاكم، وصوَّرت أدب المؤمنين الخالِص وطاعتهم. ● وَعْده سبحانه عباده المؤمنين حق الإيمان المُطبِّقين لشرعه، الاستخلاف في الأرض، والتمكين في الدين، والنصر على الكافرين. ● تحدَّثت السورة عن آداب الضيافة في محيط البيوت بين الأقارب والأصدقاء، وآداب الجماعة المسلمة كلها كأسرة واحدة، مع رسولها ومربيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ● ختم السورة بإعلان ملكية الله لما في السماوات والأرض، وعِلمه بواقع الناس، وما تنطوي عليه حناياهم، ورجعتهم إليه، وحسابهم على ما يعلمه من أمرهم. {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
|