المناسبات | |
|
|
08-12-2014, 12:44 PM | #1 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
هل طويت مصحفك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل طويت مصحفك بعد رمضان؟ سؤالٌ قد نكون قد اعتدنا سماعه في الأيام الأولى من كل شهر رمضان، نستمع إليه مصاحباً لبعض المشاهد مثل تزايد أعداد الرجال والنساء المُمسكين بالمصاحف في وسائل المواصلات يتلون كتاب الله، وأيضاً حينما تدخل بيتًا من بيوت الله فتجد الناس قبل أو بعد الصلوات جالسين بالمسجد مُمسكين بالمصاحف تالين للقرآن. ولكن الغير مألوف -عند كثير من الناس- أن يسأل بعضنا بعضاً هذا السؤال في أيّ وقتٍ من العام بخلاف شهر رمضان وخاصة بعده مباشرة، ومن الصعب جداً أن تستمر تلك المشاهد السابقة بعد انقضاء شهر رمضان، إذ يعود كثير من الناس لطيّ مصاحفهم انتظاراً لرمضان المقبل. والشقاء -كل الشقاء- حينما يبتعد المسلم عن كتاب ربه ويهجره، وخاصة بعد أيام الطاعة والقرب والسكينة التي ملأت نفسه نتيجة قربه من ربه ومداومته على قراءة كتابه والتدبُّر فيه. وما أصعب أن يمرّ المسلم في قراءته لكتاب ربه أو عند استماعه لتلك الآية وهي تتلى عليه {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30]، فينظر ساعتها في شأنه فيجد نفسه ممّن تنطبق عليهم هذه الآية، وأنه بالفعل من الذين سيشكوهم الرسول صلى الله عليه وسلم لربه، فما يبقى لنا حينما يشكونا رسولنا لربه؟ والأصعب والأشد حالاً منه حينما يشكو المسلم سوءُ حاله وعدم راحته في الدنيا، ويشعر بتكاثر الهموم عليه وكذلك يشعر بنفسه تضيق عليه فلا يجد مهرباً من آلامه، فليعلم حينما يفتش في أمره أنه هجر القرآن الكريم عملًا وتلاوة، وهجره هو أحد أهم أسباب ما هو فيه، فقال الله عز وجل عن عقوبة المعرض عن ذكر ربه في الدنيا والآخرة {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا. قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:124-126]. وكرّر الله تحذيره لعباده ثانية {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً. مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً. خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً} [طه:99-101]. ولم تكن طاعة أهل القرآن وتلاوتهم له موسمية قط، ولم ترتبط أبداً بطاعة الناس وفتورهم، فلا ينشطون حين ينشط الناس أو يفترون حينما يفتر الناس، لأنهم لا يتوقفون عن تلاوته في رمضان ولا غيره، وهم ملازمون دوما لرحَابه سابحون في فضائه وسعته، ولذا فهم أسعد الناس حالاً وأصفاهم ذهناً وأرضاهم بما قسم الله لهم. ولملازمة القرآن ثمرة بادية عليهم، فهم لا يلهثون في مطاردة الدنيا مع الناس، ولا يفرحون بما يفرح به الناس من المُتع الزائلة وخاصة إن جاءت وهم مبتعدون عن كتاب الله، ولا يحزنهم ما يُحزن الناس من فقد الدنيا وابتلائهم فيها بشتى الابتلاءات، فما أجمل قول صاحب (الظِلال) رحمه الله عن أهل القرآن: "إن الحياة في ظلال القرآن نعمة لا يعرفها إلا مَن ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه.. ومَن عاش مع القرآن شعر بالتكريم الإلهي العلوي الجليل، فعاش هادئ النفس مطمئن السريرة قرير العين، تغشاه السكينة التي ما تنزل في قلب عبدٍ إلا أكسبته الوقار والطمأنينة". وأهل القرآن لا يصيبهم الشقاء ولا النكد من شيء من الدنيا، فلا تعتريهم الأمراض ولا الأسقام خوفاً على فواتها، ولا تغمرهم الأحزان والكآبة لقلة نصيبهم منها، ولا يتمكن منهم الضيق ولا الشدّة إذا طلبوا حوائجهم في الدنيا فلم يتيسر لهم قضاؤها، لأنهم يُدركون أن ما أعطوا منها هو خير مما فاتهم فيها، وأن جُلَّ ما يطلبه الناس ويتقاتلون عليه فيها هو السراب بعينه، ولا يفرحهم إلاّ قول الله عز وجل {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]، وأشدَّ ما يُطمئنهم هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟»، قَالُوا: "اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ"، قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ... » [رواه أحمد (6282)، وقال أحمد شاكر في المسند (6/142): إسناده صحيح]. وما خلا أهل القرآن بتلاوة كتاب ربهم إلا أذاقهم الله حلاوة ما تذوقوا مثلها تنسيهم كل لذة سبقتها، وتغنيهم عن كل لذة ستلحقها، فلا يتمنون من المُتَع واللذائذ إلا بقاء تلك اللذة التي يجدونها في رحلتهم مع كتاب الله. وأهل القرآن يشعرون بالطمأنينة به، يهتمون بحمل مصاحفهم -وخاصة إن لم يكونوا قد ختموا الحفظ بعد- قبل أن يهتموا بحمل هوياتهم، فهويتهم الأولى القرآن الكريم، فهو النسبُ الباقي الذي يجعلهم من أهل الله وخاصته، ففي صحيح الجامع عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى أهلين من الناس». قالوا: "يا رسول الله من هم؟"، قال: «هم أهل القران أهل الله وخاصته». وإن أعظم تكرمة لكل مؤمن أن تأتي ساعة رحيله ويكون مصحفه معه أو وهو يتلو كتاب ربه ويحرك به لسانه، فإن لحظة الموت تأتي ترجمة لواقع حال الإنسان ويكون آخر كلامه في الدنيا ما عاش عليه فيها، فمن كانت حياته تلاوة للقرآن وتعظيماً لقول "لا إله إلا الله" وُفقَ لقولها قبل موته وجرى بها لسانه، نسأل الله حسن الخاتمة. فهل لأحدنا عذر في أن يضع مصحفه على رف ولا يفكر في محو التراب عنه إلا عند مستهل رمضان القادم؟!! اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-29-2014, 11:38 PM | #2 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اغفر لأختي الغالية آمال خطاياها وجهلها واسرافها في أمرها وما أنتَ أعلمُ به منها وارحمها وادخلها جنتك برحمتك يا رحيم بارك الله فيكي وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ووصلح حالنا بكتابه واعننا علي تلاوته اناء الليل واطراف النهار وجعله حجه لنا لا علينا |
08-30-2014, 12:16 AM | #3 | |
أبو جبريل نوفل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسال الله أن يبارك فيكي على هذا الموضوع القيم جزاكي الله عنا خيرا و جعلنا الله و إياكم جميعا من أحبة القرآن و رزقنا الله سبحانه و تعالى تلاوته آناء الليل و أطراف النهار ... أللهم آمين |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
09-03-2014, 10:32 PM | #4 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي العزيزة غفرانك ربنا واليك المصير على الدعاء والمرور الطيب وجعله في ميزان حسناتك نسأل الله ان يرزقنا حفظ القرآن وتدبر آياته وأن يجعلنا جميعا من أهل الفردوس الأعلى |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
09-03-2014, 10:44 PM | #5 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بوركت اخونا الفاضل المجاهد على المرور الطيب والدعاء الرائع نسأل الله ان يتقبل دعائكم وأن يجعلنا جميعا من أهل القرآن وخاصته ويجعلنا من أهل الفردوس الأعلى |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
10-20-2014, 06:54 AM | #6 | |
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم لا تحرمنا تلاوة القرآن الكريم أناء الليل وأطراف النهار واجعلنا من المداومينا علي تلاوته الي ان نلقاءك يالله يا واحد يا احد يا علي يا صمد بارك الله فيك الاخت الكريمة امال وجعله الله في ميزان حسناتك |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|