وقفات مع النفس

أختي الحبيبة \ أخي الكريم : السؤال الذي يطرح نفسه هل صار معظم حديثك عن الدنيا وفي الدنيا وللدنيا ؟؟ هل عقلك مشغول أغلب الوقت بأهل الدنيا ؟؟ هل أنت هكذا ؟؟ إن كنت هكذا فمن السبب ؟؟ هذا هو السؤال !
من السبب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أختي : أخي : إن بداخلك وانتبه معي جيداً إن بداخلك نفس وقلب ، القلب يريد الله والنفس تريد الدنيا ، النفس تشدك إلى الإرض إلى أسفل والقلب يرفعك إلى أعلى إلى الله وهما يتصارعان نفس وقلب يتصارعان بداخلك وإنت عائش في صراع دائم إن قادك أخذك حيث يريد . بمعنى إن قُدْت نفسك أخذتها إلى الجنة وإن قادتك نفسك أخذتك إلى النار فالنفس والقلب اللذان بداخلك يتصارعان من الذي يغلب فيك نفسك وشهواتك ورغباتك أم قلبك وسموك ودينك ؟
تعالى معي أخي الكريم لنرى وصف الله لهذا الصراع يقول تعالى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ...} نهى النفس عن الهوى بصدق هل غلب قلبه نفسه أم غلبت نفسه قلبه ؟
أختي : أخي : إن الصراع الحقيقي ليس الصراع الذي يدور في خارجك إنما الصراع الحقيقي بداخلك .
نعم ! إنك لن تستطيع أن تنجو إلا إذا إنتصرت على نفسك . تأمل معي أخي قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما يوضح هذا فيما رواه أبو داؤد والترمزي من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ( قلت يارسول الله ما النجاة فقال : أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابكي على خطيئتك ) .
أخوتي الكرام المسألة في منتهى البساطة بمعنى أنت فكاكك وأنت قيدك وأنت مفتاح سجنك وذلك إذا سخّرت قوتك الإيمانية واستغليتها لقهر نفسك .
أخوتي في الله السؤال دي الوقت المهم جداً وأهم ما في الموضوع إذا كانت هذه هي الحقيقة فما الدواء ؟ أين مفتاح السجن ؟
المسألة في كلمتين :
العبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــادة :
نعم ! أخوتي : لا يوجد شيء يهزب النفس ويربيها كالعبادة ولست أقصد الخمس صلوات في اليوم والليلة وصيام رمضان لا هذه مسألة منتهية مفروغ منها فالذي لا يفعلها هذه قضية أخرى . لا . أنا أتحدث عن النوافل ومساحة النوافل في حياة المسلم ودائماً نجد حاجة غريبة جداً هي أن الفرائض مساحتها قليلة في اليوم ثم الله سبحانه وتعالى فتح باب النوافل .
إذاً النقطة الأولى هى العبادات بمعنى أن ترهق نفسك في قيام ليل تكل منه الأقدام وفي صيام هواجر تتلوى منه البطن ، وأن ترهق نفسك فعلاً أن تسمع صوت القرآن بدويه في منزلك .
سبحان الله الحسن بن صالح وعلي بن صالح وأمه كانوا الثلاثة يقومون الليل بالقرآن كله كل شخص منهم له ثلث في الليل فلما ماتت أمه تقاسما الليل بالقرآن كله فلما مات علي بن صالح قام الحسن بن صالح الليل بالقرآن كله .
سبحان الله ! أبو بكر بن عياش لما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لا تبكي على أخيك فإن الله يعلم إني ختمت القرآن في هذه الزاوية من الحجرة ثمانية عشر ألف ختمة .
ياااااااااااااااااااه سبحان الله أخوتي في الله أين عبادتنا نحن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخوتي الكرام هنالك كثير من الأمثلة العجيبة الثابتة فمثلاً عثمان بن عفان ختم القرآن في ركعة تميم الداري أيضاً ختم القرآن في ركعة .طبعاً هناك أشخاص لا تصدق هذا الكلام وهذه مشكلة عندهم لأنهم من كثرة بعدهم عن هذه العبادات لا يتصورون أن أحدا يفعلها .
أخوتي في الله : عثمان بن عفان وتميم الداري ختموا القرآن في ركعة طيب كيف كانت عندهم هذه القوة ؟ هذه هي الإرادة . أخي الكريم أريد أن أسألك هذا السؤال هل حاولت يوماً أن تفعل هذا ؟؟ وأنتِ حبيبتي في الله هل حاولتِ يوماً أن تفعلي هذا ؟؟
لا تعتقدون أنه مستحيل فإذا رأى الله منك صدقاً أعانك ؟ يا أخي القضية ليست بيدك لكن الإخلاص بيدك .القضية بيد الله حاول أن تقرأ جزء جزئين ثلاثة قدر المستطاع .
أختي \ أخي أشغل نفسك بصحبة صالحة بذكر لله بعبادة بقيام ليل .
أخوتي في الله لايزال العبد هكذا يتغلب من طاعة لأخرى حتى يغلب نفسه ويربي نفسه بالطاعة.
النقطة الثانية :
ذكـــــــــــــر الآخـــــــــــــــــــــــــرة :
أخوتي في الله حتى نستطيع أن نقهر سجن الدنيا لأبد من ذكر الآخرة .
أختي \ أخي إنت على طول مشغول بالدنيا وبتفكر في الدنيا لأنك لا تفكر في غيرها ! فلو فكرت في الآخرة لابد لك أن تقرأ عن الآخرة ،تسمع عن يوم القيامة عن الحشر عن النشور .
أخوتي الكرام عيشوا معي في هذه الآية التي يقول فيها ربنا سبحانه وتعالى { وابتغي في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا } .
بمعنى وأنت تنظر إلى مالك تذكر الآخرة وأنت تنظر إلى أولادك تذكر الآخرة وأنت تنظر إلى زوجتك تذكر الآخرة أليست هذه الأشياء هي التي شغلتنا عن الدار الآخرة ؟؟؟؟ إننا قد عكسنا القضية ولا حول ولا قوة إلا بالله !
أخوتي في الله في الختام أختم بحديث أنس الذي رواه البخاري ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقال للرجل يوم القيامة وهو من أهل النار لو كانت لك الدنيا ومافيها لكنت تفتدي بها نفسك ؟ يقول نعم ! يارب فيقول كذبت لقد سألتك أهون من هذا فلم تجبني ! سألتك أن تعبدني ولا تشرك بي شيئاً )
أخوتي في الله فلينظر كل منا إلى نفسه هل هي سجنه ، هل هي قيده .
اللهم فك سجننا وفك أسرنا وفك قيدنا .
والقاكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكي الله خيرا

فعلا فان ذكر الاخرة يلين القلب
و كم اتمنى لو كانت فعلا محاور حياتنا تدور حول الاصول
لوجدنا الفروع يانعة مثمرة

كم تمنيت لو عنف الاب او الام ابنه او ابنته لترك صلاة - لخطأ في حق جده او جدته او معلمه او جاره الكبير في السن
كم تنميت لو اعار الاهل اهتمامهم اثناء الطعام لتذكير اولادهم بالتسمية - لحثهم على القاء المهملات في اماكنها المخصصه

امور بسيطه و لكنها ( كلها تحت العباده ) لا نعلم اي حسنة قد تدخلنا الجنه
و اذا سلمت الاصول اركان الاسلام و الايمان فان الفروع كالمستحبات و السنن ستلقى منا ذلك الاهتمام

حصرنا انفسنا بالفرائض و اعتبرنا ان العبادة هنا فقط و نسينا اننا نحن من بحاجة الله و هو غني عنا ... و اننا مهما عبدناه ما وفيناه حقه من العباده

جزاكي الله اختي لطرح موضوع مهم كهذا و تذكرة كهذه ... جزاك الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

لو أن كل منا حقق العبودية لله كما أمرنا وكما كان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم لما كان هذا حالنا اليوم والأصل في خلق الخلق لعبادته فقد قال تعالى " وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون " فهذا هو الأصل العبادة أي تكن الآخرة هي الهم الأوحد ولكننا عملنا العكس فأصبحت الدنيا هي همنا الوحيد ، فما منحنا الله به وحابانا به من النعم ، كان الأولى والأحرى بنا أن نسخرها للعبادة ، ان نجعل عادتنا عبادة وليس العكس
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ "
فبارك الله فيكي اختنا الكريمة وجزاكي الله عنا خير الجزاء على هذا الموضوع القيم والرائع

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك اختي الغالية نحن في حاجة لهذا الكلام وهذه النصائح القيمة