المناسبات | |
|
|
02-20-2019, 07:18 PM | #145 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
♡39♡
💎حياة القلوب باستجابة دعوة الرسول💎 🔅قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتجِيبُوا لله وَللرَّسُول إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُم وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلبه وَأَنه إليه تحشرون} [الأنفال:24] 🌟فتضمَّنت هَذِه الْآيَة أمورًا: 📍أَحدهَا: أَنَّ الْحَيَاة النافعة إِنَّمَا تحصل بالاستجابة لله وَرَسُوله؛ 🔺فَمن لم تحصل لَهُ هَذِه الاستجابة فَلَا حَيَاة لَهُ -وَإِن كَانَت لَهُ حَيَاة بهيمية مُشْتَركَة بَينه وَبَين أرذل الْحَيَوَانَات-. 💡فالحياة الْحَقِيقِيَّة الطّيبَة هِيَ حَيَاة من اسْتَجَابَ لله وَالرَّسُول ظَاهرا وَبَاطنًا. ⤴فَهَؤُلَاءِ هم الْأَحْيَاء وَإِن مَاتُوا وَغَيرهم أموات وَإِن كَانُوا أَحيَاء الْأَبدَان. 💡وَلِهَذَا كَانَ أكمل النَّاس حَيَاةً أكملهُم استجابةً لدَعْوَة الرَّسُول -صلى الله عليه وسلم-؛ 🔸فَإِن كَانَ مَا دَعَا إِلَيْهِ فَفِيهِ الْحَيَاة، 🔸فَمن فَاتَهُ جُزْءٌ مِنْهُ فَاتَهُ جُزْءٌ من الْحَيَاة، 🔸وَفِيه من الْحَيَاة بِحَسب مَا اسْتَجَابَ للرسول -صلى الله عليه وسلَّم-. 🔖الْآيَة تتَنَاوَل أنَّ الْإِيمَان وَالْإِسْلَام وَالْقُرْآن وَالْجهَاد يُحيي الْقُلُوب الْحَيَاةَ الطّيبّة 🔖وَكَمَالُ الْحَيَاة فِي الْجنَّة، وَالرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلَّم- دَاعٍ إِلَى الْإِيمَان وَإِلَى الْجنَّة. 💡فَهُوَ دَاع إِلَى الْحَيَاة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. 💫مختصر من كتاب الفوائد - ابن القيم💫 🔃يُتبع -... -إن شاء الله- ♡40♡ 💎تابع حياة القلوب باستجابة دعوة الرسول💎 📌وَالْإِنْسَان مُضْطَر إِلَى نَوْعَيْنِ من الْحَيَاة: 1⃣حَيَاة بدنه: ▪الَّتِي بهَا يُدْرك النافع والضارّ، ويؤثِر مَا يَنْفَعهُ على مَا يضرّه، ⇦وَمَتى نقصت فِيهِ هَذِه الْحَيَاة ناله من الْأَلَم والضعف بِحَسب ذَلِك. 2⃣وحياة قلبه وروحه: ▫الَّتِي بهَا يُمَيّز بَين الْحق وَالْبَاطِل والغيِّ والرشاد والهوى والضلال فيختار الْحقَّ على ضِدّه، 📌وكَمَا أَن الْإِنْسَان لَا حَيَاة لَهُ حَتَّى ينْفخ فِيهِ الْملك الَّذِي هُوَ رَسُول الله من روحه؛ ⇦فَيصير حَيًّا بذلك النفخ -وإن كَانَ قبل ذَلِك من جملَة الْأَمْوَات-؛ 💡فَكَذَلِك لَا حَيَاة لروحه وَقَلبه حَتَّى ينْفخ فِيهِ الرَّسُول من الرّوح الَّذِي أُلْقيَ إِلَيْهِ؛ 🔅قَالَ تَعَالَى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِن عِبَادِه} [النحل:2] 🔅وَقَالَ: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى من يَشَاء من عباده} [غافر:15] 🔖فَأخْبرَ أَنَّ وحيه روحٌ وَنورٌ، فالحياة والاستنارة مَوْقُوفَةٌ على نفخِ الرَّسُول المَلَكيّ، 📍فَمن أَصَابَهُ نفخُ الرَّسُول الملكي وَنفخ الرَّسُول البشريّ حَصَلت لَهُ الحياتان. 📍وَمن حصل لَهُ نفخ الْملك دون نفخ الرَّسُول حصلت لَهُ إِحْدَى الحياتين وفاتته الْأُخْرَى. 💫مختصر من كتاب الفوائد - ابن القيم💫 |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-21-2019, 09:22 PM | #146 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
♡41♡
💎الاستجابة لله والرسول سببُ النور في الدنيا والآخرة💎 🔅قَالَ -تَعَالَى-: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122] 🔅وَقَوله: {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} يتَضَمَّن أمورًا: 📍أَحدهَا: أَنه يمشي فِي النَّاس بِالنورِ، وهم فِي الظُّلمَة؛ 💡فَمثله وَمثلهمْ: 🔻كَمثل قومٍ أظلمَ عَلَيْهِم اللَّيْل فضلّوا وَلم يهتدوا للطريق، 🔻وَآخرَ مَعَه نور يمشي بِهِ فِي الطَّرِيق ويراها وَيرى مَا يحذرهُ فِيهَا. 📍وَثَانِيها: أَنه يمشي فيهم بنوره، ⇦فهم يقتبسون مِنْهُ لحاجتهم إِلَى النُّور. 📍وَثَالِثهَا: أَنه يمشي بنوره يَوْم الْقِيَامَة على الصِّرَاط إِذا بَقِي أهل الشّرك والنفاق فِي ظلمات شركهم ونفاقهم. 🔅وَقَوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحول بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} 🔖الْمَعْنى أَنه -سبحانه- قريبٌ من قلبه لَا تخفى عَلَيْهِ خافية؛ فَهُوَ بَينه وَبَين قلبه. (ذكره الواحدي عَن قَتَادَة). ⤴وَهَذَا أنسب بالسياق؛ لِأَن الاستجابة أَصْلهَا بِالْقَلْبِ، ❗️فَلَا تَنْفَع الاستجابة بِالْبدنِ دون الْقلب. 💡فَإِنّ الله -سبحانه- بَين العَبْد وَبَين قلبه؛ فَيَعلم هَل اسْتَجَابَ لَهُ قلبه، وَهل أضمر ذَلِك أَو أضمر خِلَافه. 📌فَوَجْهُ الْمُنَاسبَة: أَنكُمْ إِن تثاقلتم عَن الاستجابة وأبطأتم عَنْهَا؛ ⇦فَلَا تَأمَنوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَينكُم وَبَين قلُوبكُم، فَلَا يمكِّنكم بعد ذلك من الاستجابة عُقُوبَةً لكم على تَركهَا بعد وضوح الْحق واستبانه. ⇦ فَيكون كَقَوْلِه: 🔅{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام:110] 🔖فَفِي الْآيَةِ تحذيرٌ عَن ترك الاستجابة بِالْقَلْبِ -وإن اسْتَجَابَ بالجوارح- وَالله أعلم. 💫من كتاب الفوائد - ابن القيم (بتصرُّف)💫 ♡42♡ 💎الوحي حياةُ القلوب وإشراقها💎 🌟ضربُ المثلَين المائيّ والناريّ لوحي الله🌟 💬يقول ابن القيم في إغاثة اللهفان:- 📍يضرب الله سبحانه وتعالى المثلينالمائي والناري لوَحيه ولعباده، 🔅فكما قال في سورة الرعد: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد:17] 📌فضرب لوحيه المثل: 🔹 بالماء ⇦لِما يحصل به من الحياة، 🔸وبالنار ⇦لما يحصل بها منالاضاءة والإشراق، 💬ويقول في الوابل الصيب -شارحًا المثل المائي-: 🔅قال -تعالى-: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا} [الرعد:17] ⤴️فهذا هو المثل المائيّ. 🔻شبه الوحي الذي أنزله بحياة القلوب، بالماء الذي أنزله من السماء، 🔻وشبه القلوب الحاملة له بالأودية الحاملة للسيل، 🔸فقلبٌ كبير (يَسعُ علمًا عظيمًا) ⇦كَوَادٍ كبير (يَسعُ ماء كثيرًا) 🔸وقلبٌ صغير ⇦كوادٍ صغير (يسع علماً قليلًا)، 🔶فحَمَلت القلوبُ من هذا العلم بقدرها، ⇦كما سالت الأودية بقدرها. ▪️ولماّ كانت الأودية ومجاري السيول فيها الغُثاء ونحوه -ممّا يمر عليه السيل فيحتمله- فيطفوا على وجه الماء زبدًا عاليًا، يمرّ عليه متراكبًا، 💡ولكن تحتَه الماءُ الفراتُ الذي به حياة الأرض، ⇦فيقذف الوادي ذلك الغُثاء إلى جنبتيه، حتى لا يبقى إلا الماء الذي تحت الغثاء، ⇦يسقي الله -تعالى- به الأرض فيُحيي به البلاد والعباد، والشجر والدواب، 🔻والغُثاء يذهب جُفاءً، يجفى ويُطرح على شفير الوادي. 💡فكذلك العلم والإيمان الذي أنزله في القلوب فاحتملته، ▫فأثارَ منها -بسبب مخالطته لها- ما فيها من غثاء الشهوات وزبد الشبهات الباطلة يطفو في أعلاها، ▫️واستقرَّ العلم والإيمان والهدى في جذر القلب. ▫️فلا يزال ذلك الغثاء والزبد يذهب جفاءً، ويزول شيئًا فشيئًا حتى يزول كله، 💡ويبقى العلم النافع والإيمان الخالص في جذر القلب يَرِدُه الناس فيشربون ويسقون ويمرعون. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-22-2019, 09:12 PM | #147 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
♡43♡
💎حياة القلب بإماتة شهوات النفس💎 📍إنَّ حياةَ القلبِ بِالعلمِ والإرادةِ والهمَّةِ... 📍وحياة القلب بدوام الذّكر، وترك الذنوب، 💬كما قال عبد الله بن المبارك -رحمه الله-: 🔺رَأَيْتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ... وَقَدْ يُورِثُ الذُّلّ إِدْمَانُهَا 🔺وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ... وَخَيْرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيَانُهُا 🔗وكما أنّ الله -سبحانه- جعل حياة البدن بالطعام والشرابِ؛ 🔗فحياة القلب بدوام الذكرِ، والإنابة إلى الله، وترك الذنوب، ▪والغفلة الجاثمة على القلب، ▪والتعلُّق بالرذائل والشهواتِ المنقطعة عن قريب، ↩ٍ يُضْعِفُ هذه الحياة. ⇦ ولا يزال الضعفُ يتوالى عليه حتى يموت، 💡وعلامة موته: أنه لا يعرف معروفًا، ولا يُنكر مُنكرًا. 🔦والرجل: هو الذي يخاف موتَ قلبه، لا موتَ بدنه، 🔻إِذْ أكثر هؤلاء الخَلق يخافون موتَ أبدانهم، 🔻ولا يُبَالُون بموتِ قلوبهم، ولا يعرفونَ من الحياة إلا الحياة الطبيعية، ⤴ وذلك من موت القلب والروح، 💡فإنَّ هذه الحياة الطبيعية: ▫شبيهة بالظِّلّ الزائل، ▫والنبات السريع الجفاف، ▫والمنام الذي يُخيَّل كأنه حقيقة، ⇦ فإذا استيقظ عرف أنه كان خيالًا. 💫مدارج السالكين -ابن القيم💫 🔃يُتبع -بإذن الله- ♡44♡ 💎أنواع الموت💎 💬وقد قيل: إنَّ الموتَ موتان: 📍موتٌ إراديّ، 📍وموتٌ طبيعيّ، 📌فمَنْ أماتَ نفسَه مَوتًا إراديًّا ⇦كان موتُه الطبيعي حياةً له، 🔦ومعنى هذا: أنَّ الموت الإرادي هو: 🔹قمع الشهوات المُرْدية، 🔹وإخماد نيرانها المُحرقة، 🔹وتسكين هوائِجِها المُتلِفة، ↩️فحينئذٍ يتفرَّغُ القلبُ والروحُ للتفكُّر فيما فيهِ كمالُ العبد، ومعرفته، والاشتغال به. 💡ويرى حينئذٍ أنَّ إيثارَ الظِّلِّ الزَّائل عن قريبٍ على العيش اللذيذ الدائم ⇦أخسَرَ الخسران... 📌فإذا ماتَ العبدُ موتَهُ الطبيعي، ▫️كانت بعدَه حياةُ روحِهِ بتلك العلوم النافعة، والأعمال الصالحة، والأحوال الفاصلة التي حَصَلَت له بإماتة نفسه، ↔️فتكونُ حياتُهُ هاهُنا على حسب موته الإراديّ في هذه الدار. ⤴️وهذا مَوضِع: 🔻لا يفهمه إلا ألِبَّاءُ الناسِ وعُقَلاؤهم، 🔻ولا يعملُ بمقتضاه إلا أهلُ الهِمَم العليَّة، والنفوس الزكيّة الأبيَّة. 💫مدارج السالكين -ابن القيم💫 |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-23-2019, 04:39 PM | #148 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
♡45♡
💎علامات القلب الحيّ💎 📍1- الإنابة السريعة لله -تعالى-: 🔅{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ* مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} [ق: 32-33] 📍2- سلامته من الحقد والغل والحسد: ⇦«هو القلب المخموم» 🔅عن عبد الله بن عمرو، قال: قِيلَ لرسولِ الله: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ". قالوا: صدوقُ اللسان، نعرفُه. فما مخمومُ القلبِ؟ قال: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ" [حديث صحيح رواه ابن ماجه] ↙ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: 🔅"وأسألك قلبًا سليمًا، وأسألك لِساناً صادقًا" [حديث حسن رواه أحمد] 📍3- مطمئنٌّ لأمر الله وقدره: 🔅{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] 🔅وقال -سبحانه-: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم } [التغابن:11] 📍4- يهديه للإيمان بقضاء الله وقدره والرضا به؛ 🔅{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] 💫سلسلة " لنحيي قلوبنا" - يحي سليمان العقيلي - صيد الفوائد💫 ♡46♡ 💎من علامات صحة القلب💎 📍1- أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحلَّ فيها، ⇦ حتى يبقى كأنّه من أهلها وأبنائها، 🔻جاء إلى هذه الدار غريبًا يأخذ منها حاجته، ويعود إلى وطنه؛ 🔅كما قال -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: "كُن في الدنيا كأنَّك غريب أو عابر سبيل، وعُدَّ نفسك من أهل القبور". [صحيح الترمذي]. ▫وكلما صحَّ القلب من مرضه؛ ⇦ترحَّلَ إلى الآخرة وقَرُبَ منها، حتّى يصير من أهلها. ▪وكلَّما مَرِضَ القلبُ واعتلَّ؛ ⇦آثر الدنيا واستوطنها، حتّى يصير من أهلها. 📍2- لا يزال يضرب على صاحبه حتى: ◁يُنيب إلى الله ويُخبت إليه، ◁ويتعلَّقَ به تعلُّق المُحِبِّ المضطرِّ إلى محبوبه، 💡الذي لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به، 🔸فبالله يطمئنُّ، وإليه يسكن، 🔸وإليه يأوي، وبه يفرح، 🔸وعليه يتوكل، وبه يثق، 🔸وإياه يرجو، وله يخاف، 💡فذكرُهُ قُوته وغذاؤه، 🔸ومحبَّته والشوقُ إليه حياتُه ونعيمُه ولذّته وسروره، 🔸والالتفاتُ إلى غيره والتعلق بسواه داؤه❗️ 🔸 والرجوع إليه دواؤه. 💡فإذا حصل له ربُّه؛ سَكَنَ إليه واطمأنَّ به، ⇦وزالَ ذلك الاضطراب والقلق، وانسدَّت تلك الفاقة؛ 📌فهو دائمًا يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئنَّ إلى إلهه ومعبوده، ↩فحينئذٍ: ▫يُباشر روح الحياة،ويذوق طعمها، ▫ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المُعرضين عن هذا الأمر الذي له خُلِقَ الخلقُ، ولأجله خلقت الجنة والنار، وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب، 🌟ولو لم يكن له جزاءً إلا نفسُ وجودِه لكفى به جزاءً، ⇦وكفى بفَوته حسرةً وعقوبة‼️ 💫إغاثة اللهفان - ابن القيم💫 🔃يُتبع... -إن شاء الله-... |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-24-2019, 09:31 PM | #149 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
♡47♡
💎تابع علامات صحة القلب💎 📍3- أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، ⇦إلا بمن يدلُّه عليه، ويذكّره به، ويذاكره بهذا الأمر. 📍4- أنه إذا فاته ورده ⇦وجد لفواته ألمًا أعظم مِن تألُّم الحريص بفوات ماله وفَقدِه. 📍5- أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب. 📍6- أنه إذا دخل في الصلاة؛ ◁ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، ◁واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرّة عينه وسرور قلبه. 📍7- أن يكون همه واحدًا، وأن يكون في الله. 📍8- أن يكون أشحّ بوقته أن يذهب ضائعًا من أشدّ الناس شحًّا بماله. 📍9- أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل؛ 💡فيحرص على: ▫️ الإخلاص فيه، والنّصيحة، والمتابعة، والإحسان، ▫️ويشهد مع ذلك منَّة الله عليه فيه، وتقصيره في حقّ الله. ⤴فهذه مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحيّ السليم. 💫إغاثة اللهفان - ابن القيم💫 ♡48♡ 💎حقيقة القلب السليم💎 💡القلب السليم هو: 🔸الذي همُّه كلُّه في الله، وحبُّه كلّه له، 🔸وقصدُه له، وبدنه له، وعمله له، 🔸ونومه له، ويقظته له، 🔸وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كلِّ حديث، 🔸وأفكاره تحوم على مَراضيه ومَحابِّه، 🔸وخَلوة هذا القلب بربِّه آثر عنده من الخلطة، ❗️-إلا حيث تكون الخلطة أحبَّ إليه وأرضى له- 🔸قرّةُ عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه، 🔸فهو كلما وجَدَ من نفسه التفاتًا إلى غيره تلا عليها: 🔅{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} [الفجر:27-28 ] (فهو يردِّد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه)، ↩فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحقّ بصبغة العبودية، ⇦ فتصير العبودية صفةً له وذوقًا لا تكلُّفًا، ↩فيأتي بها تودُّدًا وتحبُّبًا وتقرُّبًا كما يأتيالمُحِبُّ المقيمُ في محبةّ محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله. 💫إغاثة اللهفان - ابن القيم💫 🔃يُتبع -إن شاء الله-... |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-25-2019, 09:26 PM | #150 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
♡49♡
💎تابع: حقيقة القلب السليم💎 💡القلب السليم: 📍كلَّما عَرَض لهأمرٌ من ربه أو نهيٌ؛ أحسَّ من قلبه ناطقًا ينطق: 🔸" لبيك وسعديك، 🔸إنّي سامعٌ مطيعٌ مُمتثل، 🔸ولك عليَّ المنّة في ذلك، 🔸والحمد فيه عائدٌ إليك". 📍وإذا أصابَه قَدَرٌ وجد من قلبه ناطقًا يقول: 🔹"أنا عبدُك ومسكينك وفقيرك، 🔹وأنا عبدُك الفقير العاجز الضعيف المسكين، 🔹وأنتَ ربي العزيز الرحيم، 🔹لا صبرَ لي إن لم تُصَبِّرني، 🔹 ولا قوَّةَ لي إن لم تُحمِّلني وتُقوِّني، 🔻 لا ملجأ لي منكَ إلا إليك، 🔻ولا مُستعان لي إلا بك، 🔻ولا انصراف لي عن بابك، 🔻ولا مَذهَب لي عنك". ↩فينطرح بمجمعه بين يديه، يعتمد بكليته عليه، 📍فإن أصابه بما يكره؛ قال: ⇦رحمةٌ أهديت إليَّ ، ودواء نافعٌ من طبيب مُشفق، 📍وإن صَرَفَ عنه ما يحبّه؛ قال: ⇦شرٌّ صُرِفَ عني. وَكَمْ رُمْتُ أَمْرًا خِرْتَ لِي في انْصِرَافِهِ وَمَا زِلْتَ بي مِنِّي أَبَرَّ وَأَرْحَمَا 💫إغاثة اللهفان - ابن القيم💫 🔃يُتبع -إن شاء الله-... ♡50♡ 💎تابع: حقيقة القلب السليم💎 💡القلب السليم: 📍كلّ ما مسّه به من السراء والضراء؛ 🔻اهتدى بها طريقا إليه، 🔻وانفتح له منه باب يدخل منه عليه، 💬 كما قيل: ما مَسّنِي قدَرٌ بِكُرْهٍ أوْ رِضًى ... إلا اهْتَدَيْتُ بِهِ إلِيْكَ طَرِيقًا أَمْضِ القَضَاءَ عَلَى الرِّضَى منّي به إنِّي وجَدْتُكَ فى البَلاءِ رَفِيقا 🌟فللَّه هاتيك القلوب وما انطوت عليه من الضمائر، 🔸وماذا أُودعته من الكنوز والذخائر، 🔸ولله طيب أسرارها ولا سيما يوم تبلى السرائر. سَيَبْدُو لهَا طِيبٌ وَنُورٌ وَبَهْجَةٌ وَحُسْنُ ثَنَاءٍ يَوْمَ تُبْلَى السرَائرُ ▫️تالله، لقد رُفِعَ لها علمٌ عظيم ⇦فشمَّرَت له، ▫واستبانَ لها صراطٌ مستقيم ⇦فاستقامت عليه، ▪ودعاها ما دون مطلوبها الأعلى: 🔻فلم تستجب له، 🔻واختارته على ما سواه، 🔻وآثرت ما لديه. 💫إغاثة اللهفان - ابن القيم💫 |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسماء الله الحسنى | أبو ريم ورحمة | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 4 | 05-17-2019 02:42 PM |
دروس رمضان الفجرية - شرح أسماء الله الحسنى | almojahed | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 36 | 08-07-2016 05:11 PM |
أسماء الله الحسنى وأدلتها من الكتاب والسنة | almojahed | ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة | 13 | 04-19-2013 03:15 AM |
أسماء الله الحسنى | أبو ريم ورحمة | ملتقى فيض القلم | 2 | 09-11-2012 09:18 AM |
أسماء الله الحسنى | أبو ريم ورحمة | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 1 | 02-16-2012 05:10 PM |
|