المناسبات | |
|
|
11-17-2012, 01:43 AM | #1 | |
مشرف ملتقى اللغة العربية
|
قــلب الأم
قــلب الأم ابراهيم عبدالعزيزالمغربي في بيت متواضع البناء ، يطل على حقل القمح بلونه الخلاب وتلـُفه الأشجار، وبعض الورود التي تكسو المكان بجمالها . يعيش خالد مع أسرته الصغيرة . تعود من أمه التلقين لآيات القرآن مع نطقه للحروف الأولى ، وأخذ يحاكي والديه بأداء الصلوات منذ تحركت أعضاؤه خارج مهده الصغير . على أعتاب المرحلة المتوسطة ، بدأت أمه حصاد تعبها ، وحرصها عليه .. وفي ليلة أوت إلى الفراش ، بعد المعاناة من العمل بالمنزل طيلة النهار ، مع مراعاة واجبات خالد ومتطلباته . الوقت بعد منتصف الليل ، وقبل الفجر . استدعاها التعب للتقلب في فراشها ، وفي لحظتها شعرت بهمس أقدام خالد بصالة المنزل . نفض النوم نفسه من عينيها . فتحت جفنيها على أقدام خالد وهو يدخل غرفته . الوقت متأخر ، طردت الخواطر المتزاحمة نومها : لماذا يقوم من نومه هذه الساعة ، وما عهدتها عليه ؟ آااه . لقد كبر خالد . لقد أفسد أصدقاء السوء ما تعبت من أجل ثباته عليه . تــُـرى هل قام هذا الوقت المتأخر لمشاهدة التلفاز ؟؟ ما عهدته مشاهدًا لمُحـرمات . ألا يمكن أن يكون أحد زملائه بالمدرسة أعطاه شريط فيديو ، وظن أن أنسب الأوقات لمشاهدته ونحن نيام ؟؟ لا.. لا . إنه من المؤكد التليفون . إنه على الأرجح سيتصل بـــــ ....... . لا . خرجت الخواطر تدفع مشاعرها دفعـًا ، وما برد قـلبُها إلا بدمعات حزينة مفعـمة بالحب والخوف على ولدها خالد . يــاااه . للمرة الأولى أشعر أنه كبـر . أين حصاد السنوات من التوجيه والتربية . ترى هل قصرت معه ؟ هل يمكن أن يضيع كل ذلك في وقت قصير ، على غفلة منا ؟؟ كل هذا الشعور وغيره تدفق في لحظات قصيرة ، تدفق وهو مشوب بالألم الذي اعتصر قلبها عندما ظنت أنها سترى ابنها في لحظة الضعف ، وما كانت تظن أن ترى ما تعيشه الآن . استجمعت قواها النفسية ، وسحبت جسدها المثقل من سريرها . كتمت أنفاسها ، وأخذت خطوات قصيرة نحو غرفة خالد . وقد أعياها التفكير : هل أفتح الباب عليه دون استئذان ؟؟ لا .. لقد عودته أدب الاسلام بالاستئذان . ــ هل أصـيح به بصوتٍ عالٍ ليعرف الجميع لوعتي وحسرتي ؟؟ لا . إنه الموقف الأصعب الذي أتعرض له . كل ذلك ورجلاها تقتربان من الباب . استجمعت أنفاسَها ، اقتربت من باب غرفة خالد فما شعرت إلا بيدها على مزلاج الباب وقد أصابتها رعشة استمدت قوتها من ضربات قلبها المتتابعة . نظرت فوجدت نظرها وقد استجمع أركان الغرفة كلها في لحظات . أقدامها على عتبة الغرفة . لا أثر لحركة بالغرفة . النور خافت . لم تشعـر إلا وقد أيقظها صوتها العالي بترديدها : الحمد لله .. الحمد لله ... لقد وجدته فوق سجادته يصلي ركعتين قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر. اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-17-2012, 09:58 AM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
هو قلب الام وقلب الاب وقلب المربي وكل من لديه مسؤولية تجاه الاخرين.. ولكن كم من نهاية مثل نهاية القصة مع خالد؟! وكم منها ينتهي مع احد هواجس امه؟! نسأل الله أن يصلح شباب وبنات المسلمين بارك الله فيكم اخونا الفاضل ابو ريم ورحمة وجعله في ميزان حسناتكم رزقنا الله جميعا الجنة |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-17-2012, 09:04 PM | #3 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله كل خير ونفع بكم |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-20-2012, 09:37 PM | #4 | |
مشرف ملتقى القرآن الكريم
|
اخي الحبيب ابوريم شكرالك وجزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك انه وليه والقادر عليه موضوع رائع بوركت وزادك الله علما على علمك وجعله نورًالك يوم القيامة وجعل لك حسن الخاتمة يارب امين ودمت بااااالف خيرررررر |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
11-20-2012, 10:19 PM | #5 |
|
قصة معبرة و مؤثرة
جزاكم الله خيرا استاذي الفاضل بارك الله فيك |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
11-21-2012, 02:44 PM | #6 | |
أبو جبريل نوفل
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في ذريتك و جعلنا الله و إياكم و ذريتنا من الصالحين |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأم والوالدة! | آمال | ملتقى اللغة العربية | 3 | 08-26-2016 05:38 PM |
الأم المثالية | آمال | ملتقى الأسرة المسلمة | 5 | 03-09-2015 05:28 PM |
الأم.. مكانتها ودورها | ابونواف | ملتقى الأسرة المسلمة | 5 | 04-06-2013 11:23 PM |
تأمل غير مسجل قلب الأم | عبق الجنان | ملتقى فيض القلم | 25 | 12-25-2012 02:16 AM |
عيد الأم ! نبذة تاريخية ، وحكمه عند أهل العلم | أبو ريم ورحمة | ملتقى الأسرة المسلمة | 1 | 03-22-2012 03:33 PM |
|