فالرزق عند الله، ألا ترون أن الإنسان يسعى في طلب الرزق سنين طويلة ولا يعطى إلا القليل مما يدل أن بذل الأسباب في طلب الرزق ليس هو الذي يجلب الرزق، من الذي يجلب الرزق؟ الله ولكن الله عز وجل قد يُنجح لك هذا السبب وقد لا يُنجحه ألا ترى أن بعض المواليد يولدون وهم أغنياء أليس كذلك؟ يُولد ثم يرث مالًا كثيرًا من أبيه وهو لم يسعى فيه ولم يخرج منه نقطة من عرق فالرزق من عند الله عز وجل ولذلك الإنسان لولا أن الله أمره ببذل الأسباب في طلب الرزق ما طلبه، لكنا أمرنا ببذل الأسباب فنحن نبذلها مع علمنا أنه لا رزق يأتي إلا من الله قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الرزق ليطلب المرء أشد من طلب الموت له ” الرزق يطلبك أشد من طلب الموت لك بدليل لو كان لك رزق وأجلك قادم يجب أن يأتي رزقك قبل أن يأتي أجلك لا يمكن أنك تموت وباقي ذرة من رزقك ما وصلت إليك. واسمعوا هذه القصة، هذا رجل سقط في بئر فتنادى الناس وصاحوا فوصل الصياح إلى أهل المسجد ففزع أهل المسجد وذهبوا لينقذوه وأنقذوه، ولما خرج فرحوا جدًا بإنقاذه وحياته وقالوا يا فلان ما الذي حصل لك؟ جاؤوا بالقهوة والتمر فأكل تمرة وشرب فنجان من القهوة قال أنا كنت هنا أريد أن أفعل كذا ويشرح لهم فسقط مرة أخرى فمات، بقي له تمرة وفنجان من القهوة فجيء بالناس كلهم من أجل أن يُدرك ما بقي لهم من رزق فلما أدرك البقية الباقية من رزقه قيل له خلاص استوفيت الكتاب وحصل الأجل سبحان الله!
لما ذكر فضل هذه الأمة بالجهاد وفضلها بما ميزه الله به من هو الذي يغار من هذا الفضل ولا يحبه ويكره لأن يكون لأهل الإسلام أيّ ميزة؟ هم المنافقون أشد الناس كرهًا وبغضًا لأهل الإسلام ولذلك ناسب أن تذكر سورة المنافقون.
|