الأسئلة التي أشكلت و تنازع فيها الدعاة السلفيون في ولاية كيرالا

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،
فإجابة على الأسئلة التي أشكلت و تنازع فيها الدعاة السلفيون في ولاية كيرالا جنوب الهند ، من أتباع جماعة أهل الحديث لعموم الهند وأدى هذا التباين في الآراء إلى الاختلاف في الأقوال والفرقة والشقاق بين صفوف الدعاة السلفيين في تلك المنطقة .
وإني أسأل الله تعالى أن تكون إجاباتي على أسئلتهم قاطعة للنزاع والخلاف ، وأن تكون في توحدهم وجمع كلمتهم ، وسلامة صدورهم ، لأن إجاباتي عن أسئلتهم هي التي أدين الله بها لأني أعلم أدلتها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم :
وأقوال أهل العلم المنبثقة عن فهم السلف الصالح لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السؤال الأول :ما قولكم فيمن يقول أن إعفاء اللحية غلو و تنطع في الدين لأن ذلك ينفر الشباب و عوام المسلمين عن الدين بل إن حالق اللحية ليس عليه وزر ولا إثم بل إعفاء و ترك اللحية سنة يثاب عليها ولا يعاقب حالقها ؟


الجواب: أن إعفاء اللحية واجب و فرض لأنه امتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : حفوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المشركين ) والحديث له ألفاظ وشواهد في غير الصحيحين ، ومن ألفاظه ، أوفوا ، وأعفوا ، وأرخوا ، وهذه الثلاثة في مسلم وفي البخاري وفروا وفي غير الصحيحين أرجو فهذه خمسة ألفاظ وخمسة أوامر كلها تدل على وجوب ترك اللحية ، وتحريم الأخذ منها ، وقد نقل أبو محمد بن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض .
وبهذا يتبين أن حالق اللحية عليه وزر و إثم وان إعفاء اللحية واجب و سنة يثاب عليها و يعاقب حالقها.
بل أن العلماء ذكروا انه لو اعتدى شخص على رجل و أزال لحيته على وجه لا تنبت لحيته فإن عليه الدية كاملة كما لو قتلته وليس في إعفاء اللحية غلو و تنطع في الدين بل هو واجب و إتباع وعمل بسنة سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم وليس في إعفاء اللحية تنفير للشباب وعوام المسلمين عن الدين، بل يبين للشباب ولعوام المسلمين انه هدي النبي صلى الله عليه و سلم وسنته وإنها موافقة للعقل و الفطرة وإنها جمال وخشونة و رجولة و شهامة و كرامة و فارقة وميزة للرجال عن النساء خص الله بها الرجال و ميزهم بها عن النساء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم.