09-07-2023, 12:17 PM | #1 | |
|
يحيي عليه السلام
"يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا" سورة مريم - الآية 12 يحيى عليه السلام هو نبي الله الذى شهد الحق عز وجل له أنه لم يسم باسمه أحد من قبل « يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ، هو النبي الذي قال الحق عنه « وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا ، ومثلما أوتي الخضر علما من لدن الله ، أوتي يحيي عليه السلام حنانا من لدن الله ، والحنان هو العلم الشمولي الذى يشيع فى نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها ، لقد كان يحيى فى الأنبياء نموذجا لا مثيل له فى النسك والزهد والحب الإلهي ، فهو النبي الناسك كان يضيء حبا لكل الكائنات. وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري والجبال ، ثم أهدرت دمه كلمة حق قالها فى بلاط ملك ظالم كان يحيى عليه السلام معاصرا لعيسى وقريبه من جهة الأم (ابن خالته) وتروى السنة أن يحيى وعيسى التقيا يوماً فقال عيسى ليحيى: استغفر لى يا يحيى ، أنت خير منى. قال يحيى : استغفر لى يا عيسى ، أنت خير منى. قال عيسى: بل أنت خير مني ، سلمت على نفسي وسلم الله عليك. « وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ولد يحيى عليه السلام وسط عصر يمتلىء بقمم النقاء كما يمتلئ بقمم الطغيان ، وكانت السيدة مريم تمثل قمة النقاء فى هذا العصر ، إن محرابها المعطر المغلق يكاد يضىء بكلمات الصلاة المستمرة والذكر الخاشع والقلب الطاهر ، كان ميلاد يحيى عليه السلام معجزة ، فقد جاء لأبيه زكريا عليه السلام بعد عمر طويل حتى كاد ييأس فيه الشيخ من الذرية. جاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا كان يحيى عليه السلام يطعم الحيوانات والطيور من طعامه رحمة بها وحنانا عليها ، ويبقى هو بغير طعام أو يأكل من أوراق الشجر وثمارها ، وكلما كبر يحيي عليه السلام فى السن زاد النور فى وجهه وامتلأ قلبه بالحكمة وحب الله والمعرفة والسلام وزادت رحمته وحنانه بوالديه والناس والمخلوقات والطيور والحيوانات والأشجار حتى عم حنانه الدنيا وملأها بالرحمة. وعندما صار صبيا نادته رحمة ربه « يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا فقد رزقه الله الإقبال على معرفة الشريعة والقضاء بين الناس وهو صبى. كان يحيى عليه السلام أعلم الناس وأشدهم حكمة فى زمانه ، درس الشريعة دراسة كاملة. لهذا آتاه الله الحكم صبيا ، كان يحكم بين الناس ويبين لهم أصول دينهم ويعرفهم طريق الصواب ويحذرهم من الطريق الخطأ كان يحيى عليه السلام يدعو الناس إلى التوبة من الذنوب ، ولم يكن هناك إنسان يكره أو يتمنى له الضرر ، كان يخرج إلى الجبال والحقول والصحراء فيمكث فيها شهورا متعاقبة يعبد الله ويبكى بين يديه ويصلى له ، فكان ينام فى أى مغارة فى الجبل ، ومن كثر انشغاله فى ذكر الله كان إذا دخل عليه وحش وذئب من الجبل كان لا يلتفت إليه ويغادر الوحش المكان دون أن يحس به يحيى عليه السلام جاء صباح خرج فيه سيدنا يحيى عليه السلام على الناس ليدعوهم إلى الله وقال لهم إن الله عز وجل أمرنى بكلمات أعمل بها ، وآمركم أن تعملوا بها ، وأن تعبدوا الله وحده بلا شريك فمن أشرك بالله وعبد غيره فهو مثل عبد اشتراه سيده ، وقال لهم إن الله أمركم بالصلاة فإن الله ينظر إلى عبده وهو يصلى ما لم يلتفت عن صلاته ، فإذا صليتم فاخشعوا وآمركم بالصيام وآمركم بذكر الله عز وجل. كان إذا وقف بينهم يحدثهم أبكاهم من الحب والخشوع ، انتهى يحيى عليه السلام من كلامه فهبط من المنبر وسار عائداً إلى الصحراء ، ووقع الصدام بين سيدنا يحيى والسلطات الحاكمة فى ذلك الوقت كان أحد ملوك هذا الزمان طاغية وكان يريد أن يتزوج من أحد محارمه ، فسأل يحيى عليه السلام هل يجوز أن يتزوجها ، فقال له لا يجوز ، طلب منه الملك أن يجد له فتوى ترضيه ، رفض نبى الله أن يوافق الملك على رغبته فزاد غضب الملك على يحيى عليه السلام فأمر بسجنه ، فذهبت إلى يحيى عليه السلام فى سجنه المرأة التى كان الملك يريد أن يتزوجها فأحست بنبل وجلال شخصيته ، شاهدته يجلس منهمكا فى الصلاة والبكاء راقبته وهو يصلى حتى انتهى من صلاته ألقت بنفسها أمامه وسألته أن يحبها قال لها يحيى عليه السلام "ليس فى قلبى مكان لحب غير حب الله" ، نهضت المرأة يائسة وانصرفت عنه وقد امتلأ قلبها بكراهيته ، عادت إلى قصر الملك وطلبت منه أن يقتل يحيى بن زكريا ، وكان المك مخمورا وأصدر قرارا إلى حاشيته أن يقتلوا يحيى بن زكريا ارتفعت الأيدي الآثمة بالسيوف وهبطت على العنق النبيل فتشقق قلب الصخور حنانا على النبى العظيم وهو يمضي إلى الشهادة اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
12-09-2023, 07:40 PM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-01-2024, 01:31 PM | #3 | |
|
بارك الله فيك
الحمد لله. أولًا: فقد اختلف العلماء في سبب تسمية "يحيى عليه السلام" بهذا الاسم، وكلها أقوال متقاربة، ومنها: 1- لأن الله أحياه بالإيمان . 2- لأنه يموت شهيدًا . 3- لأن الله أحيا له الناس بالهدى. انظر: "تفسير الطبري" (15/ 461)، "تفسير ابن عطية" (4/ 6). يقول الشيخ السعدي: " بشره الله تعالى على يد الملائكة بـ "يحيى" ، وسماه الله له "يحيى" ، وكان اسما موافقا لمسماه: يحيا حياة حسية، فتتم به المِنة، ويحيا حياة معنوية، وهي حياة القلب والروح، بالوحي والعلم والدين. لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ، أي: لم يُسم هذا الاسم قبله أحد. ويحتمل أن المعنى: لم نجعل له من قبل مثيلا ومساميا، فيكون ذلك بشارة بكماله، واتصافه بالصفات الحميدة، وأنه فاق من قبله . ولكن على هذا الاحتمال، هذا العموم لا بد أن يكون مخصوصا بإبراهيم وموسى ونوح عليهم السلام، ونحوهم، ممن هو أفضل من يحيى قطعًا" انتهى من "التفسير"(490). ثانيًا: اختلف العلماء في تأويل قوله تعالى: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا مريم/7، على أقوال: 1- لم تلد مثله عاقر قط . قال ابن كثير في تفسيره (5/ 214): " وهذا دليل على أن زكريا عليه السلام، كان لا يولد له، وكذلك امرأته كانت عاقرا من أول عمرها، بخلاف إبراهيم وسارة، عليهما السلام، فإنهما إنما تعجبا من البشارة بإسحاق على كبرهما، لا لِعُقْرهما؛ ولهذا قال: أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون [الحجر: 54] ؛ مع أنه كان قد ولد له قبله إسماعيل بثلاث عشرة سنة. وقالت امرأته: يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد [هود: 72، 73]. قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا (8) قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا (9). هذا تعجب من زكريا، عليه السلام، حين أجيب إلى ما سأل، وبُشِّر بالولد، ففرح فرحا شديدا، وسأل عن كيفية ما يولد له، والوجه الذي يأتيه منه الولد، مع أن امرأته كانت عاقرا ، لم تلد من أول عمرها ، مع كبرها، ومع أنه قد كبر وعتا، أي عسا عظمه ، ونحل ، ولم يبق فيه لقاح ، ولا جماع " انتهى . 2- أنه لا يشبهه أحدٌ ممن جاء قبله، قال البغوي في "التفسير" (5/ 220): " والمعنى: أنه لم يكن له مثل، لأنه لم يعصِ ، ولم يهم بمعصية قط. وقيل: لم يكن له مثل في أمر النساء، لأنه كان سيدا وحصورا ". 3- أنه لم يسم أحد قبله بهذا الاسم . والقول الأخير هو الأشبه بالصواب والله أعلم، واختاره الطبري . انظر: " تفسير الطبري"(15/ 461 - 463). قال الواحدي: " وعلى هذا : فالفضيلة تثبت ليحيى من حيث إن الله تعالى تولى تسميته باسم لم يُسبق به، ولم يكل تسميته إلى الأبوين ، فكان ذلك تفضيلًا له من هذا الوجه " انتهى من "التفسير البسيط"(14/ 198). وقال ابن الجوزي: " فإن اعترض معترض، فقال: ما وجه المِدْحة باسم لم يسم به أحد قبله، ونرى كثيرا من الأسماء لم يُسبق إليها؟ فالجواب: أن وجه الفضيلة أن الله تعالى تولى تسميته، ولم يكل ذلك إلى أبويه، فسماه باسم لم يسبق إليه " انتهى من " زاد المسير"(3/ 121). فالحاصل : أن الراجح : أن الله تعالى تولى تسمية يحيى عليه السلام بهذا الاسم، ولا نعلم أن الله ذكر في القرآن أن أحدًا سماه الله مباشرة إلا يحيى عليه السلام . قال ابن عاشور رحمه الله : " وهذه منة من الله ، وإكرام لزكريا ؛ إذ جعل اسم ابنه مبتكرا . وللأسماء المبتكرة : مزية قوة تعريف المسمى ، لقلة الاشتراك، إذ لا يكون مثله كثيرا مدة وجوده ، وله مزية اقتداء الناس به من بعدُ ، حين يسمون أبناءهم ذلك الاسم ، تيمنا واستجادة " انتهى من "التحرير والتنوير"(16/ 69). والله أعلم |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صالح عليه السلام | أبو ريم ورحمة | ملتقى التاريخ الإسلامي | 3 | 01-09-2013 10:27 PM |
نبذة عن ادريس عليه السلام | طالب العلم | ملتقى التاريخ الإسلامي | 4 | 01-06-2013 08:53 PM |
موت جبريل عليه السلام | آمال | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 8 | 11-16-2012 07:49 PM |
ابتسامة سليمان عليه السلام | آمال | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 6 | 11-05-2012 11:31 PM |
محمد عليه الصلاة و السلام | رنين الدعوة | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 6 | 12-15-2011 02:36 AM |
|