![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#25 |
|
![]() (21) قال الشيخ رحمه الله (ومن عبادته وطاعته: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الإمكان، والجهاد في سبيله لأهل الكفر والنفاق، فيجتهدون في إقامة دينه مستعينين به، رافعين مزيلين بذلك ما قدر من السيئات، دافعين بذلك ما قد يخاف من آثار ذلك، كما يزيل الإنسان الجوع الحاضر بالأكل، ويدفع به الجوع المستقبل وكذلك إذا آن أوان البرد دفعه باللباس، وكذلك كل مطلوب يدفع به مكروه، كما قالوا للنبي -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-: « يا رسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقي بها، وتقى نتقي بها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ فقال: هي من قدر الله ». وفي الحديث: « إن الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان بين السماء والأرض » فهذا حال المؤمنين بالله ورسوله، العابدين لله، وكل ذلك من العبادة. ) 118) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الشريعة التي بعث الله بها الرسل ولهذا قال لما بعث الله محمداً نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ) وإن كان هذا الاسم في الشريعة في قوله ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف ... ) هذا اسم عام يدخل فيه التعليم والبيان ونشر العلم وبيانه إلى غير ذلك كله داخل في المعروفوخلافه أومايقابله هو المنكر . والمعروف اسم شرعي هو معروف بالشريعة ومعروف بالفطرة وجمهوره معروف بمقتضى دلائل العقول المجملة تارة أوالمفصلة تارة أخرى . وإذا ذكرت المجمل تعلق به كل معروف وصار كل معروف يقتضيه دليل العقل من حيث الإجمال . 119) هذان الحديثان تكلم فيهما والثاني إعلاله ظاهرو لايثبت والأول تكلم فيه وحسنه طائفة وقووه لكن المعنى الذي فيه متضمن في أدلة الشريعة بمعنى أن الدعاء من قدر الله وأن الله سبحانه وتعالى كتب في قضائه وقدره وماكتبه من مقادير العباد متعلق بالحال والمآل . فإذا قلت الحال : جميع أفعال العباد ولذلك صار لهذه المسألة قدر كبير عند السلف وعن هذا صنف الإمام البخاري رحمه الله ( خلق أفعال العباد ) باعتبار أن كل أفعال العباد كصلاتهم وصيامهم وحجهم وبرهم ومعروفهم ومايقابل ذلك من ضد ذلك ككفرهم بالله او شركهم أو ظلمهم أو عدوانهم على أنفسهم أو غيرهم أو ظلمهم لأنفسهم من ترك ماأوجب الله عليهم فإن كل أفعال العباد هي من قدر الله تعالى وقضائه . وإذا قلت بأن أفعال العباد من قضاء الله و قدره فإن هذا لايلزم منه باتفاق أهل العلم أن تكون ممايحبه الله ويرضاه فقد يفعل العبد الفعل ويكون مما يحبه الله كالصلاة والصيام ونحو ذلك مماشرعه الله . فيقال هم مماشرع الله بأمره وهم مماقدره الله بفعل العبد له . وقد يفعل العبد الفعل ولايكون ذلك مماشرع الله فيكون مماقضاه الله وقدره وقوعاً كسرقة العبد أو ظلمه أو عدوانه أو قتله للنفس بغير حق أو غير ذلك من أسباب المعصية والشر الخاص أو العام ولايكون ذلك بالإجماع مماشرع الله أو يحبه الله بل يكون ذلك قدراً قضاه الله سبحانه وتعالى بمعنى أنه علمه وقدره وشائه ولوشاء الله تعالى لم يكن فإن الله لايعجره شئ في الأرض ولافي السماء .) الشريط الخامس -18.26 - |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#26 |
|
![]() (22) قال الشيخ رحمه الله (وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية وهي ربوبية الله .... ) 120) الشرح : الذين يغلبون مقام الربوبية ويقصرون في مقام الألوهية والعبادة هذا من أوجه الجهل العامة والمطبقة التي دخلت على كثير من المتكلمين تارة أو على أرباب الأحوال والسلوك تارة فترى في المتكلمين من يقول بالجبر وأصلها نظرية باطلة أيضاً وليست من نظريات المسلمين بل هي نظرية في جوهرها الفلسفي منقولة وليست مماتولد في نظر ناظر من نظار المسلمين أو متكلميهم ولهذا أول من تكلم بها لم يكن له علم معروف وإنما ممن له نزعة معروفة في الميل للفلسفات المنقولة المترجمة والمولدة إلى تاريخ المسلمين وهو مايسمى بنظرية ( الجبر ) التي قال بها جهم بن صفوان وجماعة من قدماء النظار . ثم تخففت هذه النظرية باستعمال بعض المتكلمين المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة وكثير من مادتها وإن تحاشوا ألفاظها ولكنهم وقعوا في كثير من مادتها وإن كانوا فرقوا بينها وبين ماهم عليهم بجملة من أوجه الفروقات في المعاني كما فرقوا في جملة ذلك من جهة الألفاظ . ولكن يبقى أن جوهر هذه المادة لم ينفكوا عنه وإلا أصلها من الفلسفات القديمة كما ذكر ذلك الرازي وجماعة من النظار والمتكلمين . ويقع في ذلك من يعظم مقام الربوبية من الصوفية ولكنه لايحقق مقام العبودية ومقام الأمر والنهي فهذا من الغلو يشترك فيه أهل الكلام مع أهل التصوف وإن كانوا لايتصانعون على منهج واحد لكن بينهم اشتراك من هذا الوجه . ويقابلهم في المتكلمين من يغلو في باب الأمر والنهي ويقصر في تحقيق مقام الربوبية كطريقة المعتزلة الذين قالوا إن الله لم يرد ولم يشأ أفعال العباد وإن كانوا يقولون إن الله علم ماكان وماسيكون وعلم أفعال العباد فهذا مماتقر به المعتزلة وجميع أهل القبلة . إنما نازعوا في خلق أفعال العباد ومشيئة الله لها وإرادته لها ورأوا أنهم بذلك محققون لعدل الله سبحانه وتعالى ولهذا سموا كلامهم في هذا الباب بالعدل كما في أصولهم الخمسة جعلوا منها العدل . كماقال القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني عندما دخل على أحد السلاطين قال بعد أن سلم وفيه رجل من متكلمة المثبتة الذين يقولون بالكسب وهو الاستاذ أبو إسحاق الإسفراييني قال القاضي عبد الجبارالمعتزلي : ( سبحان من تنزه عن الفحشاء ) فأجاب عليه أبو إسحاق الاسفراييني ( سبحان من لايكون في ملكه إلا مايشاء ) فإنك إذا قلت بإن الله لم يرد أفعال العباد كأنك قلت بأنه يكون في ملكه مالايريده والله سبحانه وتعالى بالعقل والفطرة والأدلة المستفيضة لايعجره شئ في الأرض ولافي السماء . ولو أن هؤلاء وهؤلاء ممن غلا في باب الأمر والنهي أو غلا في مقام القدر انفك عن مادة الغلو لإن مادة الغلو في الحقائق الشرعية سبب كثير من الفساد بل مادة كثير من أصل الانحراف عن دين المرسلين هي من هذه المادة . ولهذا قال الله جل وعلا لأهل الكتاب ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ...) الآية فمادخل الغلو في أمر إلا أفسده ولهذا قال النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كمافي الصحيح وغيره ( هلك المتنطعون ) وجاء عن ابن مسعود قالها ثلاثاً . وإلا فإن مقام الأمر والنهي موافق لمقام القدر ولهذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بعثوا بتحقيق هذين المقامين ( مقام الجمع بين الشرع والقدر ) الإيمان بقضاء الله سبحانه وتقديره مع الإيمان بأمره ونهيه سبحانه وتعالى ووعده ووعيده والإيمان بحكمته في قضاءه وقدره فإن الله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة التي لايحيط العباد بها . ولهذا جاء في الصحيح عن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ( والشر ليس إليك ) وكماقال الصالحون من الجن المؤمنين ( وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ) فلم يضيفوا الشر إلى الله تعالى كما ذكر الله تعالى عنهم في القرآن لإن الشر ليس إليه كما هي أصول دين الرسل . وإنما الشر فعل العبد وظلمه وعدوانه وأما الله سبحانه وتعالى فإن الشر لايضاف إليه . ) ( د . 24) |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#27 |
|
![]() ( 23) قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( فغلاتهم يجْعَلُونَ ذَلِك مُطلقًا عَاما فيحتجون بِالْقدرِ فِي كل مَا يخالفون فِيهِ الشَّرِيعَة.وَقَول هَؤُلَاءِ شَرّ من قَول الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَهُوَ من جنس قَول الْمُشْركين الَّذين قَالُوا {لَو شَاءَ الله مَا أشركنا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حرمنا من شَيْء) وَقَالُوا[٢٠ الزخرف] {لَو شَاءَ الرَّحْمَن مَا عبدناهم} . !وَهَؤُلَاء من أعظم أهل الأَرْض تناقضا بل كل من احْتج بِالْقدرِ فَإِنَّهُ متناقض فَإِنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يُقَرّ كل آدَمِيّ على مَا يفعل فَلَا بُد إِذا ظلمه ظَالِم أَو ظلم النَّاس ظَالِم وسعى فِي الأَرْض بِالْفَسَادِ وَأخذ يسفك دِمَاء النَّاس ويستحل الْفروج وَيهْلك الْحَرْث والنسل وَنَحْو ذَلِك من أَنْوَاع الضَّرَر الَّتِي لَا قِوام للنَّاس بهَا أَن يدْفع هَذَا القدَر وَأَن يُعَاقب الظَّالِم بِمَا يكف عدوانه وعدوان أَمْثَاله فَيُقَال لَهُ: إِن كَانَ الْقدر حجَّة فدع كل أحد يفعل مَا يَشَاء بك وبغيرك وَإِن لم يكن حجَّة بَطل أصل قَوْلك: [إِن الْقدرحجَّة. وَأَصْحَاب هَذَا القَوْل الَّذين يحتجون بِالْحَقِيقَةِ الكونية لَايطردون هَذَا القَوْل وَلَا يلتزمونه وَإِنَّمَا هم يتبعُون آراءهم وأهواءهم كَمَا قَالَ فيهم بعض الْعلمَاء: أَنْت عِنْد الطَّاعَة قدَري وَعند الْمعْصِيَة جَبْري أيُّ مَذْهَب وَافق هَوَاك تمذهبت بِهِ .) ( 121) الشرح : -هذه العبارة ( شَرّ من قَول الْيَهُود وَالنَّصَارَى ) يستعلمها المصنف في كثير من تراتيبه لأحكام المقالات فلايحكم بهذا السياق وحده إذا ورد عند المصنف في موارد المعاني المختلفة والمتنوعة فهذا لايراد به التسوية أو التفضيل المطلق وإنما يراد من وجه من الوجوه . لإن في دين أهل الكتاب من البقية التي خالفتها تلك الفلسفات . - أصل تلك المعاني التي يشير إلى فسادها هي من الفلسفات الضالة التي دخلت على تاريخ المسلمين وليست من مادة نظر علمائهم أو حتى نظارهم أو حتى متكلميهم ولهذا كان عامة متكلمة المسلمين ينكرون ذلك . - كماورد عن الغزالي وغيره ممن بين فساد الفلسفة ورد عليها كما في كتابه ( تهافت الفلاسفة ) وهذا قاله في مادون ذلك من الحقائق العقلية فضلاً عما يذكره المصنفون بماتعلق بضلالات قوم فوق ذلك . ( تناقض المحتج بالقدر ) -لايوجد أحد من عقلاء بني آدم أو من مجانينهم يحتج بالقدر على حقيقة الاحتجاج بالقدر . - معنى حقيقة الاحتجاج بالقدر : حينما تقول أن قدر الله تعالى متعلق بجميع مايكون فإذا نظرنا للعبد قلت أن قدر الله متعلق بجميع أفعال العبد فمامن فعل يفعله أو يكون له ولامسبب يكون له ولاسبب يقوم به إلا هو من قدر الله . فإذا كان كذلك : فإذا ترك ماهو من الشرع محتجاً بالقدر أو وقع في ظلم أو معصية أو فساد فاحتج بالقدر على معصيته أن الله قدرها وكتبها قيل : هذا لايطرد عنده ولاعند غيره من العقلاء لإنك أذا جئته في بقية أمره لم نجد أنه يستعمل مقام القدر فلو أن شخصاً قتل ابناً له فإن القتل - وإن كان محرماً ومجرماً - لكنه وقع بقدر الله فلو شاء الله لم يقع فهل ترى أن أحداً من بنى آدم من المسلمين أو غيرهم يقبل عدواناً عليه أو على أهله أو ماله أو عرضه بحجة أن المعتدي وقع عداونه بقضاء الله ومشيئة هل سمعت أن أحداً يقبل بمثل هذا ؟ - لايتصور في العقل أن أحداً يقبله ولاحتى المجانين من بني آدم سواء كان مسلماً أو غير مسلم . -هذا يدلك أن مقام الاحتجاج بالقدر مقام ساقط وطرده يبين سقطه . فمن يحتج بالقدر على معصية الله أو ترك شي مما أمر الله به فيقال له : لاتذهب لعملك لإنه إن كان كتب الله لك الرزق فسيأتيك ولاأحد يقبل بهذا . - من أين جاء الخلل ؟ من توهم أن القدر هو المآل دون الحال . - الحق الذي تقتضيه الفطرة ودليل العقل فضلاً عن المستفيض المتواتر المجمع عليه في دليل الشرع أن القدر متعلق بكل شئ ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) فلايعزب عن علم الله تعالى مثقال ذرة لافي الأرض ولافي السماء . - ماشاء العباد شيئاً في أحوالهم العامة أوالخاصة في البر أو غيره إلا والله سبحانه مهيمن على خلقه بمشيئته العامة ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) ولهذا لم يحتج بالقدر على الإطلاق والإطباق أحد من بني آدم لامن المسلمين ولامن غيرهم لامن عقلائهم ولامن مجانينهم . لإن هذا فرط مناقضة للعقل لم يستعمله حتى المجنون لإن فيه بقية من عقل وإنما ذهل أو جن أو تخبطه شيطان . - المقصود أن اسقاط الاحتجاج بالقدر على معصية الله يكفي في إسقاطه طرده فإذا طردته بان بأنه لايستقيم على أي وجه . -حقيقة الاحتجاج بالقدر أنه ليس حجة عقلية بل هو تزيين محض من الشيطان مثل مازين لبعض الناس ذلك الأمر الفاسد هو قتل الأولاد ولكن لما كان قتل الأولاد فساد ظاهر مادياً أعرضت عنه النفوس إلا من شذ . -لما كان موضوع القدر من المواضيع العلمية في النفوس والعقول صار الشيطان يستعمل فيه مع بعض من ضعفت نفسه وداخله وسواس من الشيطان فربما ابتلاه بهذه القضية حتى اشتبهت عليه . -مع أنها في الحقيقة ليست من المشتبهات التي تحتاج إلى أوجه لدفع الشبهة فيها . - لإنها أصلا لاشبهة فيها تقوى إلى درجة الإشكال الذي يحتاج دفع وإنما هي قضية وهمية شيطانية . -لهذا لم يكن الاحتجاج بالقدر مذهباً نظرياً لأحد من أهل العلم والنظر لامن هذه الأمة ولامن غيرها . -حتى المشركون لم يقولوا ماقالوه على جهة الترتيب العلمي وإنما قالوه مكابرة ولهذا سماه الله تكذيباً (ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا) ----------------- الشرط الخامس ( د 34 ) |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#28 | |
|
![]() (24) قال الشيخ رحمه الله : (بل كل من احتج بالقدر فهو متناقض ...) - نقول إذا طرد انكشف أنه وهم من الشيطان وليس أنه قضية نظرية تحتاج إلى أجوبة مفصلة ومحاورة فالإتيان عليه من أساسه كما قال الله تعالى لإن الحق يأتي لإزالة أصول الباطل . -دائماً الباطل لايلاقي الحق بوجه من الوجوه . ( ويقال لم احتج بالقدر إن كان القدر حجة فدع كل أحد يفعل مايشاء بك أو بغيرك ...) وهذا لايقوله أحد من بني آدم لامن المسلمين أو غيرهم ولامن العقلاء ولا المجانين بل مبدأ المدافعة وتمييز العدل من الظلم وتمييز الصحيح من الخطأ كامن في نفوس الناس وفطرهم فيما يحتاجون إليه في شؤونهم الخاصة . - ذكر أصحاب هذه المقالة لإنهم متناقضون ( الذين يحتجون بالحقيقة الكونية أي يحتجون بالقدر ) فهم لايطردون هذا القول ولايلتزمونه فلم يطرده أحد من بني آدم فلما صار طرده ممتنعاً علم أن أصله ممتنع لإن الحكم على الكل يرجع بالحكم على الجزء . - من يرى ارتفاع الأمر والنهي عمن شهد الحقيقة الكونية( أن الله هو المتصرف فيه كما يحرك سائر المتحركات ) قول غلاة انتسبوا للتصوف وهم شذاذ في هذه المادة الذين أسقطوا بعض مقامات الشريعة عن أنفسهم بأنهم من خاصة الخاصة وأن لهم عبادة سراً بينهم وبين الله ليست كعبادات المسلمين كالصلاة وقيام الليل والصيام المشروع . فلهم عبادات من السر الذي لم يتحدث به الرسول صلى الله عليه وسلم ولاذكره القرآن وربما يدعون أن القرآن ذكره فيأخذون ذلك في جمل من سياق الآيات مثل قوله تعالى( فاخلع نعليك ) فيقولون خلع النعلين سر من العبادة ويجعلون لها أوصافاً مخترعة من عند أنفسهم فهذا خطاً في تفسير الآية من أصله وخطأ في ترتيب العبادات من أصله لإن العبادات لايرتبها إلا الشارع ( شرع لكم من الدين ماوصى به نوحاً ..) الآية ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ...) الآية فالأنبياء يتبعون ماأمرهم الله به والتشريع هو حق لله سبحانه وتعالى لاشريك له . - قد يوهمون العامة بشبهات اختصوا بها من أحوالهم وضلالهم وبطلانهم ويدعون أن طريقتهم هي ما كان عليه الخضر وهذه طريقة باطلة فإن الخضر كان متبعاً لما أنزل الله سبحانه وتعالى ولم يكن نبياً وموسى عليه السلام رسول الله وصارت بينهم المصاحبة المذكورة في سورة الكهف وهو أفضل عند الله من الخضر وفي حكم الله وهو من أئمة الرسل وأولي العزم ولهذا لماذكر الشفاعة في مقامهما الأعظم جاء الناس لآدم ثم لنوح ثم لإبراهيم ثم لموسى كليم الله ثم جاء لعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ثم لمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الخضر في هذا المقام فهو من المسلمين المتبعين للأنبياء وجعل الله له فضلاً في العلم وفضلاً في الرحمة -وهذا غاية أمره -فهو رجل من الصالحين آتاه الله علماً رحمه فقه بها دين الله الذي أتبعه من اتبعه من الأنبياء . لكن مقام موسى عليه الصلاة والسلام في العلم والفضل أبلغ من مقام الخضر بإجماع العلماء . - الخضر لم يفعل ما فعل لإنه سقط عنه التكليف عن اجتهاد أو سلوك أو حال فقد اخبر الله عنه ( ما فعلته عن أمري ) ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغلام الذي قتل الخضر طبع كافرأ . - إذا أبطلت هذه الطرق المبتدعة في الإسلام فهذا لا يعني أن تحقيق الولاية مما لايتفاضل العباد فيه بل العباد متفاضلون في تحقيق العلم بالله وفي تحقيق عبوديته وفي الاستجابة لأمره ولهذا كان أئمتهم من الصحابة بعد الأنبياء وكالحواريون أتباع عيسى بن مريم وأمثال هؤلاء قد آتاهم الفقه في الدين والصدق في العبادة وتحقيق العلم بالله وربوبيته وبإلهيته وأسمائه وصفاته وهذه مقامات يتفاضل بها العباد تفاضلاً بالغاً لايحيط به إلا الله تعالى . ولهذا ماكان الصديق رضي الله عنه كان على مقام من العلم بالله ومعرفة حق الله وخضوع قلبه وخشوعه لله وهذه الأعمال لا يحيط بها الناس ولهذا قال طائفة من السلف وورد عن الحسن البصري ( ما سبقهم أبوبكر بكثرة صيام ولاصلاة ...) التفضيل ليس للأمر العبادي الظاهر -وإن كان هذا مما يفضل به- لإن ليس في الشريعة الأمر الظاهر المجرد ولكن كان له من مقام من أحوال النفوس والقلب فقد خضع وأخبت قلبه لله فالصديق هو أعظم هذه الأمة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم خضوعاً وخشوعاً لله -ابطال هذه الطرق المبتدعة المتكلفة التي أوجدت تمانعاً بين حقائق الشريعة من حقائق الربوبية وحقائق الألوهية حتى نقصت أحد المقامين بوجه من النقص باسم دليل العقل تارة وباسم الأحوال والتصوف تارة فهذه الطرق الباطلة لا تغلق مقام الحقيقة الشرعية والفضل الذي فضل الله به أوليائه على غيرهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء بمايؤتي العبد من العلم والإيمان واليقين والصدق والبر التي لا يحيط بها إلا الله وجاءت الشريعة بأن هذه الأمة متفاضلة حتى الرسل متفاضلون ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) وإن كان نهينا عن الاشتغال بالتفضيل فقد فضلهم الله بمقامات ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول في مقام الشفاعة ( ثم يفتح الله علي بمحامد شيئاً ) فهذا أحد مقامات العبودية وهو تحقيق الثناء على الله ويفتح على العبد في مقام الصلاة والاستغفار ويفتح في مقام التذلل لله عزوجل وغيره . ( نهاية الشريط الخامس ) |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#29 |
|
![]() (25) قال الشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله : (وقد يقولون - يعني هؤلاء الذين يسقطون التكاليف عن طائفة دون طائفة - من شهد الإرادة سقط عنه التكليف ويزعم أحدهم أن الخضر سقط عنه التكليف لشهوده الإرادة) - بين الشيخ رحمه الله أوجهاً كثيرة من السقط والخلل في طرق السلوك والعبادة التي دخلت على كثير من المسلمين وإن كانت هذه الأوجه والخلل على درجات . - النظر في كلام الشيخ سواء في هذه الرسالة أو غيرها يجب أن يضبط سياق كلامه على مقصوده وعلى ما يقتضيه سياق الكلام بعامة . -يتكلم عن الصوفية والتصوف هو منهج اتخذ في العبادة وظهر قديماً في تاريخ المسلمين في عصر التابعين ثم صار يضاف إليه كثير من المنتسبين للزهد والعبادة ونسب إليه من ليس منتسباً إليه ونسب إليه من انتسب إليه وتسمى به ولكنه لايختص به . ونسب إليه من انتسب إليه وتمسك باستمساكه وصار هو الهجيراء التي يقولها ويرددها ويرى مشكاة الشريعة منها . هذه ثلاث درجات من حيث الانتساب : 1) نسب للتصوف من لم يسم نفسه صوفياً فتجدهم في كتب الصوفية يسمون الفضيل بن عياض أو سهل التستري او من هو أشهر في الفقه والعلم كالحسن البصري ونحو هؤلاء صوفية وهؤلاء ما سمو أنفسهم بالتصوف البتة ولا ينسبون إليه لإن لا يؤتي زيادة . - ولهذا لما تكلموا في سببه لم يجدوا سبباً زائداً عن الأسباب الشرعية إذا ما قُدر سببه معنى مناسب للشريعة أما إذا قُدر سببه من المعاني التي لاتلائم الشريعة فهذا يقتضي فيه خلاف ذلك . حتى لو قدر أنه من الصفاء - كما يقدر كثير من الصوفية والناظرين في التصوف -ومن الزكاء فالكلمات التي جاءت في كتاب الله أبلغ في تحقيق هذا المعنى وهو تزكية النفس وهو أبلغ من صفائها لا يدل على الملاء بخلاف التزكية فهي تدل على الملاء بالخير . ولهذا شرع الله التزكية ( قد أفلح من زكاها ) ( ولكن الله يزكي من شاء ) فالتزكية شعيرة من شعائر الإسلام وهدي من هدي المرسلين ولما دعا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام - هذا الأمة قال ( ويزكيهم ) التزكية هي الاسم الأشرف وهوأبلغ في المعنى والدلالة من اسم الصفاء . -فضلاً عن كون التصوف لا ينتسب إلى الصفاء بموجب قواعد اللغة ولاحتى بموجب أسباب الشريعة . -إذا قدرله المعنى الفاضل -الصفاء - قيل ما جاء في أسماء الشريعة كالتزكية والتقوى والصلاح ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))؛ متفق عليه فهذه الأسماء أبلغ في الدلالات وفي تحقيق المقصود وفي القرب من الله وفي ولاية الله وفي اصطفاء الله إلى غير ذلك . بخلاف غير هذا الاسم فماعرف حتى في قدماء الأمم من أتباع الأنبياء لافي موسى ولاعيسى عليهم الصلاة والسلام ولافي أتباع عيسى من الحواريين رضي الله عنهم فماعرف فيهم هذا الاسم . -وإن كان بعض الناظرين ولاسيما من المستشرقين أو بعض الباحثين من غيرهم يجعلون لذلك أصلاً سابقاً ولو قدر أن هذا الأصل كان كذلك لم يكن في شريعتنا كذلك . - الأسماء الشرعية دائماً أبلغ من الأسماء الجائزة فمن باب أولى الأسماء المتردد في صحتها فمن باب أولى في الأسماء المشكلة والمؤاخذة . |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#30 |
|
![]() (26) - كلمات الشريعة دائماً في أسمائها وكلماتها أبلغ وهذا برهانه قطعي في الدين والعقل لإنها هي الأسماء التي ذكرها الله سبحانه وتعالى ( ومن أصدق من الله قيلاً ) وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى وأوتي جوامع الكلم . - بعض الأسماء وأن جاز لكن جوازه لايزيد عن كونه جائزاً ولايوجد فيه من البلاغة والاقتضاء والديانة والدلالة مافي الأسماء والكلمات الشرعية . - القسم الأول هم الذين نسبوا في بعض كتب الصوفية ولم ينتسبوا وليس الإشكال في النسبة ! الإشكال حين ينسب مثلاً الحسن البصري للتصوف أو الفضيل ولايقف الأمر عند ذلك بل تذكر عنهم كلمات كثيرة مقطوعة عن الأسانيد فهي ليست على معيار الأسانيد المعروفة في علم الحديث ورواية الإسانيد الموصولة التي يعتبر بمثلها . فتجد كثيراً من الكتب تملأ بكلمات تنسب لابراهيم النخعي او للحسن أو لسهل بن عبد الله أو الفضيل وهي كلمات بعضها محل مؤاخذة فهذا لايكون له برهان . (2) القسم الثاني من المتصوفة : قوم انتسبوا للتصوف وأجازوا هذا الاسم لما صاحب حالهم من الاجتهاد في تسويغ هذا الاسم وجوازه لكنهم لم يختصوا به على سبيل الانقطاع عن أسماء الشريعة والتسمي به أو الإظهار به أو الاختصاص عن جمهور المسلمين . وهؤلاء خلق ومنهم الحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله والجنيد بن محمد رحمه الله فهؤلاء ينتسبون للتصوف ولكنهم لايختصون بهذا الاسم عن غيره من الأسماء ويعظمون الأسماء الشرعية أعظم من تعظيمهم لهذا الاسم ولايباينون جمهور المسلمين بهذا الاسم وهؤلاء مقتصدة الصوفية . (3) وهناك نوع ثالث ينتسبون للتصوف ويبالغون في الاختصاص به وفي التحيز به والتسمي به . فيتحيزون به عن جمهور المسلمين ويجعلون أهل الطاعة وأهل الولاية والعلم أو خلاصة المسلمين فيمن كان أتى طريقتهم . - وهؤلاء لما كان طريقهم ليس محكماً على قواعد الشريعة وتركوا ماشرع الله -سبحانه وتعالى- من اجتماع المسلمين واعتصام المؤمنين بحبل الله جميعاً وأن لايتفرقوا شيعاً فأصابهم نقص في اتباعهم واقتدائهم -وإن كانوا لم يقعوا في أصل المفارقة لإنهم من أهل القبلة والإسلام ولاشك . فصاروا شيعاً وطوائف بسبب نقص اتباعهم واقتدائهم . - كل من نقص في قواعد الاتباع وتحيز بخاصته وبطائفته عن قواعد الاتباع الشرعية صار ذلك موجباً لتفرقه ولهذا صارت الصوفية ليست وجهاً واحداً بل صاروا درجات شتى . -مثل ذلك حصل في طوائف المتكلمين لما اختصوا بهذا الاسم وامتازوا به جمهور المسلمين صار على هذه الحال من التفرق . -لم يدخل ذلك التفرق على أصحاب السنة وأصحاب الهدي الذي اقتدوا بهدي الصحابة -رضي الله عنهم - وغالب مايقع في هؤلاء - أتباع السنة والجماعة - أن يقع في بعضهم قدر من الزيادة في القول أو الخطأ في القول أو الغلو في تقرير بعض المسائل فهذا يعرض لبعض الأعيان ولاسيما في المتأخرين وهي حال عارضة . - لكنك إذا جئت الى السواد الأعظم لاتجدهم مشارب فالصحابة رضي الله عنهم وهم أصل هذه الطريقة - طريقة السنة والجماعة - الذين شرع الله اتباعهم ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) لاتجد أنهم متفرقون بل هم معتصمون بحبل الله وإن كانوا يختلفون في فروع الدين لكنهم في أصوله وقواعد الاتباع ومنهج الاستدلال هم على مادة واحدة . وهذا شأن القرون الثلاثة الفاضلة الذين اقتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم . - وإن كان في هذه القرون من شذ عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد ظهرت الخوارج في خلافة علي ابن ابي طالب وظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة بعد عصر الخلفاء الراشدين وظهر بعد ذلك جمل وألوان من البدع وظهر التصوف . - التصوف ليس درجة واحدة لامن حيث الانتساب ولامن حيث الحقائق والأحوال والمعاني التي تذكر في كلام الصوفية لإن الله تعالى أوجب العدل والقسط ( إن الله يأمر بالعدل ) فلايصح أن يذكر التصوف على أنه على وجه واحد من الغلو . - بالمقابل لايصح أن يذكر التصوف على أنه على وجه واحد من الاقتصاد فقد وقع في التصوف غلو ووقع اقتصاد . - لايعني كون المتصوف مقتصداً أن يكون صواباً ولابد ولكن يعني أنه لم يكن مبايناً لأصول السنة والجماعة ولهذا يذكر المصنف في كلامه رحمه الله مقتصدة الصوفية أو فضلاء الصوفية أو صوفية أهل الحديث في بعض السياقات التي يذكرها طائفة من أهل العلم ولايقصدون بها الموافقة المطلقة . - إنما المقصود أنهم ليسوا من أهل الغلو وليسوا مباينين للأصول وهذا يضاف لمقتصدة الصوفية الفضلاء كالحارث بن أسد المحاسبي وأمثاله ولهذا كان للإمام أحمد مؤاخذة عليه وكان له بعض الثناء عليه لإن الحارث صاحب التصانيف في التصوف كان من العباد والصالحين ويرجى أن يكون من أولياء الله سبحانه وتعالى ولكنه أخطأ في مقامات التصوف أو غيره . |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح العقيدة الطحاوية ... الشيخ يوسف الغفيص | السليماني | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 3 | 04-10-2025 09:44 AM |
أسباب العصمة من الفتن ... الشيخ يوسف الغفيص | السليماني | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 5 | 08-05-2023 10:15 PM |
الاستقامة لابن تيمية كتاب تقلب صفحاته بنفسك | عادل محمد | ملتقى الكتب الإسلامية | 2 | 04-19-2017 11:30 AM |
فوائد مختارة من كتاب الوابل الصيب لابن القيم | ابو عبد الرحمن | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 16 | 05-16-2012 10:52 AM |
|