الضرة النافعة الضارة !

أتدرون ما الضرة التي يقيم عندها الزوج بعقد زواج خاص و بحياة زوجية تختلف قليلا أو كثيرا عن الحياة الزوجية المعهودة ؟ .. تلك الضرة التي لم يتطلب بناؤه بها لا حفل زواج و لا إقامة وليمة .. و التي تسلب اللب و تأخذ بمجامع القلب من أول وهلة يجلس إليها الزوج .. لما تتمتع به من جمال آسر و دلال و غنج .. و التي باختصار شديد يجد عندها ما لا يجده عند زوجته الأ خرى من لذائذ الطعام و أصناف المشهيات و مختلف العطور ، حتى إنه من كثرة ما تشغله به من المذاقات المتعددة و الروائح الجذابة تنسيه في غمرة الوقت زوجته الأخرى و أبناءه ، و قد يهمل بعض الواجبات و يغفل عن بعض الضروريات .. و تتسرب الغيرة إلى قلب الزوجة الأخرى وأحيانا حتى إلى الأبناء .. و قد تحدث المشاكل و تتوتر العلاقات .
كل هذا بسبب الضرة التي قد يعاشرها الزوج بحضور زوجته الأخرى و بوجود الأبناء و هي مستسلمة راضية ، لا تأبه لغضب الغاضبين و لا تهتم لسباب الشاتمين .. و الزوج حائر بين هذه و تلك لا يدري ما يفعل .. واحدة تجذبه جذبا كالمغناطيس بأسلوبها الصامت الناطق الذي يسهبه و لا يستطيع به بعادا عنها ، و الأخرى توجع رأسه بطريقتها الساخطة الصاخبة التي تجعله أحيانا ينفر منها و يتجنب مواجهتها .
أظنكم أدركتم الآن جيدا من هي الضرة التي جعلتني أخط لكم هذه الخواطر ، و أهيل عليها كل هذه الأوصاف الإيجابية السلبية .. إنها فاتنة العصر و شاغلة الفكر : النت ، و ما أدراك ما النت .. التي أسأل الله تعالى أن ينفعنا ببركاتها ، و يقينا شر سيئاتها !