المناسبات | |
|
|
|
01-27-2013, 10:13 PM | #1 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بيت السعادة
بيت السعادة قال تعالى: {والله جعل لكم من بيوتكم سكنًا} [النحل: 80] . نعم، صدقت يا ربنا، فالبيت سكن واستقرار، وراحة واطمئنان، وأمان وسكينة؛ فيه نعيش، وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء، وهو مأوانا بعد دأب النهار وتعبه. وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته، فأولى بالإنسان أن يكون بيته مقر سعادته ومصدر سروره. والبيت ليس مجرد جدران وأثاث ومفروشات، بل هو المحراب والمعهد، ومكان الأنس والراحة، يعمره الزوجان بالمحبة والمودة، وتظلله السكينة والهدوء والاستقرار. وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي النفسي، فتتكامل صورته وتتوازن أركانه، فكما جعل اللَّه البيوت سكنًا لكل زوجين، فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم : 21]. وهكذا يكون الزواج سكنًا، وتكون البيوت سكنًا، نعمةً من اللَّه، وجب شكرها وصونها والحفاظ عليها. وقد يتساءل بعضنا: لماذا البيت المسلم؟ وهل هناك فرق بين بيت مسلم وبيت غير مسلم؟ لا شك في أن البيت المسلم يختلف عن غيره، فأهله يحملون في صدورهم عقيدة جليلة، تملأ قلوبهم بنور الإيمان، وتَظْهَرُ ظلالُها في كل جوانب حياتهم، فالمسلم يجب أن يكون قرآنًا يمشي بين الناس، كما كان خلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لذا فإن بيته يجب أن تنطق أركانه وأثاثاته وطريقة تنظيمه بإسلام صاحبه. وقد يكون البيت المسلم كوخًا متواضعًا، وقد يكون قصرًا مشيدًا، وفي هذا وذاك تجد الرضا والشكر والقناعة، والعيش في ظلال القرآن الكريم والسنة الشريفة، فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة الأثاث ولا بغلاء المفروشات، وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة ونفوسهم المطمئنة ، ذلك لأنهم رضوا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً. وقد كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للبيت الإسلامي، وعلى الرغم من صغر حجمها، وتواضع بنائها، فإنها امتلأت بالسعادة والهناء، وظلت المثل الأعلى لبيوت الصحابة -رضوان الله عليهم- ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك. ولقد قامت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على طاعة الله ورضاه، فكانت الصورة المثلى للبيت الإسلامي الحقيقي، قال تعالى: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين}_[التوبة: 109]. وكانت بيوته صلى الله عليه وسلم متواضعة على قدر حاجته، بسيطة على قدر معيشته، إلا أنها ملئت سعادة، وتمثل فيها رضا أهلها بقَدر الله ورزقه، وإيمانهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) [الترمذي وابن ماجه]. وارتبطت بيوته صلى الله عليه وسلم بالعبادة والطاعة لله، وتمثل فيها التواضع والبساطة والزهد في متاع الحياة الدنيا، فقد كانت بيوته صلى الله عليه وسلم كلها حول المسجد، بعضها من جريد مُغَطى بالطين، وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض، مُسقَّفة بجريد النخل. وكان بيت أم المؤمنين عائشة -أحب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة- حجرة واحدة من اللَّبِن (الطوب النيِّئ) والطين، مُلحَقًا بها حجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر (جمع مسح: وهو كساء من الشعر)، وكان بمصراع واحد من خشب، وسقفه منخفض كسائر بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أثاثه بسيطًا: سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف، عليه وسادة من جلد حشوها ليف، وقربة للماء، وآنية من فخار لطعامه ووضوئه صلى الله عليه وسلم. وارتسمت البساطة والقناعة -أيضًا- في بيوت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان جهاز ابنته فاطمة وهي تزف إلى علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- خميلة (ثوب من قطيفة)، ووسادة من أدم (جلد) حشوها ليف، ورحا، وسقاء، وجرتين.. ذلك هو جهاز سيدة نساء أهل الجنة وكريمة سيد الأنبياء، ومن هذا نعلم أن بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت نموذجًا للبيت الإسلامي. وإن كانت حال بيوت النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما ذكرنا، فلا يعني هذا أن الإسلام يحول بين أن ينعم الإنسان ببيت رحب جميل، بل يرى الإسلام أن هذا رزق من الله للإنسان ونعمة منه وفضل، فالله تعالى يقول: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} [الأعراف: 32]. ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء)_[الحاكم]. وعلى الإنسان أن يحسن استغلال هذا النعيم؛ لأنه سيُسأل عنه يوم القيامة، قال تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم} _[التكاثر: 8]. والأسرة المسلمة شأنها شأن غيرها من البشر، تميل إلى أن يكون بيتها من خير البيوت سعة وجمالاً، ومملوءًا بالنعم والخيرات، قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}. [آل عمران: 14]. والأسرة المسلمة تعلم أن السعادة الحقيقية في أن تجعل من بيتها -صغر أو كبر- جنة عامرة بالإيمان، هانئة بالقناعة، ترفرف عليها الطمأنينة والسكينة، ويتنسَّم أفرادها الأدب الرفيع والسلوك القويم، وهي في كل أحوالها تدرك أن ما هي فيه نعمة من نعم الله التي تستوجب الشكر، فشكر النعمة ينميها ويزكيها ويزيدها، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7]. والأسرة المسلمة لا تتخذ من نعم الله عليها مجالا للكبر والتعالي على الآخرين، بل تُظْهر فضل الله عليها ونعمه؛ استجابة لقوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11]، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (ن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) _[الترمذي والحاكم]. وعلى الأسرة المسلمة ألا تنشغل بنعيم الدنيا عن طاعة الله، وألا يكون بيتها في الدنيا هو همها الأكبر، الذي يحول بينها وبين العمل لبيتها في الجنة -إن شاء الله-، وفي ذلك يقول الشاعر : لا دارَ للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كـان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخـير طاب مسكنه وإن بنـاها بشر خـــاب بانيهــا ولقد مر الإمام علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- على رجل يبني بيتًا، فقال له: قد كنت ميتًا فصرت حيـًّا وعن قليل تصير ميـــتا تبني لدار الفناء بيتــــًا فابنِ لدار البقاء بـــيتا فهنيئًا للأسرة المسلمة إذا جعلت الدنيا في يدها لا في قلبها، وهنيئًا لها إذا وظَّفت كل ما حولها توظيفًا صحيحًا، وجعلته مُعينًا لها على طاعة الله -عز وجل- فهي تعمل بالحكمة القائلة: (عمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)_[ابن المبارك]. والحديث عن البيت المسلم ومكوناته وأثاثه، وغير ذلك، لا يعنى -بالضرورة- أن تجتمع هذه الصفات في كل بيت مسلم، ولكنها صورة مُثْلَى نسأل الله -سبحانه- أن يحققها لكل مسلم على ظهر هذه الأرض. وجوهر الأمر ليس في جدران البيت وأثاثه بقدر ما هو فيمن يسكنون هذا البيت، وعلى هذا، فكل فرد من أفراد الأسرة يستطيع أن يحقق السعادة والهناء لأهل بيته بأقل شيء عنده، والمؤمن كيِّس فَطِنٌ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني)._[أحمد والترمذي وابن ماجه]. اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-28-2013, 12:45 AM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي الفاضلة ام همام على الموضوع القيم والجهد الطيب وجعله في ميزان حسناتك نسأل الله ان يرزق المسلمين جميعا بيوتا مطمئنة كلها مودة ورحمة اللهم آمين جعلنا الله واياك من اهل الجنة غاليتي |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-29-2013, 12:03 AM | #3 | |||
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
وبارك الله فيك ورزقك ربي السعادة سرمدا اختي العزيزة |
|||
من مواضيعي في الملتقى
|
||||
01-28-2013, 08:32 PM | #4 |
|
كـــــــــلام رائــــــــــــــــــــــــع
يستحق القراءة ,, بارك الله فيك اختي الكريمة على جميل ما نقلت و جزاك الله عنا كل خير |
من مواضيعي في الملتقى
|
|
01-29-2013, 12:04 AM | #5 | |||
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
جزاك ربي كل هو خير لك في الدنيا والاخرة غاليتي |
|||
من مواضيعي في الملتقى
|
||||
10-28-2024, 05:48 PM | #6 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
📚 السور التي تقال في صلاة الوتر ، والذكر بعد التسليم
كانَ رسولُ اللَّهِ يقرأُ في الوترِ ب {سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى} وفي الرَّكعةِ الثَّانيةِ ب {قل يا أيُّها الكافرونَ} وفي الثَّالثةِ ب {قل هوَ اللَّهُ أحدٌ} ، ولا يسلِّمُ إلَّا في آخرِهنَّ ، ويقولُ يعني بعدَ التَّسليمِ (سبحانَ الملِك القدُّوسِ) ثلاثًا. #الراوي : أبي بن كعب #المحدث : الألباني #المصدر : صحيح النسائي خلاصة حكم المحدث : #صحيح 📘 #شـرح_الـحـديـث 🖌 في هذا الحَديثِ بيانُ هديِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في صَلاةِ الوِترِ ، حيثُ يقولُ أُبَيُّ بنُ كعبٍ رَضِي اللهُ عَنه : ● "كان رسولُ اللهِ يقرَأُ في الوِتْرِ" ، أي : في الثَّلاثِ ركَعاتٍ الأخيرةِ مِن صلاةِ اللَّيلِ ، بـ : "سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأَعْلى" ، أي : بسورةِ الأَعْلى في الرَّكعةِ الأُولى. ● "وفي الرَّكعةِ الثَّانيةِ : بـ "قُلْ يا أيُّها الكافرونَ" ، أي : بسورةِ الكافرونَ. ● "وفي الثَّالثةِ" ، أي : الأخيرةِ ، بـ "قُلْ هو اللهُ أحَدٌ" ، أي : بسورةِ الإخلاصِ. ● "ولا يُسلِّمُ إلَّا في آخِرِهنَّ" ، أي : ولم يَفصِلْ بين الرَّكعتينِ الأُوليَيْنِ وبين الثَّالثةِ بتسليمٍ أو تشهُّدٍ ، كما في رواياتٍ أُخرى. ● "ويقولُ- يعني بعدَ التَّسليمِ" ، أي : وكان مِن ذِكرِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بعدَ التَّسليمِ مِن الوِتْرِ ، "سُبحانَ الملِكِ القُدُّوسِ- ثلاثًا-" ، أي : يقولُها ثلاثَ مرَّاتٍ. □ والقُدُّوسُ : هو المُطهَّرُ والمُنزَّهُ عن كلِّ ما لا يَليقُ باللهِ سُبحانَه وتعالى. ● وفي روايةٍ أخرى : "يُطيلُ في آخِرِهنَّ" ، أي : يُطيلُ النُّطقَ في آخرِ مرَّةٍ بقولِه : سُبحانَ الملِكِ القُدُّوسِ. #وفي_الحديث : ¤ بيانُ الذِّكرِ الذي يُقالُ بَعدَ صَلاةِ الوِتْرِ. ¤ وفيه : إثباتُ اسمِ (الملِك) واسمِ (القُدُّوس) للهِ عزَّ وجلَّ . 📚 #الموسوعة_الحديثية 📚 |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مفاتيح السعادة | آمال | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 3 | 08-12-2016 06:48 PM |
سر السعادة الزوجية | شمائل | ملتقى الأسرة المسلمة | 2 | 01-29-2013 09:59 PM |
~ السعادة الحقيقية ~ | المؤمنة بالله | ملتقى الأسرة المسلمة | 2 | 09-23-2012 01:14 PM |
أتريد السعادة حقا؟؟؟ | ابو عبد الله | ملتقى فيض القلم | 9 | 02-01-2012 11:52 PM |
أين طريق السعادة ؟ | almojahed | ملتقى الأسرة المسلمة | 2 | 01-15-2012 10:27 AM |
|