📩 *⇦تابع- القاعدة الخمسون*:
💡 إذا تأمَّلنا هذا الإطلاق في هذه القاعدة: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ أدركت أنها آية تتجاوز في هدايتها حدود الزمان والمكان، وتتجاوز كل الأنظمة والقوانين التي كانت قائمة أو التي ستقوم بعد ذلك!
📍إنها قاعدة تقطع الطريق على جميع المنهزمين والمتخاذلين من أهل الإسلام أو المنتسبين له، أو من الزنادقة، الذين يظنون -لجهلهم- أن هذا القرآن إنما هو كتاب رقائق ومواعظ، ويعالج قضايا محدودة من الأحكام! أما القضايا الكبرى، كقضايا السياسة، والعلاقات الدولية، ونحوها، فإن القرآن ليس فيه ما يشفي في علاج هذه القضايا!!
⚠️ وهذا الكلام -فضلًا عن كونه خطيرًا وقد يؤدي إلى الكفر- فإنه سوء أدب مع الله! ذلك أن ربنا -وهو العليم الخبير- يعلم حين أنزل القرآن أن العباد سيُقبلون على متغيرات كثيرة، وانفتاح، وعلاقات، ومستجدات، فلم يتركهم هملًا، بل حفظ لهم هذا القرآن ليرجعوا إلى هداياته، وحفظ لهم سنة نبيه ﷺ لتكون شارحةً لما أجمل من قواعد القرآن، بل وجعل في السنة أحكامًا مستقلة، فمن أراد الهداية وجدها فيهما، ومن كان في عينيه عشى، أو في قلبه عمى، فلْيَتَّهم نفسه، ولا يرميَنَّ نصوص الوحي بالنقص والقصور!
🚩 وبعد: -أيها القارئ- فهذه هي القاعدة المتممة للخمسين، وبها ينتهي كلامنا على جملة من القواعد التي تضمنها كتاب الله العظيم، وتسليط الضوء على تلك القواعد، وإبراز بعض ما تضمنته من هدايات وتوجيهات ربانية، ومحاولة تنزيلها على واقع الناس؛
💡 لأن من أجلى صور عظمة القرآن: هو تجدد معانيه بتجدد أحوال الناس؛ ليبقى هاديًا ومقيمًا لمن أراد الله هدايته واستقامته، ولهذا السبب -أيضًا- ختمت بذكر هذه القاعدة ليزداد يقين الإنسان -في ضوء ما تقدم ذكره من قواعد قرآنية- من أن هذا القرآن حقًّا ويقينًا يهدي للتي هي أقوم.
"من كتاب "قواعد قرآنية" - أ.د.عمر المقبل (باختصار)".
|