استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ الثقــــــافـــة و الأدب ۩ > ملتقى فيض القلم
ملتقى فيض القلم يهتم بجميع فنون الأدب من شعر و نثر وحكم وأمثال وقصص واقعية
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-17-2012, 10:29 AM   #1
مشرف ملتقى اللغة العربية


الصورة الرمزية أبو ريم ورحمة
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 139

أبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond repute

افتراضي دمـعةٌ على ( مـريم )!

      



دمـعةٌ على ( مـريم )!

أبو سليمان الشامي

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه.
وبعد.
إخوتي الأفاضل هذه قصة سطرها صديق لي، وطلب مني أن أذيعها للناس رجاء العظة والعبرة، أسأل الله بها النفع والقبول.

دمعة على مريم!
هذه الحادثة فيها الشجن والحزن، وفيها الألم والأمل، وفيها الخطيئة والتوبة، والخاتمة السيئة والحسنة، سطرتها راجيا أن تكون عبرة لأولي الأبصار .
تبدأ القصة بفتيات ثلاث جمعهن اللهو واللعب وفراغ الوقت والبال، فتعاقدن وتعاهدن أن يوقِعوا في حبال صيدهن الشبابَ الصالحين، وذلك بعد أن ملّوا العبث بغيرهم ممن يسعى خلفهم ويلهث؛ ولمَّا رأوا صرامة الشاب الملتزم وعفافه .. زاد ذلك رغبة فيهن أن ينصبن له الشباك ..

كانت كبيرتهن تسمى (نائلة) وثانيتهن (مريم).

ما إن تخرجوا من الثانوية، ودخلوا في الجامعة؛ حتى زاد إغرائُهن وزادت فتنتهن، فقد كنّ مضرب المثل في الجمال والدلال، والشيطان يستشرف للمرأة إذا خرجت، ويزينُها ويجمِّلُها فكيف إن كانت كذلك في أصل خلقتها، بل كانت إحداهن إن مشت في الشارع تتطاير لها القلوب والأبصار، وتفوح منهن رائحة العطر التي تخرق الصدور قبل الأنوف.
لم يكن ليفعلن الفاحشة – عياذا بالله-، وإنما شأنهن شأن كثير من فتيات المسلمين حبُّ العبث واللعب وملئ الوقت، وذلك أن النفس عندما تفرُغ من مهمات الأمور، وتغفَل عن ما خلقت من أجله تَتْــبع هواها وتعبده.
أرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟ّ! أرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون؟

هؤلاء الفتيات الثلاث وإن كن ثلاثا إلا أن (نائلة) كانت تُدبّر أمر غيرهن من الفتيات، ولكن قصتنا مع اثنتين نائلة ومريم .
كان في جوارهن شاب ملتزم يدعى (خالدا)كان له دكان يبيع فيها ما يحتاج المرء في حياته من غذاء وغيره ..
كان هذا الشاب حافظا للقرآن تاليا له، محافظا على الصلوات، طائعا لله، خدوما للناس، يحب الخير وأهله ويسعى وراءه، شاب نشأ في طاعة الله، نحسبُهُ كذلك ولا نزكّيه على الله.
دخلْنَ عليه وهو يبيع ويشتري، وما إن انفردن به حتى لعب الشيطان ألعوبته فيهن ، وزين لهن عملهن " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا " كان هذا الشاب أعزبا وهو كأي شاب يافع في مقتبل العمر وعنفوان الشهوة.
بدأت كبيرتهن (نائلة) تبدي مفاتنها بغنج في الصوت، ودلع في الكلام، وإثارة له، وكانت (مريم) على مقربة منها.
لقد وُضع الشاب في موقف لا يحسد عليه، فأمامه جمال وإغراء، وفتاة حسناء، تقول هيت لك للصداقة!.
لقد دهش الشاب دهشا عظيما، فهؤلاء الفتياتُ الفاتنات يسعى خلفهن الشباب رجاء نظرة عطف تملئ قلبه بها، لا هن يسعين للشباب ويرتجين صحبته ...
زادت فتنتهن عليه وكبُرت، فما كان منه إلا أن نفر في وجوههن نفرة الغاضب لحرمة الله وقال :" إني أخاف الله ربّ العالمين"، وزجرهن زجرة أفزعتهن وأدخلت الرعب في قلوبهن، وقال:استحين من الله ودعْكن من فلتات الشيطان وأعوانه، وكان في حالة غضب شديدة، ولم يقف عند هذا القدر، بل هو داعية إلى الله، فأخرج لهن شريطا لأحد الدعاة، وأعطاهن إياه وقال اخرجن الآن ولا أراكن في هذا المكان .

يا الله يا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك !! ، صلى عليك الله يا يوسف الصديق ، ويا يوسف الطهر والعفاف، لقد تركت لنا قدوة حسنة، ومثالا عاليا في الطهر فأصبح الشباب الصالحون يقتدون بك ويروك إماما لهم ومثلا، لم تمُت الأمة ولم يضعُف شبابها الصالح بل هم كالجبل الأشم أمام هذا الطوفان الهائل من الفتن .
لقد ملك الاستغراب هؤلاء الفتيات، فقد خرجن من عنده بشر حال، وسقطن من أعينهن، فكيف يُفعل بنا هذا مع ما نحن عليه من الجمال والدلال ؟
ما ذا يملك الشاب هذا حتى استطاع دفع هذه الفتنة عنه ؟
وإنني أجيب فأقول: إنه يملك خوف الله وحبه، حتى أصبحتن في عينه خردلة لا تعدِل تعظيمَ الله في قلبه وخوفه رجائه .. طوبى للمؤمن المحب الخائف !.
لقد وردت عليهن أسئلة كثيرة وصرن في حيرة عظيمة .. من نحن ؟ ولماذا فعَلْن به هذا ؟ ولماذا فعل هو بنا ذلك ؟
لما ذا نحن على هذه الحياة ؟ ما هدفنا وغايتنا فيها؟ ومِن أجل مَن نُغوي ونُفتن ؟
" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين"
هل ننتظر يوم العرض على الله حتى يتبرأ منها هذا المرجوم يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟ أم نخلعه من قلوبنا كما نخلع الحذاء البالي ونحن في فسحة من أمرنا ؟!!
إن الأثر الذي أورثه الموقف عليهن عظيم، فراجعت كبيرتهن (نائلة) نفسها وبدأت تحاسبها على لهوها وتقصيرها، وبدأت نفسُها اللوامة تعاتبها، واستيقظ الضمير الذي كان راقدا ، وقام داعي الخير ونادى : حي على الصلاة .. حي على الفلاح .
ومن هذه اللحظة بدأ الصلاح يدِب إلى قلوبهن .
لقد سمعن الشريط وطلبن المزيد واتصلن بشيخ كان يسكن في هذه المدينة يسمى: (بكرا) وكان معروفا بعلمه وفهمه لدى الناس.
والعجيب أن الشاب خالدا كان تلميذا عند هذا الشيخ .
أصبح هؤلاء النسوة يطلبن من الشيخ الأشرطة الوعظية ، وطلبن منه مرة جلابيب وخمارات ، فأوصى (بكر) (خالدا) – وهذا من العجب العجاب – أن يأتي بذلك ويوصلهن إليهن.
فقد تحدثت (نائلة) للشيخ عن هذا الشاب، وكيف فعل بهن، وإلى أي حال صرن عليه .
مضت عليهن فترة ليست بالطويلة وهن على خير حال، واستقامة في الدين .
لقد صلُح حال (نائلة) وحال الفتيات اللواتي معها فقد هدى الله على يديها كل من تحت يدها وكن أكثرَ من سبع فتيات، فأصبحن جماعة صالحة تدعو إلى الله وتحذر من غواية الغاوين والمبطلين.
سبحان مغير الأحول، ومبدل الأمور ومصرف المقادير، فقد صرْن من أنصار الدين ودعاته، بدل ما كن عليه من نصرة للبطال وزمرته .
لم يمض زمن حتى حفظت (نائلة)عشرين جزءا من كتاب الله وهن يخبرن الشيخ بحالهن ويسألنه الدعاء.
وكانت (مريم) وهي الفتاة الثانية فيهن قد أخذ منها الدين مأخذه وطبَّقت على نفسها شرع الله ونهجه وحفظت خمسة أجزاء من القرآن.
أما الشاب (خالد) فقد كان يبحث عن العفاف وينقّب عن فتاة صالحة قد جمعت بين الدين والدنيا، وقد فتش هنا وهناك ولمّا يجد.
اقترح (بكر) على (خالد) أن يتقدم إلى (مريم) ويطلب يدها، فهو أولى الناس بها،قد كان سببا في هدايتها وصلاحها ، بل هي أولى الناس به .
لم يتردد الشاب في ذلك لِـمَا يعرف عنهن في السابق وما آلت حالهن في اللاحق .
طرق الشاب الباب عليها فاستُقبل من أهلها، وجلس مع الفتاة وقد ملأت قلبه وعينه، وكذلك مريم، فلم تكن لترفض من كان سببا في سيرها على طريق الله فقد تركت الجامعة وتركت كل ما يذكرها بهذا الطريق الوعر والمسلك الخطير .
بل فرحت بتقدم هذا البطل وأحبت أن تعف نفسها أيضا.
فإذا جاء من يُرضى بدينه وخلقه فنعمّا هو، وإذا كانت المرأة عفيفة حيِيَّة فنعمّا هي.
انتظر الجميع قدوم والد الفتاة وكان على سفر.
فما إن وصل حتى جاءه الشاب ويغمره الفرح والسرور بما تمنّيه نفسه، وظن أن بؤس الوحدة قد انتهى، وأن خطر العزوبية قد ولى وانقضى، وحاله " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ".
كان خالد قد أخذت اللحية من وجهه، ولم يكن ليحلقها، بل كان يضع بين عينيه حديث النبي " اعفوا اللحى " وهديَه عليه الصلاة والسلام .. فخير الهدي هديك يا خليل الله .
أبدى(خالد) رغبته في التقدم للفتاة وزواجه منها على سنة الله ورسوله ..
نظر والد الفتاة إلى (خالد) عندما تكلم بذلك نظرة اشمئزاز، وفتح عينيه عليه وقال له أول شيء: ألَا تحلق هذا الحذاء الَّذي على وجهك ؟
الله أكبر سنة رسول الله حذاء " أبِالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون ".
لم يدرِ ما يقول هذا الشاب وحار جوابا وعجز لسانه عن الكلام، وحلّق ببصره، وقال في نفسه : أيَعقل هذا ما يقول ؟؟
على وجهي حذاء ؟
فتذكر النبي وأصحابه وكيف كانت لحية الواحد منهم تملئ صدره، فلم يشتمه وحده بل انتقص من أشياخ الأمة وأحبارها !
سالت دموع الشاب على لحيته وبكى بكاء شديدا وخرج من البيت كظيما وابْيضت عيناه من الأسى، وحزنت الفتاة أشد الحزن لهذا الاستقبال الفظ الغليظ .
وليت (خالدا) كتم غيظه وحبس نفسه ودعى له بالصلاح ..
إلا أنه توجه إلى السماء ورفع يده وبصره إلى مولاه علام الغيوب ودعا على هذا الرجل –وهو يبكي ويحترق-، ويقول : اللهم احرقه اللهم احرقه .

وتملّك الأسى قلب الفتاة وعينها .. وصارت في ضياع من أمرها
وقد سمع الله قول الذي يشتكي إليه فربك بالمرصاد وإن أخذه أليم شديد .
لم يمض قليل على هذا الرجل حتى أخذه ربك، وكيف ذلك ؟
أول العذاب أن بلاه الله فصار لسانه كثيرا يردد : شعر شعر
فعلم هو وعلم أهله أن هذا بسبب استهزائه وسخريته باللحية، ومرة جلس هذا الوالد على الفراش وقد أشعل سيجارته وبينما هو يدِّخن أخذه النعاس فأغمض عينيه إلى قدر الله، سقطت السيجارة على الفراش فأحرقت ما تحته وهو لا يدري، ثُم احترق ما حوله ولا يدري وما كادَ يفتح عينيه حتى أكلته النار من كل جانب،ومدّت ألسنتها إليه، وأحاطت به خطيئته من كل ناحية، صعد الدخان إلى السماء وظهر أثر الحريق فدخل أهله عليه فزعين فرأوه وهو يصارع الموت ويقول :
قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ...
قولوا للشيخ يسامحني ويغفر لي خطيئتي معه ... !!!
وكأن ملك الموت مثّل له جرمه وذنبه بين يديه وقال: بهذا نأخذك يا من تستهزئ بلحيةٍ سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! .
والعجب أن أهله عندما رأوه لم يستطيعوا دفع النار عنه ولو كان غيره لصُب الماء عليه وانتهى الأمر إلا أن ربك أذهلهم فوقفوا ينظرون إليه ولا يستطيعون فعل شيء ،، إنها والله آية .
وأخذ الله وديعته وفاضت روحه، أسأل الله أن يغفر له ذنبه ويسامحه ..

كادت الفتاة أن تلحق والدها من الوجع على وفاة والدها وعلى سوء خاتمته ...
سألت الفتاة الشيخ (بكرا) وقالت له : يا شيخ هل دعا خالد على والدي؟ إلا أن الشيخ لم يجب بذلك، بل قال : إن خالدا سامح والدك ، ففرحت مريم من ذلك .
تزوج (خالد) بغيرها وأصبح رب أسرة .
أما (مريم) فقد التحفت بالحزن كثيرا وأضرّ موت والدها عليها، وهي مع ذلك صابرة لقضاء الله وقدره محافظة على دينها وعفافها .
لقد هجرت (مريم) والدها قبل الاحتراق، وتنكر أهله له ، وبعد موته كأن أحدا لم يمت، وذلك أنه أساء إلى مريم ، لقد أشعلت (مريم) بيتها إيمانا وصلاحا ونورا وتقى ، أصبحت تقوم الليل وتصوم النهار ، وصارت مثالا يحتذى به، وتأثر أهلُها بها فأصبحت في عينهم، بل صارت أعينهم التي يرون بها ...
وليت الأمر ينتهي إلى هذا الحد، بل لم يُترك كاتب السطور هذه ، فقد دخلتُ في ذيل هذه القصة من قريب أو بعيد ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
كان الشيخ (بكر) هو والدي وكنت في سفر فقدمت من سفر طويل راغبا في الزواج وأردت أن أخطب فتاة بعد قدومي بأسبوع فلا يمضي شهر أو شهران حتى أرجع مغتبطا مسرورا .
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
كنت مزوِّرا في نفسي فتاة من أهل الدين والعفاف نعرف والدها وأهلها وهم على خير حال ، وقدمت على هذا الشأن .
تحدثتُ مع والدي عن الفتاة التي رشّحتها، وخضنا غمار هذا الحديث، وبينما الحديث يجر بعضُه بعضا ونتجاذب أطرافه حدثني عن (مريم) وعن قصتها وعن حالها وما آل إليه أمرها.
حزنت حزنا كبيرا عليها، ورأيت أن أولى الفتيات عندي هي (مريم)، فقد أعطاها الله الجمال والعفاف والدين وحسن الحديث مما يرغب به الشاب ، فحدثتُ والدي عنها وأبديت عزما أن يختارها لي ، حاول والدي أن يذكر لي غيرها ، وقال: هذه البنت لا نعرفها ولا نعرف أهلها ، إلا أن هذا لم يثن عزمي .

وسبق السيف العذل .
بعد أسبوع بعث والدي رسالة لها يخبرها بشأني فقد جعلتـْه لها بمثابة الوالد وقد جعل الشيخُ مريمَ كبنتٍ له ، يحوطها بعنايته، ويكلؤها برعايته.
تأخرت (مريم) في الرد على الرسالة إلا أنها أجابت بعدُ وسألَت عن الشاب من يكون ؟ وهل يمدحه خالد ؟ وهل تزكيه أنت يا شيخ؟
فأخبرها الشيخ انه ابنه وأنه يزكيه .
تأخَّرَت في الرد مرة أخرى وقالت :هذا يشرفني إلا أني سأستخير الله .
مضى يوم ويومان فأسبوع وأسبوعان حتى ضقت ذرعا من هذه الاستخارة ،
أرسل الشيخ رسالة أخرى وكان رمضان على باب الدخول .
تأخرت في ردها ، إلا أنها قالت : إني موافقة على ابنك إلا أن أهلي وإخواني يقولون لي : موضوع الزواج لو تأجل قليلا كان أفضل .
في هذه الأثناء كان الشيخ يرسل إلى (نائلة) يسألها عن حال (مريم) وسبب تأخرها في الرد ، وكانت هي أيضا تتأخر في الرد وتقول عن (مريم) :إنها بحال لا تحمد عليه "إلا أنها بخير" .
إن الحريق الذي توفي فيه والدها قد أصابهم بالضر، فاحترق البيت بأكمله بعد أن كان جميلا وفاخرا ، وتغيرت حالهم المالية، فقد كانوا في ثراء وعزة فأصبحوا في فقر وحاجة .
فسبحان مغير الأحول ومبدل الأمور .
وكانت (نائلة) قد أخبرت الشيخ (بكرا) أن موضوع احتراق البيت هو السبب في تأخرهم وأنهم يستحيون من أن يستقبلوا أحدا فيه .
أبديتُ رغبتي في دفع شيء من المهر كمساعدة إلا أن الشيخ (بكرا) قدم لهم مساعدة وكذلك خالد فتجمع لهم شيء ليس بالكثير وإنما يقضي بعض الأرب .
مضى الوقت وأنا أنتظر ذلك وأستخير الله في زواجي من مريم وأُمنِّي نفسي بها .
دخل رمضان ولم تكن لتخبر مريم الشيخ عن موضوع بيتها، إلا أنها في آخر رسالة لها صرّحت بهذا على استحياء، وقالت: إن بيتنا أصبح خربا ، فأخبرها والدي باستعجالي وأنّا لا نريد أن نخسركم ، إلا أنه لم يكن بوسعنا سوى الانتظار ....
انتصف رمضان فسافر والدي إلى بيت الله العتيق وقلت لعله عند رجوعه يتم الأمر إن شاء الله .
رجع والدي إلا انه قال لي : إن الفتاة لا تردّ أبدا على رسائله وأظن أن الأمر وصل إلى آخره ، والله يخلف عليك خيرا .
فثنيت نفسي ولم أثن قلبي عنها، وذهبت إلى تلك البنت الأولى التي زوّرتها في نفسي أولا وطلبت يدها من والدها ..
والعجيب: أن هذه الفتاة تأخر أهلها في الرد لظروف عندهم ومضى على هذا شهر كامل إلى أن جعلنا يوما معيّنًا يكون فيه انتهاء هذا الأمر.
وفي صباح هذا اليوم جاءني الوالد وقال لي :
هل تعرف ما سبب تأخر مريم في الرد ؟؟
تعجبت من هذا السؤال ؟ أرجعت (مريم) إلى الساحة من جديد ؟ هل سينتهي الانتظار والتمني ؟
قلت - وأنا انتظر الجواب الجميل الذي يريح القلب-: لا أعلمُ، فما السبب ؟؟ .
قال : إن (مريم) قد توفيت من شهر بسبب السرطان ، ولذلك لم يأتنا منها خبر ، ولا تجيب على رسائلنا ، وإنما اتصلت بي أختها وقالت : يا شيخ عظم الله أجرك وأحسن عزائك .
حينما أخبرني الوالد بذلك كنت في المسجد، فتمالكت دمعي حتى وصلت إلى غرفتي فأسكبت عبرتي وترحمت عليها، وأنا أعجب من قدر الله! وأقول : قدر الله وما شاء فعل ، وآجرني الله في مصيبتي وأخلفني خيرا .
وقد ظهر لنا بعدُ أنَّ سببَ تأخرها في الرد هو المرض ، فقد ظهر مرضها على شكل أورام في جسدها لم يعلم بها أحد سواها، وكانت ترجو أن يذهب عنها هذا البؤس فلم تخبر أهلها بذلك وقالت : إني لن أغش ابن الشيخ ، ولم تشأ أن تخبر أهلها فلم ترد أن تكلفهم مؤنة العلاج وهم على حرج وفي ضيق ، إلى أن شعرت بقرب الموت فكانت ترجو لقاء الله !
ففاضت روحها ، وعند غسلها رأى أهلها أثر الأورام فبحثوا في الأمر وإذا هو السرطان عافانا الله وإياكم ورحمها رحمة واسعة .
وأقول : الحمد لله أنّي ما رأيتها قط ولا سمعتُ صوتها ، فماذا سيحصل لي لو أن القلب تعلّق بها ثم فقدت ذلك ، لا شك أني لن أكون بخير ، ولكن الحمد لله أولا و آخرًا ورحم الله ميتتنا وأعظم أجر أهلها عليها .
وحمدت الله ثانيا أن ختم لها بالخير فقد ماتت على استقامة وصلاح، فكيف بالله عليك لو أخذها الموت وهي على سابق حالها ؟
"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين "
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لها ذنبها ويوسع لها في القبر وأن ينزلها عنده إنه جواد كريم .
وتأمل معي أخي كيف ختم الله لوالدها .. فحذارِ أن تجترأ على الله وعلى دينه وأهل ملته ، لأنهم صفوة الصفوة وخلاصة المصطفين الأخيار ، فقد هلك شر هلكة والعياذ بالله.

وما أرجوه أن نستفيد الدروس والعبر من هذه القصة الطويلة، وأن يحدونا الأمل إلى الفأل الحَسَن وإلى الخير وإلى التمسك بنهج الله، فما أقرب القبر منا وما أقرب الموت منا بل هو أقرب من حبل الوريد!.
يا شباب الأمة ويا فتياتها ! اتقوا الله في أنفسكم وراقبوه فلا يأتيكم الموت وأنتم غافلون .
والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

ملاحظة : أسماء القصة ليست حقيقية ، حفاظا على مشاعر الأقربين منهم .

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
إن غبت عنكم فنصيحتي لكم
اتقوا الله وصلوا من قطعكم واعفوا عن من ظلمكم وأعطوا من حرمكم
حتى تدخلوا جنة ربكم
رب اغفر لى ولوالدىَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب


وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه

من مواضيعي في الملتقى

* أقوى موقع لتعلم النحو والصرف
* إعراب كلمة فلسطين
* أسلمت بعد سماعها القرآن
* السلفية صمام أمان للأمة
* أشهر الحكم والتعبيرات العربية
* برامج عملية لنصرة هادي البشرية
* تعلم الانجليزية من البداية الى الاتقان

أبو ريم ورحمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-17-2012, 05:06 PM   #2
مشرفه ملتقى فيض القلم


الصورة الرمزية المؤمنة بالله
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 105

المؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of lightالمؤمنة بالله is a glorious beacon of light

افتراضي

      

بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لاحول ولا قوة الا بالله
قصه محزنه وتستحق العنوان دمعه على مريم
رحمها الله وغفر لها ولوالدها ولكل الذين في القصه وغفر لنا
جزاك الله خير على القصه
التوقيع:




من مواضيعي في الملتقى

* من اقوال الحكماء!
* ما فائدة قراءة القرآن إذا كنت أنساه ؟!
* تفسير الاحلام. ليس تنجيماً او دجلاً ..
* أنواع الأنفس
* لا يَحطِمَنَّكُم
* صفه العفه في القران
* أختبر معلوماتك في القرآن

المؤمنة بالله غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة المؤمنة بالله ; 10-18-2012 الساعة 11:43 AM.

رد مع اقتباس
قديم 10-17-2012, 05:18 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 543

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر لها ذنبها ويوسع لها في القبر وأن ينزلها عنده إنه جواد كريم
جزاكم الله كل خير
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-18-2012, 10:57 AM   #4
مشرف ملتقى اللغة العربية


الصورة الرمزية أبو ريم ورحمة
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 139

أبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond reputeأبو ريم ورحمة has a reputation beyond repute

افتراضي

      

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله كل خير ، وغفر لمريم ووالدها ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
التوقيع:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
إن غبت عنكم فنصيحتي لكم
اتقوا الله وصلوا من قطعكم واعفوا عن من ظلمكم وأعطوا من حرمكم
حتى تدخلوا جنة ربكم
رب اغفر لى ولوالدىَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب


وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه

من مواضيعي في الملتقى

* أقوى موقع لتعلم النحو والصرف
* إعراب كلمة فلسطين
* أسلمت بعد سماعها القرآن
* السلفية صمام أمان للأمة
* أشهر الحكم والتعبيرات العربية
* برامج عملية لنصرة هادي البشرية
* تعلم الانجليزية من البداية الى الاتقان

أبو ريم ورحمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2012, 12:21 AM   #5

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 147

المحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond reputeالمحبة في الله has a reputation beyond repute

افتراضي

      

لاحول و لا قوة الا بالله


إن بُليت فكُن صَبورًا سوفَ تنفرج ،
وإن كُسرت فلا تُبالي يجبر الله القلوب

مهما ظننا ان امنياتنا قد تأخرت .. فـ يجب ان نكون على ثقة بأن الله يدبر كل خير لنا

جزاك الله خيرا استاذي الفاضل
التوقيع:














من مواضيعي في الملتقى

* غير مسجل دعــوة من القـلب
* دعوة خاصة ,, اختي ام همام
* صور مدهشة لعاصفة رملية اجتاجت المحيط الهندي
* درس رائــــــــع في الحياة ...
* كيف تحفظ لسانك
* انشودة عن فضل الصدقة ,,, سمير البشيري
* تلاوة مؤثرة ورائعة من سورة مريم لشاب ألماني

المحبة في الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-20-2012, 10:32 AM   #6

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

تقوى بريم غير متواجد حاليا

افتراضي

      

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله الذي أحسن خاتمتها وغفرالله وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
تقوى بريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
)!, مـريم, دمـعةٌ, على
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009