المناسبات | |
|
|
03-02-2013, 09:59 PM | #1 |
ضيف ملتقى
|
العلم والإيمان
العلم هو السجية والصفة التي فضل الله بها آدم وميزه على سائر المخلوقات قال ربي في سورة البقرة ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ فالملائكة في بادئ الأمر لما عرض الله عز وجل عليها خلق آدم ماذا قالت ...؟ قالوا : ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ وهنا علم الله آدم الأسماء كلها ففضل آدم بالعلم على المخلوقات وأمرت الملائكة بالسجود فسجدت إقراراً واعترافاً بفضل العلم وأهله ... ولقد شرف الله العلم حين قال الله في القرآن ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ وكانت أول آية في القرآن بل أول كلمة في القرآن كله ﴿اقْرَأْ ﴾ فالإنسان إذا قرأ عَلِمَ وإذا عَلِمَ صار لبنة بناء في المجتمع ... وإذا لم يقرأ جَهِلَ ... والجهل معول هدم للمجتمع ... ورفع ربي من مكانة العلماء فقال ربي سبحانه وتعالى ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ فالعالم مرفوع قدره عند الله ويقول الحكماء العرب من علمني حرفا سرت له طوعاً .... وفي الحديث النبوي يقول النبي صلى الله عليه وسلم﴿مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ﴾ رواه ابو داود في السنن وصححه الألباني ... يقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه (العلم خير من المال العلم يحرسك وانت تحرس المال والعلم حاكم والمال محكوم والمال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق) وقال الحسن البصري رحمه الله: تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد ،وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على الدين والصبر على الضراء والسراء والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة ، يرفع الله به أقواما في الخير فيجعلهم سادة هداة يقتدى بهم ، أدلة في الخير تقتفى آثارهم وترمق أفعالهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ،وبأجنحتها تمسحهم ، لأن العلم حياة القلوب ونور الأبصار ، به يبلغ الإنسان منازل الأبرار ، وبه يطاع الله عز وجل وبه يعبد وبه يوحد ، وبه يمجد وبه تواصل الأرحام ، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء ويقول أبو العلاء المعري في قصيدة له العلم يبني بيوتا لاعماد لها ... والجهل يهدم بيت العز والشرف وهكذا نرى فضل العلم وأهله عند الله وعند رسول الله وعند عوام الناس وبالعلم تبنى البلاد فالإنسان بالعلم إستطاع أن يتغلب على الصعاب ويحل كثير من المشاكل التي تواجهه إن لم يكن كلها فجلها .... فبالعلم تغلب سكان السواحل على مشكلة ندرة المياه العذبة رغم كثرة المياه المالحة في البحار والمحيطات كانت مشكلة متشعبة الجذور منذ الجدود ولكن الإنسان المعاصر بفضل العلم تمكن من تحلية مياه البحر ليقضي على هذه المشكلة تماماً ... وتأتي مشكلة أخرى وهى ندرة البقعة الزراعية رغم إتساع سطح الكرة الأرضية ولكن هذه أرض ملحية لا تجود بها الزراعة وهذه أرض كلسية لا تصلح للزراعة وتلك أرض مستنقعات وأخرى خصبة ولكنها غير مستوية. وأرض مستوية ورغم ذالك لا تزرع لفقر العناصر الغذائية بها ....مشكلة واجهت الأجداد ولكنها تفاقمت مع زيادة الكثافة السكانية فتصدى العلم لها بالحل واستصلح الإنسان بالعلم كثير من ضروب الأرض فاستطاع الإنسان بالعلم أن يجفف المستنقعات ويحولها إلى أرض خضراء بل من بركها أستطاع أن ينتج أسمدة عضوية كالطحالب الزرقاء المخضرة وغيرها ... والأرض الفقيرة عالجها الإنسان بالإسمدة العضوية والكيميائية والكالسية عالجها بالجبس الزراعي وغيره والملحية عالجها بالغمر مع تحسين الصرف (غسيل التربة) ... وثمة مشكلة واجهت الأباء والأجداد وهى ندرة مياه الري فكان الأباء والأجداد يعتمدون على مياه الأمطار فكانوا يتنقلون من أرض إلى أرض ومن بلد إلى بلد رجاء المطر ولكن تغلبوا على هذه المشكلة بحفر الأبار واستخراج كنوز الأرض المتمثلة في المياه الجوفية وكذا شق الترع لتوصيل المياه إلى الأرض البعيدة عن الأنهار وبناء القناطر والسدود للتحكم في كمية المياه بل وتخزينها للإستفادة منها عند الحاجة ثم تأتي ظروف الجو القاسية سواء شدة الحرارة في المناطق الإستوائية أو شدة البرودة في المناطق القطبية ... واستطاع الإنسان بفضل العلم أيضاً أن يحل هذه المشاكل باختراع أجهزة التكييف التي أصبحت تكسر حدة البرد وتطوع شدة الحر فيلتقيان عند درجة حرارة مناسبة وملائمة للإنسان ... فضلاً عن التقدم العلمي الهائل في مجال الحاسبات الألية والإتصالات السلكية واللاسلكية التى جعلت من العالم قرية صغيرة , ونحن هنا لا يمكننا أبداً أن نهمل علم من أهم العلوم وهو علم الطاقة وكيف أن الإنسان إستطاع بفضل هذا العلم أن يتحكم في صور الطاقة المختلفة ويحولها من صورة مهدرة إلى صورة مخزنة ومرشدة فهذه الطاقة الشمسية الهائلة المهدرة في الصحاري والفيافي إستطاع الإنسان بالعلم الحديث أن يجمع هذه الطاقة الشمسية ويستغلها في السخانات الشمسية لتسخين المياه والمحولات الشمسية لتحويلها إلى كهرباء وكذا تحويلها إلى طاقة حركية في القطارات الشمسية التى أصبحت تمشي بهذه الطاقة (وتعد بلجيكا أول دولة في العالم تستخدم القطار الشمسي) وقريباً ستظهر سيارات تسير بالطاقة الشمسية أيضاً. علاوة على الطاقة النواوية المستخدمة الآن في كثير من دول العالم كاليابان وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية .... إلخ والعلم وحده لا يكفي لكل ذالك ... بل لابد من العلم والإيمان الصادق .... فالعلم يمثل الجانب المادي في البناء وأما الإيمان فهو يمثل الجانب الخلقي والروحي للبناء فالعلم والإيمان أشبه بالروح والجسد في الإنسان إذا انفصلت الروح عن الجسد فلابد أن يموت الإنسان وكذا تبنى البلاد بالعلم الذي يمثل الجسد والإيمان الذي يمثل الروح التي تحرك وتتحكم في ذالك الجسد .... ولو انفصل العلم عن الإيمان لخربت البلاد بعد عمار ... فأكثر البلاد رفاهية في العالم كالسويد هي التى تعاني من أكبر نسبة إنتحار وتعاني من أعلى معدلات في الأمراض النفسية ... نعم تملكوا العلم وضاع عنهم كثير من الإيمان ... فبالعلم والإيمان تبنى البلاد وتعمر الأكوان اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
03-02-2013, 11:04 PM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيكم |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-03-2013, 12:46 AM | #3 | ||
ضيف ملتقى
|
وفيكم بارك أختي الفاضلة .... أشكر مرورك الكريم |
||
03-03-2013, 07:18 PM | #4 | |
مشرفه ملتقى فيض القلم
|
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-05-2013, 09:21 PM | #5 | ||
ضيف ملتقى
|
وفيكي بارك أختى الفاضلة أشكر مرورك الكريم |
||
03-17-2013, 04:09 PM | #6 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخونا الفاضل عبده نصار على هذه الوقفة الطيبة والربط بين اعلم والايمان سبحان الله نسأل الله ان يزيدنا ايمانا وعلما وان يجعلنا جميعا من اهل الجنة |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نصيحتي لك يا طالب العلم | almojahed | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 3 | 01-20-2019 05:39 PM |
الفرق بين الإسلام والإيمان | المؤمنة بالله | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 5 | 10-29-2018 05:12 PM |
دركات الظلم | أبو ريم ورحمة | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 6 | 05-15-2013 04:42 PM |
آداب العلم | ام هُمام | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 8 | 01-07-2013 09:38 PM |
فضل العلم للعالم وطالب العلم | ارض الخوف | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 4 | 07-10-2012 11:31 PM |
|