المناسبات | |
|
|
07-26-2018, 05:01 PM | #193 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم قال الله عز وجلّ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾) من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يعني أبانوا لله عن صدق إيمانهم كانوا عاهدوا الله على السمع والطاعة والبذل وعلى نصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء فصدقوا ومنهم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الذي بايع وأسلم إسلامًا حسنًا ولما جاءت غزوة أحد وقف كالدرع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يحميه بجسده وهذا شيء لا يكاد يصبر عليه أحد حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم من سرّه أن ينظر إلى رجل قد صدق ما عاهد الله عليه فقضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله، لأنه وقف موقفا لا يستطيع أن يصبر عليه، أن تقف فتُقتل أفضل من أن تقف بصدرك عاريًا ليكون درعًا للنبي صلى الله عليه وسلم والسهام تنغرس فيه من يمين ويسار وهو ثابت لا يتحرك ولا يتزلزل. (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ما غيروا شيئا مما عاهدوا الله عليه.
بعد ما انتهى من هذا جاء إلى حق النبي صلى الله عليه وسلم على أزواجه، ما هو حقه على أزواجه؟ قال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴿٢٨﴾) من كانت منكن تريد السعة في الرزق وبيت حسن وأشياء جميلة فهذه لا يمكن أن تبقى معي لأني أنا ما جئت لعمارة الدنيا أنا أمتعها متاعا حسنا وأسرحها سراحًا جميلا (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾) |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
07-27-2018, 03:10 PM | #194 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم لما انتهى من هذا جاء إلى قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴿٣٦﴾) حقه في السمع والطاعة ثم جاء إلى أمر الله للنبي صلى الله عليه وسلم أن ينتفي من متبناه انتفاء عمليًا ليس فقط أن يقول للناس هذا زيد ابن حارثة وليس ابن محمد، هذه المرأة التي طلقها زيد تزوجها يا محمد حتى يبطل التبني ولا يقال أن هذا كان والدًا لفلان، انتهى وكأنه أجنبي عنه تمامًأ وهذا كان شديدًا على الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك سمع وأطاع (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) أخفى في نفسه أن الله تعالى أخبره أنه ستكون زوجا لها فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يريد أن يخبر أحدا بذلك ويتمنى أن ينسخ الله هذا الأمر (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) الزواج تم في السماء لذلك دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم من غير عقد ولا وليّ وما على النبي إلا أن يسمع ويطيع.
ثم قال الله عز وجلّ (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾) ثم قال الله عز وجلّ بعد ذلك مبينًا ماذا له من الزوجات (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٥٠﴾) وما له على زوجاته حتى القسم ليس واجبًا عليه صلى الله عليه وسلم من حقه على زوجاته أنه لا يجب عليه لهن حق بالقسم لذلك قال الله تعالى له (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ) يعني إن شئت أن تضم هذه إليك فتجعل لهذه ليلة وهذه ما تجعل لها ليلة من حقك حتى لا يضيق صدرك بالعدل بينهن ولكن النبي صلى الله عليه وسلم مع أن الله عز وجلّ خيره وأباح له ما يشاء كان يقسم بينهن بالسوية. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
07-28-2018, 05:07 PM | #195 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر الله من حقوقه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) غير ناظرين نضجه، لا تدخلوا مبكرين ادخلوا عندما يقال لكم تفضلوا، بيت النبي صلى الله عليه وسلم كله مترين في ثلاثة والصحابة يرغبون في الجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا دخلوا ضاق عليه صلى الله عليه وسلم وعلى أهله البيت فنهاهم الله تعالى أن يدخلوا إلا أن يؤذن لهم إلى طعام غير ناظرين نضحه (وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ) لا يستطيع أن يقول لكم قوموا (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ)
ثم جاء إلى زوجاته ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ) كل السورة تدور حول حق النبي صلى الله عليه وسلم والنهي عن أذاه. قال (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) قال رجل من الصحابة: لئن مات النبي صلى الله عليه وسلم لأنكحن عائشة فأنزل الله قوله (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) لا يليق بكم أن تخلفوه على زوجاته (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) ثم انتقلت إلى بيان مقام عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أن الله ربكم يصلي ويسلّم عليه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) وبعدما ذكر أنه يصلي عليه قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) لكم أن تأتسوا بربكم فما أمرنا بذلك قبل أن يفعله ربنا سبحانه وتعالى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). ثم قال (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴿٥٧﴾) ولما ذكر أذى النبي ذكر أذى المؤمنين فقال (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴿٥٨﴾) وهذه الآية فيها تحريم الأذى بكل صوره وأنواعه حتى الذي يؤذي الناس برائحة جسده في المسجد داخل في هذه الآية لا يجوز أن تؤذي المؤمنين بأية صورة من الأذى. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
07-29-2018, 05:48 PM | #196 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم قال الله عز وجلّ له بعد ذلك، جاءت الآية وهي قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾) نهاهم الله جميعا عن أذى نبيه كما فعل بنو إسرائيل عندما آذوا موسى، كانوا يقولون إن موسى آذر يعني عظيم الخصية بسبب مرض يصيب الرجال فأراد الله عز وجلّ أن يبين لهم، لماذا كانوا يقولون له ذلك؟ كان بنو إسرائيل يغتسلون وإذا سبحوا يسبحون سويا عراة أما موسى فلم يكن يفعل ذلك بل إذا أراد أن يقضي الحاجة أبعد، فكانوا يقولون ما ان يحمله على ذلك إلا أنه آذر أي عظيم الخصية، فأراد الله أن يبين لهم أن الأمر ليس كذلك، ذهب موسى ليقضي الحاجة فوضع ثيابه فأخذ حجر ثوبه فيقول ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر حتى أقبل على بني إسرائيل وهو يلحق الثوب فرأوه وإذا به مثلهم فبين الله لهم أنه لم يفعل هذا الفعل من أجل عيب في خلقته ولكن لأنه كان يريد أن يستتر لأن هذا هو الأكمل وهذه هي الفطرة فالله تعالى ينهى المؤمنين ويقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾)
ثم ختتمت السورة بمثل ما افتتحت به لكن افتتحت بقوله (يا ايها النبي ) وختمت بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾) لا تتكلموا بكلمة إلا وهي موافقة للحق (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿٧١﴾). ثم قال الله عز وجلّ الآية الشديدة على أهل الإيمان (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ)الأمانة هي الدين (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴿٧٢﴾ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٧٣﴾). |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
07-30-2018, 06:24 PM | #197 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة سبأ
سورة سبأ هذه السورة الكريمة من السور المكية التي نزلت بمكة اتفاقًا وافتتحت بقول الله عز وجلّ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿١﴾) وقد بّينا مرارًا أن السور التي افتتحت بالحمد خمس: سورة الفاتحة وسورة الأنعام وسورة الكهف وسورة سبأ وسورة فاطر. وافتتاحها بالحمد هو أحد الصيغ التي افتتحت بها سور القرآن وهو صيغة الثناء على الله عز وجلّ فمنه الحمد ومنه التسبيح في سبع سور جاءت وذكرناها في مجلس ماضي. وافتتاحها بالحمد مناسبة لختام سورة الأحزاب لأن الله قال (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٧٣﴾) – (الحمد لله) فالحمد كله لله في حكمه وأمره وخبره ووحيه وفي خلقه وتدبيره فهو الذي فصل بين الخلائق جعل هؤلاء مشركين وهؤلاء منافقين وهؤلاء مؤمنين صادقين وأعطى كُلًا جزاءه بحكمة وعدل تام. موضوعات سورة سبأ هي موضوعات السور المكية تناقش قضية اليوم الآخر والإيمان برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان بالقرآن وأنه من عند الله وما سيحصل بين الكفار من حوارات في نار جهنم متخذة أسلوبا جديدا في بيان هذه الأمور وعاقبتها وهو أسلوب شكر الله على نعمه، فالسورة افتتحت (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿١﴾ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴿٢﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي) قَسَم، قل يا محمد (بلى) ستأتي الساعة (وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) لماذا؟ (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿٤﴾) وتستمر الآيات في ذكر العقائد المهمة والعظيمة التي يحتاجها الخلق ومن أعظمها وأجلّها قضية الإيمان باليوم الآخر لأنها مفرق طريق إذا آمنت باليوم الآخر صلحت أحوالك واستقمت وإذا لم تؤمن باليوم الآخر أصبحت وحشًا في صورة إنسان لأنك تريد أن تنهش وأن تأكل بقدر ما تستطيع بغض النظر عما سيحدث لأنك تعتقد أنك ميت وستفنى وأن هذه هي دار اللذة والشهوة والحياة الحقيقية عندك أما إذا آمنت بالآخرة وعلمت أن الدنيا ممر وأنها ظل زائل وأنها قصيرة جدًا بالنسبة لما ستعيشه غدا ستتغير كل أعمالك وتصرفاتك ولن يحدث عندك شيء من ذلك. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
07-31-2018, 04:12 PM | #198 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
اتخذت السورة أسلوبًا جديدًا في الإقناع بهذه العقائد، ذكر من أنعم الله عليهم فشكروا ومن أنعم الله عليهم فكفروا وهذا الأسلوب في المقابلة أسلوب تميزت به السورة، يقول الله مبينا عبيدا من عباده أوتوا من الدنيا ومن سعتها شيئا مهولا فشكروا واتخذوه سلمًا إلى الآخرة قال (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ) كانت الجبال ترجّع مع داوود إذا قرأ الزبور وحتى الطير ترجّع معه وهذه آية عجيبة لداوود عليه السلام (يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) كان داوود عليه السلام يفعل بالحديد ما يشاء بيده من دون نار مما جعله الله له من القوة والشأن وأن هذه المخلوقات لله يضع مفاتيحها والقدرة على التصرف فيها بيد من يشاء من عباده. (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) اعمل دروعًا سابغات واجعل كل حلقة مثل الحلقة الأخرى تدخل فيها بحيث يتكون هذا الدرع الحديدي الذي يلبسه المقاتل وداود أول من صنع الدروع في العالم فصناعة الدروع يعود الفضل فيها إلى هذا النبي الكريم المجاهد في سبيل الله. ما هو المقابل لهذه النعم التي اسبغها الله تعالى عليك يا داوود؟ (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١﴾) أي سأحاسبكم على كل نعمة أنعمت بها عليكم بأن تقابلوها بالعمل فا هو العمل؟ اعملوا صالحا وهكذا كل نعمة ينعمها الله عليك لا بد أن تقابلها بعمل فإن لم تقابلها بعمل فقد كفرت شكرها فلا تتأسف إذا سلبها الله منك وإذا شكرتها فترقب المزيد (ولئن شكرتم لأزيدنكم) ويأتي بها بصيغة القسم أي: والله لأزيدنكم. هذا في جانب داوود وأما سليمان قال الله عز وجلّ (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ) أي أنها تسير في الصباح مسيرة شهر، المسيرة التي تسيرها الإنسان في شهر، الريح تحمل سليمان وجنوده في الصباح فتذهب بهم إلى مكان يسير إليه السائرون مسيرة شهر وفي المساء مسيرة شهر فكانت تنقل سليمان من بلاد الشام إلى اليمن في الصباح وتعود بهم في المساء،
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|