
مظاهر حياة القلب
الدكتور محمد راتب النابلسي
القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله وسلم من تصديق خبر يتناقض مع وحي الله وسلم من تحكيم غير شرع الله وسلم من عبادة غير الله أبعد القلوب عن الله القلب القاسي فإذا قسا القلب قحطت العين قلب كالصخر لا يبكي إطلاقا أنى له أن يبكي ؟ لذلك قالوا: لو كان ثمة ابتهال إلى الله، أو مديح لرسول الله صلى الله عليه و سلم أو مناجاة مع الله فهذه الابتهالات، أو هذه المناجاة هي مصباح كمصباح علاء الدين أو يكشف لك عن كنوزك المخبوءة في أعماق نفسك أو ولكنها لست بالكيس المملوء الذي يفرغ في الخزائن الخاوية
🔹 إنسان يجلس في مجلس فيه ذكر الله أو ابتهال إلى الله، أو فيه مناجاة، ترى الحاضرين بعضهم قلبه قاس كالصخر، يتململ، لا يتأثر لا تدمع عينه وإنسان آخر يكاد يذوب من البكاء لأن هذه المناجاة وهذا الابتهال وهذا المديح حرك كنوزه التي في قلبه أما الذي ليس عنده كنوز فلا يتحرك به شيء.
💭سأضرب مثلا:
لو أن امرأة عاقراً قرأت قصة عن امرأة عاقروالقصة طويلة وأحاسيس المرأة العاقر وآلامها وقلقها وخوفها من أن تطلق، وافتقارها إلى ولد يملأ حياتها بهجة وسعادة هذه المرأة العاقر حينما تقرأ قصة عن المرأة العاقر يمكن أن تبكي مئات المرات لأن هذه القصة عزفت على أوتار قلبها أما التي عندها عدد من الأولاد العاقين تقرأ هذه القصة فلا يمكن أن تدمع لها عين، لذلك الذي يملك مع الله تجربة كما يقال، له علاقة مع الله، له اتصال بالله،له أعمال طيبة، له تضحيةهذا حينما يسمع الابتهالات يبكي والله أحياناً حينما يسمع الأذان فقط يكاد قلبه يذوب،وإذا سمع القرآن وجل قلبه واقشعر جلده، فأنا أتمنى أن تكتشف الحجاب قبل فوات الأوان قد يكون القلب محجوباً إن اكتشفت الحجاب قبل فوات الأوان عالجته أما إذا اكتشفت الحجاب عند لقاء الله عز وجل فالمشكلة كبيرة جداً قال تعالى:﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾[ سورة المدثر ]
