أماه آمنة ......
ما تلوث من وحي السماء إلى وحيدك الحبيب حديثه الجهير عن بشريته
" إنما أنا بشر مثلكم ........"
"سبحان ربي ، هل كنت إلابشرا رسولا "
إلا ذكرت أن نبينا المصطفى صلى الله عليه و سلم هو الإنسان الذي حملته جنينا في أحشائك ووضعته كما تضع كل أنثى من البشر .........
و لا تدبرت معنى قوله تعالى لإبنك الخالد :
" وما أرسلنا من قبلك إلارجالا "
إلا تنبت إلي أن هؤلاء القادة الرسل أمهات و أن المرأة التي أنجبت البطل في كل صورة و في كل حين هي التي قامت عن "عيسى بن مريم " كلمة الله التي ألقاها إلى العذراء المصطفاة و هي التي ولدت خاتم النبيين عليهم السلام
و هذا صوت وحيدك يملأ الزمان على مر الأباد :
" إنما أنا إبن امرأة من قريش تأكل القديد " فيحقر كبرياء الأباطرة و الملوك و يسمو بأمومتك إلى أفق لا يتطاول إليه ترف الغنى و لا شموخ الجاه إذ يجعل منك أيتها الأنثى الوديعة المتواضعة والأم الطيبة الرؤوم مبعث أنسه و روح إنسانيته و آية محبته و موضع إجلاله و إعتزازه
هو أبدا مجد الأمومة الذي خلد واهبات الحياة على الدهر و صانعات التاريخ منذ الأزل وإلى الأبد و قد توجك وحيدك العزيز بتاج سماوي من هذا المجد الأزلي الأبدي
وهو أبدا فخر الأنوثة التي حمت سر الوجود في هذا الكون و حفظت حياة الإنسانية في هذه الدنيا و حملت أجنة البشرية و هنا فأي شعور غامر كان يملأ قلب ولدك حين قال لمن سأله عن أحق الناس بإكرامه : أمك ........ثم أمك ...........ثم أمك ..ثم .........أبوك ؟
و حين جاءه أحد أصحابه يبتغي أن يخرج مجاهدا معه إبتغاء وجه الله و اليوم الآخر فلما عرف الرسول أن أمه حية قال له : ويحك إلزم رجلها فثم الجنة
يتيم إعتز به الآباء الصيد و الأصول الأمجاد
فقير حييت باسمة الدنى و فاضت الخيرات
و ماذا كنت تبلغين من ذلك يا أماه لو أنك كنت ملكة متوجة أو فارسة بطلة أو عالمة مبتكرة أو زعيمة قائدة ثم لم تلدي " محمدا : رسول الله " صلى الله عليه و سلم
مقتطف من كتاب " بنت الشاطئ "