نصيحة الشيخ أحمد رزوق حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
اعلمي ابنتي أن التعارف بين الجنسين هو طريق المفاسد
بل مجرد اتصالك بالشباب عن طريق النت أو غيره لا شك أنه مخالف للشرع بل وللعرف والعادة السليمين ،وان كانت النية كما تقولين سليمة وتريدين الزواج الشرعي ولكن ليست بهذه الطريقة وهناك قاعدة عند الأصوليين تقول أن النية الحسنة لا تبرر الحرام ولا تصلح العمل الفاسد ، وانت تقولين تريدين الخير أقول لكي وكم من مريد للخير لا يدركه فاذا اردت الخير فالخير يأتي من الله سبحانه وهؤلاء الشباب الذين تكلميهم ويكلمونك هم أجانب بالنسبة لكي والشيطان حريص كل الحرص أن يستدجرك في قبول اللقاء يوما ما أو ارسال صور لكي ثم بعد ذلك يتم ابتزازك ،ولعلك سمعت كثيرا من البلايا والمشاكل والأمور المحرمات التي حصلت نتيجة هذه الاتصالات والمكالمات السرية، وهذا من سنن الله في خلقه حيث قال سبحانه { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم }
فاتقي الله عز وجل، والتزمي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال " إنَّهُ ليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى الجنةِ إلَّا قد أَمَرْتُكُمْ بهِ ، و ليس شيءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى النارِ إِلَّا قد نَهَيْتُكُمْ عنهُ ، إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ نَفَثَ في رَوْعِي : أنَّ نَفْسًا لا تَمُوتُ حتى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَها ، فَاتَّقُوا اللهَ و أَجْمِلوا في الطَلَبِ ، و لا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُدْرَكُ ما عندَهُ إِلَّا بِطَاعَتِه "
فرزقك والذي منه الزواج هو مقسم ومقدور فلا تستعجلينه بالمعصية فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه وفي المقابل يقول عليه الصلاة والسلام " من تركَ شيئًا للهِ ، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه " .
فلا شك في أنه تجب عليك التوبة،
فبادري إليها وأحسني الظن بربك فهو عند حسن ظن عبده به، واكثري من الدعاء وخاصة في ثلث الليل الأخير لقوله عليه الصلاة والسلام " إنَّ أقربَ ما يكونُ الربُّ من العبدِ جوفَ الليلِ الآخرِ فإنِ استطعتَ أن تكون ممن يذكرِ اللهَ في تلك الساعةِ فكُنْ ،" وقال أيضا " " إنَّ في الليلِ لَساعةٌ ، لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ ، إلا أعطاه إياه ، وذلك كلَّ ليلةٍ " هذا والله أعلى وأعلم وهو ولي التوفيق
..
|