الموضوع: صحبة سورة هود
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2016, 05:45 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 542

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

سورة هود تحدثنا عن معنى عظيم هو أمر الله عز وجل سواء في الدنيا أو في الآخرة وفي السورة محوران رئيسيان:
محور أمر الله عز وجل إذا جاء للقرى (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيد) أنباء القرى وذكر مصارع الأمم التي ذكرها الله عز وجل في هذه السورة. وأيضاً ما فعله الأنبياء في مواجهتهم وسورة هود مدرسة من مدارس الأنبياء ونتعلم منها معاني لا حصر لها نمر عليها مروراً سريعاً كيف تعامل الأنبياء مع أمر الله عز وجل وماذا حصل لما جاء أمر الله عز وجل وجاءت مصارع الأمم وكيف تعامل الأنبياء مع ذلك.
والمحور الثاني التوجيهات للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة العصيبة بعد أن يستعرض له مصارع الأمم وما يمكن أن يحدث لقومه وما يمكن أن يحدث لهؤلاء المكذبين لكن أنت عليك واجبات.
المحور الأول: قصص الأمم السابقة ومصارعها وكيف حلّ بهم بعد هذا التكذيب في قول الله عز وجل في الآية الجامعة (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101)) هذا المحور مهم جداً، أمر الله عز وجل إذا جاء، أمر الله لا يُردّ، أمر الله الذي له خصائص.
نستعرض الآيات التي جاء فيها قول الله عز وجل (أمرنا) أو (أمر الله)
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) جو تهديد ضمني، الأمر سيأتي كما جاء لأمم من قبلك، لقوم عاد وقوم ثمود وقوم شعيب جاءهم أمر الله عز وجل فكان ما كان من مصارع هذه الأمم وفي هذا تهديد ضمني للقوم الذين كذبوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا نجد كلمة (إذا جاء أمرنا) تتكرر في السورة كثيراً:
في قصة نوح عليه السلام: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ)
في قصة هود عليه السلام: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)
في قصة صالح عليه السلام: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)
في قصة إبراهيم عليه السلام لما بشروه بالغلام فعجبت امرأته فأرسل الله تعالى لها ملائكته (قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) لا يقف شيء أمام أمر الله عز وجل إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، هذا هو أمر الله.
في قصة إبراهيم لما جادل الملائكة في قول لوط قالوا له: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)
في قصة قوم لوط: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) قرية سدوم وعمورية الذين كانوا يفعلون الفاحشة ويأتون الرجال شهوة من دون النساء، قلبت الدنيا.
في قصة شعيب: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)
قصة موسى مع قومه (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)
وتأتي الآية الجامعة (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ (123)) الأمر كله من عند والنتيجة (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) الأمر بالعبادة من أهم توجيهات هذه السورة فينبغي أن تتوجه لله سبحانه وتعالى بالعبادة وبتوحيده وتتوكل عليه وحده كما فعل من سميت السورة باسمه سيدنا هود عليه السلام وقصته وكلمته العجيبة (إن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55)) يقول لأقوى أمة على الأرض قوم عاد الأولى قوة عظمى التي قال الله عنها (التي لم يخلق مثلها في البلاد) قوتهم المادية لا مثيل لها على الأرض يقول لهم: افعلوا أقصى ما بدا لكم (فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56)) الأمر كله إليه وإليه يرجع الأمر كله.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس