الموضوع: صحبة سورة هود
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2016, 09:09 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 543

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

بعض العلماء قال أن النبي صلى الله عليه وسلم شاب لسورة هود والواقعة والمرسلات وعمّ والتكوير لأن فيها ذكر الدار الآخرة، ومع أن هناك سوراً أخرى فيها ذكر الدار الآخرة إلا أن هذه السورة بالذات ذكر الدار الآخرة فيها في آياتشديدة جداً كقول الله عز وجل
(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) يسمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية وهو الذي يحب أمّته ويحرص على أمته وذكرنا في سورة المائدة كيف قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة وهو يكرر قول الله عز وجل (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) المائدة) النبي حريص على الأمة حتى أن الله عز وجل أرسل له جبريل عليه السلام يبلغه أنا سنرضيك يا محمد في أمتك ولا نسوؤك لأنه حريص على أمته صلى الله عليه وسلم فلما يسمع قول الله عز وجل (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) ويسمع قول الله عز وجل (وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ) (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) وقول الله عز وجل (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (21) لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ (22)) لاجرم أي لا شك أن هذا سيحدث لا محالة، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106))
اسمع هذه الآيات وضع نفسك مكان النبي صلى الله عليه وسلم وتفاعل معها كأنها رأي عين، النبي صلى الله عليه وسلم كان يعيش مع آيات الآخرة ويتفاعل معها كأنها رأي عين كما قال حنظلة رضي الله عنه: نكون عندك فتحدثنا عن الجنة والنار وكأنها رأي عين. ينبغي أن نتأمل في آيات سورة هود كأنها رأي عين حتى يتأثر القلب على الأقل إن لم تشب قبل المشيب، ظهر التأثر على بدن النبي صلى الله عليه وسلم لدرجة أن الصحابة سألوه عن سبب هذا التأثر فقال شيبتني هود قبل المشيب.
بعض العلماء قالوا أن هذه السورة شيبت النبي صلى الله عليه وسلم لشدة التكاليف والتوجيهات الشخصية للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته كقول الله عز وجل (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) الناس تستهين بمعنى الاستقامة على مراد الله عز وجل لكن لما يكون القلب حاضراً كقلب النبي صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يشيبه هذا الأمر (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) لست وحدك وإنما (وَمَن تَابَ مَعَكَ) إحساس بالقول الثقيل (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) يقول الله سبحانه وتعالى له (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (113)) في السورة توجيهات كثيرة جداً قال بعض أهل العلم أنها هي التي شيبت النبي صلى الله عليه وسلم.
بعد هذه المقدمة المهمة للسورة حتى نتعلم معنى التفاعل نعود لموضوع السورة وهو: أمر الله عز وجل وأكثر كلمة تكررت في سورة هود (حتى إذا جاء أمرنا) جاء أمر الله عز وجل سواء في الدنيا عقوبة عاجلة أو يأتي بأمر من عنده سبحانه وتعالى بعقوبة في الآخرة، الأمر القدري أمر ا عز وجل في الدنيا والآخرة والأمر الشرعي، أوامر الله سبحانه وتعالى (ألا له الخلق والأمر) هذه السورة امتلأت بهذا المعنى وامتلأت بمعنى إتيان أمر الله عز وجل الذي لا معقب لحكمه. السور تمتلئ بهذا في الدنيا والآخرة وهذا الأمر سنقف معه بالتفصيل.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس