عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2020, 01:45 AM   #1

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

ابوعمارياسر غير متواجد حاليا

رساله قراءة في كتاب "الإنسان بين الجوهر والمظهر"

      

الإنسان بين الجوهر والمظهر ." 197 صفحة" .
المؤلف :إريك فروم ، ترجمة: زهران سعد ،(1989)
سلسلة عالم المعرفة/المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب -الكويت .

إريك فروم هو عالم نفس وفيلسوف ألماني، وأحد مؤسسي معهد (وليام آنسون) للتحليل والطب النفسي،وله مؤلفات عديدة من أشهرها (الهروب إلى الحرية) و(الإنسان من أجل ذاته) و( ثورة الامل ) ،
يبين إريك فروم في هذا الكتاب بالغ الأهمية أن العالم في أزمته الحاضرة يتجاذبه أسلوبان في الوجود يتصارعان من أجل الفوز بالنفس البشرية. فالأسلوب الأول وهو المسيطر في المجتمع الصناعي الحديث، رأسمالياً كان أم شيوعياً. هو أسلوب التملك الذي يقوم على التملك المادي والقوة، وهو مبني على الجشع
والحسد والعدوان والطمع .
أما الأسلوب الثاني، وهو الأسلوب البديل، فإنه يتجه نحو الكينونة، ويتجلى في الشعور بمتعة التجربة المشتركة، والقيام بالأعمال المنتجة حقاً. ويتأصل هذا الأسلوب في الحب وفي سمو القيم الإنسانية على القيم المادية. وعلى هذا يرى المؤلف في هذا الكتاب المثير أن النمط التملكي" سوف يدفع العالم إلى حافة الهاوية من الناحية البيئية والنفسية" منبها على أن نمط الكينونة هو البديل، وهو السبيل الوحيد لتجنيب الإنسانية الوقوع في الكارثة !.

نتملك أو نكون؟ هذا هو السؤال الذي يجيب عنه المؤلف في تحليل شامل لأزمة الحضارة الحديثة. وهو بذلك يقدم برنامجاً مفصلاً ومزيداً من أجل ثورة نفسية واجتماعية لإنقاذ كوكبنا المهدد بالدمار .
يقول فروم :
في أسلوب الحياة التملُّكي تكون علاقتي بالعالم علاقة ملكية وحيازة،علاقة أريد بها أن يكون كل شخص وكل شيء ملكًا لي – بما في ذلك ذاتي نفسها .
يتحدث فروم عن احد اسايب التملك المفرط وهي الدعاية :
"إن الأساليب الايحائية شبه التنويمية المستخدمة في الإعلانات التجارية و الدعاية السياسية تُعد خطراً كبيرا على الصحة العقلية و خصوصا على الصفاء الذهني و التفكير النقدي و استقلالية الوجدان ولا شك عندي أن دراسة استقصائية جادة يمكن ان تُثبت ان الأضرار التي تُلحقها المخدرات بالعقل ليست إلا جزءاً يسير
بالقياس للاضرار التي تُحدثها أساليب غسيل المُخ تلك "

يعتقد (فروم) أنَّ الخطوة الأولى تجاه التغيير الاجتماعي هي إحداث تغيير جذري في شخصية الإنسان ،ثم يكمل (فروم) عارضًا النمط الأمثل -في رأيه- لصُنْع حياة إنسانية أفضل ألا وهو نمط الكينونة ،
ورغم صعوبة فهم الكينونة كما اوضح فروم إلا انه اعطى اضاءات عنها مثل المشاركة مع الاخرين و المحبة و الاعمال الخيرية والتوقف عن مبدأ " الافضل هو من يملك اكثر " لتصبح " الافضل هو من يقدم اكثر " .
يقول فروم حكمة رائعة في الكتاب :
"مهمّة الإنسان أنْ يلدَ نفسه، وهنالك الكثير من البشر ماتوا ولم يُولدوا بعدْ."

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

ابوعمارياسر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس