عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2015, 02:17 AM   #2

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

نشأتية غير متواجد حاليا

افتراضي

      

رسالة التوحيد(1)


--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله الذي نصب الكائنات على ربوبيتة ووحدانيته حججا .
وحجب العقول والأبصار أن تجد إلى تكييفه منهجا.
وأوجب الفوز والنجاة لمن شهد له بالوحدانية وجعل لكل من لاذ به من كل ضيق مخرجا.
فسبحان من أفاض على نفسه الرحمة .وسخر لعباده ..الشمس والقمر ..والبر والبحر ..والليل والنهار ..وأرسل الرسل بالهدى ورفع لمن تبعهم درجات العلى وجعل الجنة منزلا ..ووضع قهره على من أعرض عنه ..وجعل له الجحيم متولجا .
وأشهد أن لا إله إلا الله ..وحده لا شريك له ولا سمي له ..ولا كفو له ولا صاحبة ولا ولد ولا شبيه له ..لا يحصى أحد ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه ..شهادة من أصبح قلبه بالإيمان بالله وأسمائه وصفاته مبتهجا ولم يدع إلى شبه الجاحدين المعطلين معرجا .
ونشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وخير خلقه ..وسفيره ..وأمين على وحيه أرسله رحمة للعالمين ..فهدى به الخلق أجمعين وفتح برسالته أعينا عميا.. وآذانا صما.. وقلوبا غلفا ..فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ..ونصح الأمة ..وجاهد في الله حق جهاده وعبد الله حتى أتاه اليقين ..فلم يدع خيرا إلا دلنا عليه.. ولا شرا إلا حذرنا منه ..فجزاه الله أفضل الجزاء ..وصلى عليه صلاة تملأ أقطار الأرض والسماء ..وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد ...فعلى بركة الله
علم التوحيد بأقسامه الثلاثة ،هو أشرف العلوم وأجلها .إذ هو الدين الصحيح الذي لا يقبل الله دينا سواه..وهو علم أصول الدين ..وعليه أسست الملة.
ولتفشي البدع والضلالات_ والديانات والمذاهب والنحل الباطلة .واختلاط الحق بالباطل .فقد أصبحت الحاجة إليه ماسة ..والضرورة إليه فوق كل ضرورة إذا لا نجاح في الدنيا ولا سعادة في الآخرة ولا نجاة إلا بمعرفة العبد ربه ومعبودة بألوهيته وأسمائه وصفاته ..ولا يتأتى هذا إلا بالعقيدة الصحيحة. وهى الموافقة للكتاب والسنة .
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقون القرآن من الرسول ..ويقرأ ونه ويتفقهونه ..وما أشكل عليهم ..سألوا الرسول عنه واطمأنوا لتفسيره ..وائتمروا بأوامره ..فأحلوا حلاله وحرموا حرامه ..ولم يتجاوزوا حدوده .
وأذعنوا لأوامره ..وانتهوا عما نهاهم..لم يفرقوا بين آيات الأوامر..والنواحي ..وبين آيات توحيده تعالى وأسمائه وصفاته العليا التي وصف الله بها نفسه في كتابه ..وبينها لهم المصطفي صلي الله عليه وسلم بما أوحى إليه ربه ..
ولم يسألوه عن أي الصفات كما كانوا يسألونه عن أمر الصلاة والزكاة والحج والجنة والنار وأحوال يوم القيامة ..لأن معاني صفات الله تعالى راسخة في قلوبهم ..لتمكنهم من لغة القرآن ..لغتهم
ولا حدث أن نشأ بينهم خلاف أو جدال حول آية أو حديث أو صفة من الصفات ..ولم ينقل هذا عنهم..
ذلك أن الفطرة جلبت على الاعتراف بالله وبأسمائه وصفاته مع كونه فوق مخلوقاته وبعلم ما كان وما يكون ..وهو السميع البصير والعليم الخبير ..
ثم استمر الصحابة والتابعين على الاهتمام بالعلوم الإعتقادية على ما كانوا عليه في حياة الرسول ولم يتعرضوا لها بتأويل ولم يأتوا ببدع ..
حتى جاء العصر العباسي وجاء دور المعتزلة..فتأثروا بعلم الفلسفة وزادوا وانقصوا ودعوا بدعوة القول بخلق القرآن .فذاعت المعتقدات الفاسدة ..وامتلآ المجتمع بالأهواء والضلالات ..وسجل التاريخ سجالا للحق تزعمه أئمة الإسلام (الإمام أحمد بن حنبل – ثم ابن تيمية – ثم ابن القيم ..ثم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ...)لنصرة الكتاب والسنة ..ودحض البدع والضلالة والرجوع إلى السنة النبوية الشريفة ..
وعلى الجيل المؤمن أن يحذر أولئك المهووسين الملحدين الذين يجتهدون ليلا ونهارا لزرع التشكيك والتضليل في المجتمعات الإسلامية ..ولكن القلب الموصل بالله والنفس المؤمنة الموقنة بإبداعه وعظمته سبحانه لا يمكن أن تتأثر بتضليل الملحدين ولا بتشكيك الضالين ..وسوف يبقى الإيمان قويا في نفوس المؤمنين الى قيام الساعة.
ولذلك كان من غاية دراسة علم التوحيد : أن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقنا محكما لا تزلزله شبهة من شبه المبطلين .
وينقسم التوحيد إلى
• توحيد الربوبية
• توحيد الألوهية
• توحيد الأسماء والصفات.

أولا:توحيد الربوبية.......
هو توحيده بأفعاله تعالى..مثل الاعتقاد بأن الله هو الخالق- الرازق- المحيي –المميت..
وهذا يستلزم أن نقرر بالفطرة والبداهه أنه لا يوجد فعل بلا فاعل – ولا أثر بلا مؤثر ولا خلق بلا خالق..
فلا يمكن التصور أن هناك سفينة تسير في البحر لشهور وسنين تعبر مضايق وتتفادى جزر وتفرغ حمولتها..وتحمل مؤنتها..دون قائد أو دليل .
لايمكن أن نجد بناءا شامخا مكتمل الأركان والمرافق..دون مشيدا أو بناء.
فإذا كان هذا الشيء البسيط وجدنا الإجابة عليه فالأولى أن هذا الكون له صانع ليس كمثله شيء.
فالدليل على الربوبية يفوق الحصر منه استحالة أن ينشأ الكون من العدم –أو يكون للصدفة دورا في إيجاده..
لذا فالعقل والحواس تجزم بوجود خالقا ومدبرا لهذا الكون.
ونرد على الملا حدة الذين يقولون لو كان الله موجود لأدركناه بالحواس..فنقول أن الروح السارية فينا والتي تنبع منها كل أفعالنا هل ممكن أن ندركها بالحواس ؟وإذا كانت الإجابة لا..فهل للروح حقيقة أو وجود ملموس..
ثم عالم الميكروبات الذي يحيط بنا ولا نعلم عنه إلا الشيء اليسير..فهل ممكن أن نقول أن الميكروبات لم تكن موجودة قبل أن نكتشفها.؟
نكتشف كل يوم أسرار بسيطة من العالم الذي نعيش فيه من أقمار ونجوم وأفلاك..وحتى في الأرض التي نعيش عليها مازالت كثير من أسرارها مغلقة بالنسبة لنا..فهل كل هذه الأشياء لم تكن موجودة من قبل أن نكتشفها؟أم أنها خلقت من العدم ؟أم نحن الذي عِلمنا قليل ؟
ومن المتفق عليه بأنه العجز عن معرفة الأشياء لا ينفي وجودها ..ومن المعلوم أن الإنسان يؤمن بالفعل ولا يؤمن بالقول..فإن سألك سائل عن طريق ما ووصفته له لكن حذرته من وجود موانع أو صعوبات في الطريق ..فقد لا يأخذ بالنصيحة ويسير..لكن عندما يراها فعلا فلا مجال هنا لعدم التصديق..هنا يكون إيمان فعل ..
وهذا ما يحدث في الإيمان ..فهو ما وقر في القلب وصدقه العمل..
والإنسان لو ترك للفطرة لعرف الله بفطرته وبمساعدة عقله وتفكره في خلق الله..ولكن البيئة تفسده بالتقليد والإتباع..
ثانيا:توحيد الألوهية:
هو توحيد الله بأفعال العباد..وسميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات.وكما قال شيخ الإسلام بن تيمية ( العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والإعمال الظاهرة والباطنة)وهى تشمل كل ماهو على الإنسان من طاعات فرضا كانت أو نفلا..(ومنها الخشية- الرهبة-الإستعانه-التوكل-النذر) {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ}(56) الذاريات ...وهذا الجزء الذي أنكره المشركون .
وهناك من ينادى ويدعى أن الله لم يخلق الدنيا إلا لأجل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهو قول باطل بمدلول الآيات{يَاأَيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ}(21) {الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشاً وَالسّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَرَاتِ رِزْقاً لّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(22)البقرة.
كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

يتبع/..
التوقيع:
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون

من مواضيعي في الملتقى

* سؤال
* اعتذار
* رجاء
* رجاء
* مساعدة
* استفسار
* التغيير

نشأتية غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة نشأتية ; 08-06-2015 الساعة 05:25 PM.

رد مع اقتباس