العقيدة_والإعجاز
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
البطولة في فهم ما يقع:
الآن المشكلة مع التواصل الإعلامي، ما يحدث في أي مكان بالعالم يصل إليك بدقائق، الآن البطولة لا أن تطلع على ما يجري، البطولة أن تحسن فهم ما يجري.
في وقت مضى كان أهم شيء أن تصل إلى الخبر، قديماً جداً كان الناس يقفون على أبواب المدن ينتظرون الركبان، الآن هناك تواصل إعلامي مذهل، وثورة إعلامية، كل شيء يقع تراه بعد دقائق.
البطولة لا أن تطلع على الذي وقع أن تفهم سر الذي وقع، تماماً كضوء الزيت تألق، البطولة لا أن تقول: لقد رأيته قد تألق، طبعاً رأيته تألق فعلاً البطولة أن تعلم لماذا تألق هل هو ضوء تزييني أم ضوء تحذيري ؟ هنا المشكلة، إذاً لابد من طلب العلم.
حقيقة الإنسان بضعة أيام:
لابد من أن تبحث عن الحقيقة، لذلك حينما قال الله عز وجل:
﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾
[ سورة العصر ]
الإنسان بضعة أيام
كل إنسان خاسر لا محالة، لماذا ؟ لأن مضي الزمن يستهلكه، الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا بن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة.
أنت بضعة أيام، والله أيها الإخوة الكرام، ما وجدت تعريفاً جامعاً مانعاً شافياً محكماً للإنسان كهذا التعريف: بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك، فالبطولة لا أن تعد العمر عدّاً تصاعدياً، لا أن تقول: لقد بلغت الستين، يجب أن تقول كلاماً مزعجاً: كم بقي لي ؟ إذا مضى الذي مضى كلمح البصر في الأعم الأغلب يمضي الذي بقي كلمح البصر، فجأة النعي على الجدران، كان شخصاً فأصبح خبراً.
مرة كنت بطائرة من المغرب إلى دمشق، في تونس وقفت بعض الوقت، كانت نافذتي على مكان البضائع فنزل نعش، هذا سافر على مقعد راكبًا، ومعه بطاقة طائرة، ومعه جواز سفر، ثم أصبح بضاعة، كان شخصاً فأصبح بضاعة، تخليص جمركي، ووثائق.
كل إنسان خاسرإلا...
لذلك أيها الإخوة الكرام، البطولة أن تعد العمر عداً تنازلياً، الآن:
﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا ﴾
[ سورة العصر ]
من هو الذي ينجو من الخسارة ؟
﴿إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾
[ سورة العصر ]
أي ابحث عن الحقيقة، واعمل، وافقه، وادعُ إليها، واصبر على البحث عنها، والعمل بها، والدعوة إليها كي تنجو من الخسارة:
﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾
[ سورة العصر ]
خاتمة:
نحن مادامت علة وجودنا عبادة الله عز وجل ؛ ففي اللقاء القادم إن شاء الله يكون الحديث عن حقيقة العبادة، وأنواع العبادة، ومستويات العبادة، والعبادة التعاملية، والشعائرية، و ما إلى ذلك.
والحمد لله رب العالمين
|