11-25-2017, 02:08 PM
|
#1
|
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سيرة_الأئمة_الأربعة الإمام_الشافعي
سيرة_الأئمة_الأربعة الإمام_الشافعي
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
من مناقب الإمام الشافعي :
1- شدة تأثر الناس به :
أيها الأخوة الكرام، بدأنا في الدرس الماضي الحديثَ عن مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى، وقد استخلصنا من مناقب هذا الإمام الكبير أحد أكبر أعلام الفقه: أن العلم والعمل صنوان لا يفترقان، وننتقل اليوم إلى الإمام الشافعي، ومحور الدرس مناقبه لا حياته، فحياته لها شأن آخر، أما مناقبه؛ ما قيل في خصاله، وفي علمه، وفي أدبه، وفي ورعه, لعل هذا الإمام الكبير يكون قدوةً لنا أيضاً .
قال أحدهم:
((كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن))
المراد إذا أردنا أن نبكي بكاء الرحمة .
الإنسان أحياناً يشعر بحاجة لا إلى علم يملأ ذهنه، أحياناً يشعر بحاجة إلى حال يغذي قلبه، العلم يملأ العقل، والذكر يملأ القلب، فالعقل غذاؤه العلم، والقلب غذاؤه الذكر، والإنسان إذا ظن أن الدين حقائق، ووجهات نظر، وأدلة، وبراهين، وغاب عنه أن الدين حب, وأن الدين اتصال بالله، وإقبال عليه، وغابت عنه هذه الحقيقة, فقد غاب عنه شطر الدين .
قالوا: إذا أردنا أن نبكي، إذا أردنا أن نتصل بالله، والبكاء من خلال الاتصال بالله, يعدُّ علامةً أكيدةً على صدق الاتصال، البكاء ليس إرادياً، أن يبكي الإنسان خاشعاً، أن يبكي إذا قرأ القرآن الكريم، أن يبكي إذا ناجى ربه، إذا توسل إليه، أن يبكي إذا استغفره، وإذا تفكر في خلقه، فهذه علامة طيبة، وأصحاب النبي كانوا بكَّائين، والعين التي لا ينهمر منها دمع من خشية الله, عين فيها مشكلة، وقلب صاحبها قاسٍ كالحجارة أو أشدّ .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ, وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))
[ أخرجه الترمذي في سننه]
فمن لوازم الإيمان الصادق: البكاء، ومن لوازم الاتصال بالله الحقيقي: البكاء، وقد قال بعض أصحاب النبي: بكينا حتى جفت مآقينا .
فكان هؤلاء يقولون: إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض:
((قوموا بنا إلى هذا الفتى المطَّلبي، يقرأ علينا القرآن، فإذا أتيناه، واستفتح بالقرآن, تساقط الناس بين يديه من شدة بكائهم))
لكن هناك نقطة دقيقة جداً: الإنسان إذا قرأ القرآن, وكان صافياً، إذا قرأ القرآن, وكان منيباً، إذا قرأ القرآن, وكان متصلاً إذا قرأ القرآن، وكان مستقيماً, عندئذٍ تكون لقراءته حلاوةٌ تحرك القلوب، خشوعك حينما تسمع القرآن، لا من نغم القارئ، ولكن من خشوع قلب القارئ، خشوع قلب القارئ ينتقل إلى قلبك الذي يستمع، فلذلك حينما يقرأ القرآن حرفةً, وحينما يقرأ القرآن تجارةً، بأجر حينئذٍ, يفقد القرآنُ روحانيته .
فكان هؤلاء يقولون: إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض:
((قوموا بنا إلى هذا الفتى المطَّلبي، يقرأ علينا القرآن، فإذا أتيناه، واستفتح بالقرآن, تساقط الناس بين يديه، ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته، فإذا رأى ذلك, أمسك عن القراءة))
أنت أمَا سبق لك أن سمعتَ القرآن من قارئ خاشع، ودمعت عيناك؟ أمَا قرأت القرآن، وخشع قلبك، فهذا من علائم الإيمان، قال تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
[ سورة الأنفال الآية: 2]
اثبت وجودك
..
تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع
|
من مواضيعي في الملتقى
|
|
|