سورة الأعراف تطلب منك أن تكون مصلحاً وليس صالحاً فقط، اختر طريقك وامش فيه إلى الآخر وخذ الكتاب بقوة فالذي ينجح في النهاية هم الذين سلكوا مع الأنبياء طريقاً أو الذين نهوا عن السوء (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾) ولم يذكر مصير الناس المذبذبين في الوسط في هذه القصة قال العلماء إما أنهم عُذبوا مع من عُذّب وإما لأنهم حقروا أنفسهم ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر احتقرهم الله عز وجل ولم يذكر أين ذهبوا بعد ذلك. في سورة الأعراف توجيهات كثيرة توجيهات إيجابية (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٧١﴾) (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴿١٨١﴾) حق وثبات عليه وسير في طريقه (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٦﴾) لو ساروا في طريق الحق لأتتهم البركات (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴿١٩٦﴾) ثم تختم السورة بالنهي عن الاستكبار الذي هو سبب في سلوك طريق الباطل (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) سورة الأعراف تقول لك اختر طريقاً واضحاً طريق أهل الجنة ولا تكن من أهل الأعراف المذبذبين ولا من الفجار الفاسقين الذين اختاروا طريق الباطل بل اختر طريق الحق وطريق الصواب وسر عليه وكن من الذين قال الله عز وجل فيهم (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾)
|