وهذه السورة علمتنا كيف ندعو ربنا لا تقل مباشرة يا رب اغفر لي بل قدّم بين يدي دعائك حمدا وثناء لله عز وجلّ واعترافًا بحالك (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾) ثم اعترف لله عز وجلّ بأنك عبده وأنك لا يمكن أن تترفع على هذه العبودية وأنك تطلب العون منه وأنك مفتقر إليه وإلى ما عنده ثم قل مسألتك ستُجاب ولن يردّ عنها الباب ولن يكون بينها وبين الله حجاب.
السورة سورة التربية تعلمك على الشكر من أول لحظة (الحمد لله) تشكر الله على كل نعمه وتثني عليه بكل ما له من أسماء وصفات ومحامد سبحانه وتعالى.
تربي السورة على الرحمة لما ذكرت صفة الرحمة لله لم تذكر عبر اسم واحد من أسمائه بل ذكرت عبر اسمين وأنت تقرأ الفاتحة تردد صفة الرحمة أربع مرات (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾) لتعلم أن دينك رحمة وحياتك لن تستقيم إلا بالرحمة وأنك لن تنال رحمة الله حتى تكون أرحم الناس بالناس وأن الله عز وجلّ لولا أن رحمته سبقت غضبه لعذبنا جميعا.
هذه إطلالة على سورة الفاتحة نفعنا الله بها وجعلنا الله من أهل القرآن أهل الله وخاصته.
|