الموضوع: قواعد_نبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-22-2018, 07:39 PM   #5
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

🕌 #قواعد_نبوية :

*🌟القاعدة الرابعة*:

*"الحلال بيّن والحرام بيّن"*

هذه القاعدة نبوية محكمة، وردت في ثنايا حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: *"إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكلِّ ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه..."* [متفق عليه]


💡إن لهذه القاعدة النبوية المحكمة دلالات مهمة، نحتاجها في واقعنا العلمي والعملي، أذكر منها بإيجاز:

*🔻أولًا*: أن هذه القاعدة قسمت -وبوضوح- الأحكام الشرعية المتعلقة بالحلال والحرام إلى قسمين، وهذا التقسيم ليس مجرد خبر علمي يتوقف عنده المكلّف، وإنما يراد منه في حياته العملية؛

● فالحلال البيّن لا يجوز التورع عنه، ولا يُمنع الناس عنه، والحرام البيّن لا يجوز الإقدام عليه،

● وتبقى المنطقة المتوسطة بينهما (منطقة المشتبهات) هي التي تحتاج إلى وقفة أخرى كما سيأتي بعد قليل.

🔻*ثانيًا*: ما ضابط الحلال البيّن؟ وما ضابط الحرام البيّن؟ وما ضابط المشتبه؟

قال أهل العلم:

▫️الحلال البيّن: هو الذي لا يختلف العلماء في حلّه اختلافًا معتبرًا، كحلِّ الماء والخبز والنكاح والبيع والشراء واللباس، ونحو ذلك.

▪️وأما الحرام البيّن: فهو الذي لا تختلف كلمة العلماء في تحريمه اختلافًا معتبرًا، كتحريم الخمر، والزنا، والربا، والميسر، والميتة، وقطيعة الرحم، وترك الصلاة، ومنع الزكاة ونحو ذلك.

🔘 وأما المشتبه: فهو الذي يقع فيه اختلاف مُعتَبر بين العلماء في حلّه وحرمته، أو يكون فيه شبهة معتبرة شرعًا في حلّه وحرمته، كما يقع في بعض المكاسب التي يتعاطاها الناس؛ كالمساهمة في الشركات المختلطة، ونحو ذلك من المعاملات التي يتجاذبها أصل تحليل وأصل تحريم، ومثل: شرب أو أكل ما اختلف في حلّه وحرمته من المطعومات والمشروبات، ومثل بعض صور الأنكحة المختلف فيها.

*🔻ثالثًا*: في قوله "وبينهما مشتبهات" ينبغي أن يُعلم أن هذا الاشتباه ليس في أصل الدليل الشرعي، بل هو بالنسبة إلى الناظر في الأدلة -وهو العالم المجتهد- وإلا فلا يمكن أن يوجد حكم شرعي يشتبه على جميع العلماء!

💡فإن الله -سبحانه- لم يترك شيئًا يجب فيه حكم إلا وقد جعل فيه له بيانًا، ونصب عليه دليلًا، ولكن البيان ضربان؛ بيان جليٌّ يعرفه عامة الناس، وخفيٌّ لا يعرفه إلا الخاص من العلماء،

🔅والدليل على صحة هذا قوله عليه الصلاة والسلام: "لا يعلمها كثير من الناس" وقد عُقل ببيان فحواه أن بعض الناس يعرفونها، وإن كانوا قليل العدد.

*🔻رابعًا*: قوله -ﷺ- في حق ترك المشتبهات-: "فقد استبرأ لدينه وعرضه" دليلٌ بل أصلٌ كبير في طلب البراءة للدين والعرض، الذي قد يلحقه طعن فيهما بسبب تقحمه لموارد الشبه!

*🔻خامسًا*: من المهم جدًا -ونحن نتحدث عن الورع- أن نذكر ضابطه؛ حتى لا يختل الميزان، ومن أحسن ما وقفت على كلام له في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حيث يقول:

💬 «الورع المشروع هو الورع عما قد تخاف عاقبته؛ وهو ما يُعلم تحريمه، وما يشكّ في تحريمه وليس في تركه مفسدة أعظم من فعله، مثل: من يترك أخذ الشبهة ورعًا ويأخذ بدل ذلك محرمًا بيّنًا تحريمه! أو يترك واجبًا تركه أعظم فسادًا من فعله مع الشبهة!

◁ وكذلك من الورع: الاحتياط بفعل ما يشكّ في وجوبه، لكن على هذا الوجه.

☆ وتمام الورع: أن يعلم الإنسانُ خير الخيرين وشر الشرين، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وإلا فمن لم يوازن ما في الفعل والترك من المصلحة الشرعية والمفسدة الشرعية فقد يدع واجبات ويفعل محرمات، ويرى ذلك من الورع!...».

اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا، ورزقًا لا شبهة فيه.


💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس