عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2011, 02:34 AM   #1

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

rafat1910 غير متواجد حاليا

افتراضي المفردات القرآنيـّة لغـة السـماء للدكتور عدنان الرفاعى

      

المفردات القرآنيـّة لغـة السـماء للدكتور عدنان الرفاعى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

1-.. المفردةُ اللغويّةُ هي الوعاءُ الحاملُ للدلالاتِ التي وُضِعتْ هذه المفردةُ من أجلِها ؛،، وَ حينما نصنعُ شيئاً ما ، ونريد أن نسمّي تلك الأشياءَ فإنّ التسمياتِ التي نُطلقها على الأشياءِ تتصفُ ببعض الصفات منها أ-- ترتبطُ هذه التسمياتُ بدرجةِ إدراكنا لماهيّةِ المسمّيات
ب- ترتبطُ تسميتُنا بقدرتِنا على وصفِ ما أدركنا من ماهيّة هذا الشيء
ج- - ترتبطُ تسميتُنا بدرجة إدراكِنا لحيثيّاتِ تغيّرِ ماهيّةِ هذا الشيءِ مع الزمن
--نحن البشرَ نُسمِّي الأشياءَ كما نريدُ غيرَ مهتمّين بارتقاءِ تسميتِنا إلى مستوى التسميةِ الحق

- .. وهكذا .. لا يمكنُ لألفاظٍ وضعيّةٍ أنْ تَتَّسِعَ – على الحقيقةِ – لدلالاتٍ أكثرَ من سعةِ علمِ واضِعها ،وقد أشارَ القرآنُ الكريمُ إلى مسألةِ تسميةِ البشرِ للأشياءِ بأسماءٍ ما أنزلَ اللهُ تعالى بها من سلطان ؛؛ ولمّا كانتْ حقيقةُ الأمورِ والأشياءِ لا يعلمُها أحدٌ كعِلمِ خالقِها جلّ وعلا ؛؛

-- وهكذا فإنَّ التسميةَ الحقَّ والتي تصفُ وصفاً مطلقاً حقيقةَ المُسمّى لا تكون إلاّ منَ اللهِ تعالى ، فارتباطُ الذواتِ المسمّاةِ من اللهِ تعالى بأسمائِها ، يماثلُ تماماً ارتباطَ المادّةِ بصورتِها

-- ..ولمّا كانت الكلمةُ المقولةُ الوعاءَ الذي يحوي المعنى ، فإنَّ التسميةَ المُطلقةَ تقتضي عِلماً مُطلقاً في المعنى ( الكلام ) ، وعِلماً مُطلقاً في الوعاءِ المَصوغِ لاحتواءِ المعنى ( القول ) .. وأيُّ ابتعادٍ عن المطلقِ في المعنى أو في الوعاء ، تَفْقِدُ التسميةُ مُطلقَها ..

2-( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) ( النحل : 89 )، فهذا يقتضي أنْ تكونَ الأسماءُ الحقُّ التي علَّمَها اللهُ تعالى لآدمَ من جملةِ الأشياء التي نزلَ القرآنُ الكريم تِبياناً لها ، حيث نزل تِبياناً لكلِّ شيءٍ ..

3- ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ( يوسف : 2 ) ..
فالكلمتان ( قُرْآناً عَرَبِيّاً ) تعنيان بإطارهما العام ، قرآناً كاملاً شاملاً تامّاً مفصّلاً لا عوج فيه وخالياً من أيِّ عيب أو نقص ،، ومعناهما ليس محصوراً بإطار التفسير المعروف - تقليديّاً - بأنّه قرآنٌ بلغةِ قومِ العرب ...
أ- - قولُه تعالى ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ، هو خطاب للبشريّة جمعاء ، وليس خطاباً خاصّاً بالعرب
ب - أنّ كلمة ( عرب ) تعني التمام والكمال والخلو من العيب والنقص ؛؛؛فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَاباً ) ( الواقعة : 37 ) .. فلا يمكن أن تعني أنَّ أُولئك اللاتي سينشِئَهنّ اللهُ تعالى في الآخرة لأصحابِ اليمين ينتمين إلى قوميّة مُحدّدة .
ج -قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ( الزمر : 28 ) ..( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ( فصلت : 3 ) ..( وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً ) ( الرعد : 37

.. ولذلك فجميع الرسالات السابقة نزلت ( صياغة ) بلغات البشر الوضعيّة ، لأنها تحمل مناهج لأقوامٍ مُحدّدين في أزمنة مُحدّدة ، اما منهج البشريّة جمعاء لا بُدّ أن يكون بلسانٍ فطريٍّ يجمع البشريّة جمعاء ؛؛ومن مشتقّات الجذر ( ع ر ب ) كلمةُ الأعراب ، فهمزة التعدّي تُبيّن لنا - إضافة لما يبيّنه لنا القرآن الكريم من صفات الأعراب - أنّهم يتعدّون على صفة الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص ، هذه الصفة التي لا يتّصفون بها .... فلو كانت كلمة الأعراب لا تعني إلاّ البدو ( سكان البادية ) ، لاستُبدلت - في كتاب الله تعالى - بكلمة البدو ، فكلمة البدو كلمة قرآنيّة
أنَّ كلمة ( الْأَعْجَمِينَ ) لا تعني أبعاداً قوميّة ، ولا تعني غيرَ البشر ، إنَّما تعني صفاتٍ سلبيّةً في نفوس بعض الأعجمين ، تحمل من العيب والنقص والابتعاد عن الحق

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

rafat1910 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس