وذكر قصة في هذه السورة هي قصة أصحاب الجنة كان عندهم مال وأرادوا أن لا يعطوا الفقراء فقال (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿١٧﴾) يعني في الصباح يحصدوا الزرع ويأخذوا الثمار (وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿١٨﴾ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾) هم يعتقدون أنهم يملكونها لكن (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴿٢٠﴾) كالصريم أي كالليل الشديد الظلمة سوداء (فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿٢١﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ﴿٢٢﴾) وهذا تذكير للإنسان أن النعمة التي تعتزّ بها يمكن أن تُسلبها في لحظة وأنت نائم! (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿٢٣﴾ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ﴿٢٤﴾) هم يتكلمون الآن وكأن الجنة ما زالت موجودة وهي انتهت لكن علمهم قاصر (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴿٢٥﴾) ذاهبون وهم يعتقدون أنهم قادرون وهذا استهزاء بهم لأنهم هم غير قادرين والجنة انتهت! (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿٢٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٢٧﴾) ثم بيّن الله أنه لا مقارنة بين الطائفتين قال (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٥﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾) وذكر ما يحصل للكفار يوم القيامة عندما يُدعون إلى السجود فلا يستطيعون (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٤٢﴾).
|