قصة إبليس قائد النوع الأول وإمامهم، إمام المجرمين عليه من الله ما يستحق. قصته قصة انتكاس وسوء اختيار. إبليس كان يعبد الله مع الملائكة ولم يكن منهم وإنما هو من الجنّ وكان يعرف الله عز وجل وهو يختلف في هذه النقطة عن الملحدين لأنه لا ينكر وجود الله فهو يعلم أن هناك إله ويعلم أن لله سبحانه وتعالى عزّة يقسم بها (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) ص) ويعرف أن الله عز وجل حقّ لكن قضيته قضية تكبّر وبدأت قصته قصة انتكاس كما سيأتي أيضاً في قصة الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها. إبليس كان يعرف الله عز وجل لكنه اختار اختياراً خاطئاً، أمر الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم فلم يسجد إبليس (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾) المؤمن الحق لا يتكبر "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر" (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾) لماذا أنظرني؟ ليكون له همّة في الباطل، اختياره في الفجور اختيار إيجابي لدرجة أنه سيقود جموعاً كبيرة أن تكون معه في نفس مصيره، اختار وتمادى في اختياره وعلت همّته وعزيمته في الباطل (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾) يقسم، (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾) يتوعد الجنس البشري أنه سيحاصره حصاراً كاملاً لأنه يريد أن ينتقم، له همة وعزيمة في الباطل فقال الله سبحانه وتعالى (قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا ﴿١٨﴾) الذي سيسير على نهجك ويسير في طريقك (لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)
|