غلب النساء بكيده!
بسم الله الرحمن الرحيم
غَلَبَ بكيدِهِ النّسَاءَ!
يُحكى أن نُصَيب لما أصابَ من المالِ ما أصابَ وكان عندَه أم مِحْجن ، اشتاقَ إلى الزواجِ فتزوجَ ، فغضبتْ أم مِحجن غيرةً عليه ، فقال لها : واللهِ يا أمَّ مِحجن ما مثلي يُغار عليه وإنّي شيخٌ كبير ، وما مثلك يَغار وإنكِ لعجوزٌ كبيرةٌ! وما من أحدٍ أكرمُ عليَّ منكِ ولا أوجبُ حقاً فلا تهتمّي لهذا الأمر ولا تكدِّريه عليَّ فرضيتْ وقرّتْ
ثم قال لها بعد ذلك : هل لكِ أن أجمعَ إليكِ زوجتي الجديدةَ فهوَ أصلحُ لذاتِ البَين وِألمُّ للشعثِ وأبعدُ للشماتةِ؟
فقالت : نعم افعل
ثم أعطاها ديناراً وقال لها : إني أكره أن تَرى بكِ خصاصةً وأن تَفَضَّل عليكِ فاعملِي لها إذا أَصبَحتْ عندكِ غداءً بهذا الدينارِ.
ثمّ أتى زوجتَه الجديدةَ فقالَ لها : إني أردتُ أن أجمعكِ إلى أمِّ مِحجنْ غداً ، وهي مُكرمَتك ، وأكرهُ أن تفضلَ عليكِ أمّ مِحجن ، فخذي هذا الدينارَ ، فأهدي لها به إذا أصبحتِ عندها غداً ، لئلا ترى بكِ خصاصةً ولا تذْكري لها الدّينار.
ثم أتى صاحباً له يستنْصحُهُ ، فقالَ: إنّي أريدُ أن أجمعَ زوجتي الجديدةَ إلى أمّ مِحجن غداً ، فأتِني مُسلِّماً فإني سأستجلسُكَ للغداءِ ، فإذا تغديتَ فسَلني عن أحبّهما إليَّ ، فإني سأنْفُرُ وأُعْظِم ذلك ، فإن أبيتُ عليك ألا أخبرك فاحلف عليَّ!
فلمَّا كان الغدُ ، زارتْ زوجتُه الجديدة ، وأهدت لأم مِحجن ، ومر صديقه فاستجلسه ، فلمَّا تغديا ، أقبل الرجل عليه : يا أبا مِحجن ، أُحبُ أن تُخبرني عن أحبَّ زوجتيك إليك فقال : سبحانَ الله أتسألنُي عن هذا ، وهمَا يسمعان؟ ما سُئل عن مثلِ هذا أحدٌ! ، قال : فإنّي أقْسمُ عليك لَتخبِرنِّ ي ، فواللهِ لا عذرتك! ، قال : أمّا إذا فعلتَ فأحبُّهما إليَّ صاحبةُ الدّينارِ ووالله لا أزيدُكَ على هذا شَيئاً ، فأعرضت كلَّ واحدة منهما تضحكُ ونفسها مسرورةٌ ، وهي تظنُّ أنّه عنَاها بذلكَ القول!
اثبت وجودك
..
تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع
|