🍃💟⤵تابع وقفَة مع آية:
▫ قال تعالى: ﴿...كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد:20].
🔺ثم ضَرَبَ (الله) للدنيا مثلا:
💦بغَيث نزل على الأرض، فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام،
🌱حتى إذا أخذت الأرض زخرفها، وأَعجب نباتُها الكفارَ الذين قَصَروا همّهم ونظرهم إلى الدنيا
❗جاءها من أمر الله [ما أتلفها] فهاجَت ويبست، فعادت على حالها الأولى، كأنه لم ينبت فيها خضراء، ولا رؤي لها مرأى أنيق❗
↩كذلك الدنيا، بينما هي زاهيةٌ لصاحبها زاهرة...
❗ إذ أصابها القدر بما أذهبها من يده، وأزال تسلّطه عليها، أو ذهب به عنها،
←فَرحل منها صفر اليدين، لم يتزوّد منها سوى الكفن،
▪فتبًّا لمن أضحَت هي غاية أمنيته ولها عمله وسعيه❗
▫وأما العمل للآخرة فهو الذي ينفع، ويُدَّخر لصاحبه، ويصحب العبد على الأبد،
🔺ولهذا قال تعالى: {وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ} أي: حال الآخرة، ما يخلو من هذين الأمرين:
▪ إما العذاب الشديد في نار جهنم، وأغلالها وسلاسلها وأهوالها لمن كانت الدنيا هي غايته ومنتهى مطلبه، فتجرَّأ على معاصي الله، وكذَّب بآيات الله، وكفر بأنعم الله.
▫وإمّا مغفرة من الله للسيئات، وإزالة للعقوبات، ورضوان من الله، يحل من أحلَّه به دار الرضوان لمن عرف الدنيا، وسعى للآخرة سعيها.
⤴فهذا كله مما يدعو إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة،
🔺ولهذا قال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
أي: إلا متاعٌ يُتَمتَّع به ويُنتفَع به، وتُستدفَع به الحاجات، لا يَغترُّ به ويطمئنُّ إليه إلا أهلُ العقول الضعيفة الذين يغرّهم بالله الغرور».
"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - للسعدي"
|