عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2012, 11:30 AM   #1

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

النورابى غير متواجد حاليا

افتراضي وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

      

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ سورة الطلاق الآية
قال ابن القيم رحمه الله وغيره: أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذى لا بد منه، كالحر والبرد والجوع والعطش، وأما أن يضره بما يبلغ به مراده منه فلا يكون أبدا، وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهر إيذاء وفي الحقيقة إحسان وإضرار بنفسه، وبين الضرر الذي يتشفى به منه.
قال بعض السلف: جعل الله لكل عمل جزاء من نفسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته، فقال:لم يقل: فله كذا وكذا من الأجر. كما قال في الأعمال، بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه. فلو توكل العبد على الله حق توكله، وكادته السموات والأرض ومن فيهن، لجعل الله له مخرجا، وكفاه رزقه ونصره. انتهى.
وفي أثر رواه أحمد في الزهد عن وهب بن منبه قال: لا يوجد تخريج لهذا المتن قال الله عز وجل في بعض كتبه: بعزتي إنه من اعتصم بي فكادته السموات بمن فيهن والأرضون بمن فيهن، فإني أجعل له من ذلك مخرجا، ومن لم يعتصم بي، فإني أقطع يديه من أسباب السماء، وأخسف من تحت قدميه الأرض، فأجعله في الهواء، ثم أكله إلى نفسه. كفى بي لعبدي مآلا ، إذا كان عبدي في [ص-508] طاعتي أعطيه قبل أن يسألني، وأستجيب له قبل أن يدعوني، فأنا أعلم بحاجته التي ترفق به منه .
وفي الآية دليل على فضل التوكل ، وأنه أعظم الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار؛ لأن الله تعالى علق الجملة الأخيرة على الأولى تعليق الجزاء على الشرط. فيمتنع أن يكون وجود الشرط كعدمه ؛ لأن الله تعالى رتب الحكم على الوصف المناسب له، فعلم أن توكله هو سبب كون الله حسبا له.
وفيها تنبيه على القيام بالأسباب مع التوكل؛ لأنه تعالى ذكر التقوى، ثم ذكر التوكل، كما قال تعالى: سورة المائدة الآية 11 وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( المائدة - 11 ) فجعل التوكل مع التقوى الذي هو قيام بالأسباب المأمور بها. فالتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض، وإن كان مشوبا بنوع من التوكل، فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزا، ولا عجزه توكلا، بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها. ذكره ابن القيم بمعناه.
قال: البخاري تفسير القرآن (4287). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سورة آل عمران الآية 173 حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: سورة آل عمران الآية 173 إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [ص-509] رواه البخاري والنسائي .
قوله: " حسبنا الله " أي كافينا. فلا نتكل إلا عليه. قال تعالى: سورة الزمر الآية 36 أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ (الزمر : 39)
قوله: " ونعم الوكيل " أي نعم الموكول إليه، كما قال تعالى: سورة الحج الآية 78 وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ( الحج - 78 )، ومخصوص " نعم " محذوف تقديره " هو ".
قال ابن القيم رحمه الله: هو حسب من توكل عليه وكافي من لجأ إليه، وهو الذي يؤمن خوف الخائف ، ويجير المستجير، فمن تولاه، واستنصر به، وتوكل عليه، وانقطع بكليته إليه - تولاه وحفظه وحرسه وصانه، ومن خافه واتقاه أمنه مما يخاف ويحذر، ويجلب إليه ما يحتاج إليه من المنافع.
قوله: قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار " قال تعالى: سورة الأنبياء الآية 68 قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ سورة الأنبياء الآية 69 قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ سورة الأنبياء الآية 70 وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ( الأنبياء - 68 - 70 ).
قوله: البخاري تفسير القرآن (4287). وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: سورة آل عمران الآية 173 إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ وذلك بعد منصرف قريش والأحزاب من أحد، بلغه أن أبا سفيان ومن معه قد أجمعوا الكرة عليهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا حتى انتهى إلى حمراء الأسد، فألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان ، فرجع إلى مكة بمن معه، [ص-510] ومر به ركب من عبد القيس فقال: أين تريدون ؟ قالوا : نريد المدينة. قال: فهل أنتم مبلغون محمدا عني رسالة ؟ قالوا : نعم. قال: فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم. فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد ، فأخبروه بالذي قال أبو سفيان . فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل . ففي هاتين القصتين فضل هذه الكلمة العظيمة، وأنها قول الخليلين عليهما الصلاة والسلام في الشدائد.



منقول

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:




رأيت المعاصي تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وتقوى الإله حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها

من مواضيعي في الملتقى

* هل يقدر الجن على وضع المادة السحرية فى طعام المسحور
* وددت لو أرى إخوانى
* حكم قول اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
* وَلَدي يزور حديقةَ الحيوانِ
* وقفة مع التداوى والإستشفاء بالقرآن الكريم
* أحبتنا فى ملتقى برامج الكمبيوترو الإنترنت
* وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

النورابى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس