توقف نزيف الدم في غزة وأطراف الشام
فمتى يتوقف في سوريا وقلب الشام
الشيخ الدكتور: عاصم القريوتي حفظه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
...
فإننا نحمد الله عز وجل أن هيأ الأسباب لتوقف العدوان اليهودي على أرض غزة وشعبها الأبي الصابر الوفي ، وذلك بفضل الله أولا ثم بسعي القيادة المصرية الجديدة ويأتي على رأسها الرئيس محمد مرسي حفظه الله ، وهذا بحد ذاته إنجاز يحسب له في رئاسته لمصر الحبيبة ونسأل الله أن يوفقه لما فيه الخير للإسلام والمسلمين ،
ولكن،،
لئن فرحنا بتوقف العدوان عن أرض غزة فإن نزيف الدم لم يتوقف في قلب الشام ونبضها النابض سوريا الحبيب ، فليس أهالي غزة أولى بكف العدوان عنهم من أهالي سوريا والذي قارب العدوان عليهم العامين ، بينما لم يستمر العدوان على غزة الثماني أيام ، فما الفرق بين ما يجري في سوريا من عدوان سافر على شعبها الأبي وبين ما حصل لأهل غزة فالقصف العشوائي هو القصف وقتل الأبرياء هو القتل ذاته وأدوات القتل متشابهة إلى حد كبير من استخدام الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة والقذائف والمتفجرات والضحايا هم الضحايا هنا أو هناك من النساء أو الأطفال وغيرهم من المدنيين .
فلم التفريق بين المتماثلات وما الذي يحمل أو يدعو إلى هذا التفريق بين أمرين لا يفترقان لا في صغير ولا في كبير غير أن العدو هناك هم اليهود بينما العدو هنا هم أشد قسوة من اليهود ولا يألون في صغير ولا كبير إلاً ولا ذمة
أليس الأجدر برئيس مصر وقد تكللت جهوده بفضل الله بالنجاح في غزة أن يواصل مسيرته لكبح شهوة القتل في سوريا بأي ثمن كان ومهما كلفهم من ثمن في تحقيق هذا الأمر ..
ما هوسبب التخاذل عن نصرة الأبرياء في سوريا بينما رأينا المسارعة في نصرة الأشقاء في غزة ،، أليس الدم واحد ؟ أليس الدين واحد ؟ أوليس الجنس واحد ؟ أوليس القتل هو القتل ؟ والجريمة هي الجريمة ؟
إن مسؤولية وقف القتل عن شعب سوريا هي في أعناق العرب والمسلمين اليوم وهذا التخاذل لن يعود بالخير عليهم بل هو مؤذن بتفككهم وضعفهم وهوانهم
لقد أثبتت الأحداث في غزة بأن العرب والمسلمين قادرون بإذن الله على نصرة المستضعفين وكبح جماح المعتدين إذا ما عزموا على ذلك فما لنا لا نرى هذا العزم وهذه الإرادة في سوريا ؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(27) وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(28) يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ(29)