الموضوع
:
هل التحديث و الكشف الإلاهي أمور واقعية أم تهيئات شيطانية؟
عرض مشاركة واحدة
06-11-2012, 05:56 PM
#
2
عضو محظور
الملف الشخصي:
تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكرامة كما أشار شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في كلام له قسمان :
الأول
من باب العلم والكشف . بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره ، أو يرى ما لا يراه غيره يقظة أو مناماً ، أو يعلم مالا يعلمه غيره .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المذكرة : " في العلوم والمكاشفات : بان يحصل للولي من العلم ما لا يحصل لغيره ، أو يكشف له من الأمور الغائبة عنه ما لا يكشف لغيره ، كما حصل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين كشف له وهو يخطب في المدينة عن إحدى السرايا المحصورة في العراق ، فقال لقائدها واسمه سارية بن زنيم : الجبل يا سارية . فسمعه القائد فاعتصم بالجبل . "
و
القسم الثاني
في القدرة والتأثير وفيه يقول الشيخ ابن عثيمين : " في القدرة والتأثير : بان يحصل للولي من القدرة والتأثيرات ما لا يحصل لغيره ، كما وقع للعلاء بن الحضرمي حين عبر البحر يمشي على متن الماء . "
و لكن هل كل خارق ٍ كرامة ؟
قال صاحب التنبيهات السنية على الواسطية : " وشرط كون الخارق كرامة : أن يكون من جرى على يديه صالح متبع للسنة ، فمن ادعى محبة الله وولايته ، ولم يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم . فليس من أوليائه ، بل من أعدائه وأولياء الشيطان كما قال تعالى (
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
) . قال الحسن : إدعى قومٌ محبة الله فامتحنهم الله بهذه الآية ، ولهذا اتفقت أئمة الدين على أن الرجل لو طار في الهواء ومشى على الماء لم يثبت له ولاية بل و لا إسلام حتى ينظر وقوفه عند الأمر والنهي الذي بعث الله به رسوله ، فولي الله هو المؤمن التقي كما قال تعالى (
ألا إنَّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم و لا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون
) . "
وأفضل ما ألف في هذا الموضوع هو كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية المسمى ب
( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )
.
وكذلك مما يجدر أن ينبه عليه : أنَّ الفرق بين الكرامة وغيرها من الخوارق أنها تكون عند أولياء الله الذين علم منهم الصلاح وحسن العمل ، وكراماتهم ليست دالةً على عصمتهم من الخطأ وكذلك ليست دالة على علمهم بالغيب فلا يعلم الغيب إلا الله . ولو كان أحدٌ يعلم الغيب لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعليه فما يقولونه إن كان موافقاً للكتاب والسنة فيؤخذ به ، وما لا فاضرب به الحائط ، لأن الخطأ عنهم وارد بخلاف الأنبياء صلاة الله وسلامه عليهم الذين اختصوا بالعصمة لقولة تعالى : (
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم
) والولي ليس له هذه الميزة .
ومما يدلَّ على ماذكرنا من كون الخارق للعادة لا يستلزم كونه كرامة ، وأنه قد يكون في أكفر أهل الأرض وقد يجري الله ذلك عى يديه امتحاناً واستدراجاً ما يحصل في آخر الزمان من خروج الدجال الذي يجري الله على يديه ما لا يجريه على غيره كإنزال المطر وإنبات الزرع وتوسيع الرزق وتضييقه وجنة ونار وغيرها مما هو ثابت في الأحاديث الشريفة .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين .
التعديل الأخير تم بواسطة almojahed ; 06-11-2012 الساعة
05:58 PM
.
almojahed
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات almojahed