عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2011, 05:44 PM   #5
مراقب قسم البرامج والتقنيات

الصورة الرمزية خالددش
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 311

خالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond reputeخالددش has a reputation beyond repute

افتراضي

      


سقوط السامانيين في فارس

كما لا تلد الطفرات غير الطبيعية إلا طفرات مضادة اندفاعية - هكذا تحولت أرض خراسان - منذ أن ابتدع فيها سنة الانفصال عن العباسيين بنو طاهر ، ولئنكان بنو طاهر قد أفلتوا من العقاب المضاد ، لأنهم لم يكونوا حركة ثورية عنيفة ،وإنما كانت انفصالا هادئا في حدود السلطة الرسمية المشروعة ، سلطة الخلافة العباسية الأم ‏.‏‏.‏ لئن كان هذا قد تم لهم ‏.‏‏.‏ فإن الأمور قد استفحلت من بعدهم ‏.‏‏.‏وأصبح الشذوذ هو القاعدة ‏.‏‏.‏ وانقلبت الأرض الخراسانية إلى أرض للثورات المذهبية‏.‏‏.‏ ولعل هذا كان من أكبر عوامل القضاء على الدور التاريخي الذي كانيمكن أن يلعبه الخراساني في صنع الحضارة الإسلامية الإنسانية ‏.‏

فحيثما حل العنف واللامشروعية ‏.‏‏.‏ وانساقت الجماهير دون تعقل خلف رايات متعددة ، وخلف كلمات مبهمة ‏.‏‏.‏ فقدت بالتالي قدرتها على الرؤية ‏.‏‏.‏وقدرتها على العطاء الحضاري ‏.‏ أصبحت لعبة في يد كل ناعق سواء كان ذا صوت طبيعي أومصطنع ‏.‏

وهكذا شرب الطاهريون الانفصاليون من نفس الكأس التي أذاقوها للعباسيين ، فقام الصفاريون عليهم ‏.‏ واستولوا على حكم خراسان سنة 261هـ بقيادة يعقوب ابن الليث الصفاري ‏.‏

وكان بنو سامان الذين يرجع نسبهم إلى سامان أحد نبلاء ‏"‏ بلخ ‏"‏قد نشأوا عمالا مسلمين لبني طاهر‏.‏ ثم لم يلبثوا أن استأثروا بفارس وما وراء النهرمن 874 هـ إلى سنة 999م وكان ذلك على أشلاء الانقلابيين الانفصاليين ‏:‏ الطاهريينوالصفاريين ‏.‏‏.‏ وكان مؤسس دولتهم الأول هو نصر بن أحمد ، إلا أن موطد الدولة هوإسماعيل الذي قدر له أن يهزم يعقوب بن الليث الزعيم الصفاري وأن يصيبه بجروح قاتلة‏.‏

وفي عهد ملكهم نصر الثاني بن أحمد ‏(‏ 913 - 943 ‏)‏ وهو الرابع منملوكهم ، وسعوا ملكهم إلى أعظم حدود وصلوا إليها ، فاستولوا على سجستان وكرمانوجرجان وما وراء النهر وخراسان وتمتعوا بسلطة مستقلة ، وإن كانوا لم يقطعوا الصلة الرسمية الإسلامية بالخليفة العباسي في بغداد ‏.‏

وقد قدمت هذه الدولة بعض مظاهر التقدم العلمي والأدبي سواء من ناحية اللغة أو الأدب شعرا ونثرا ‏.‏‏.‏ وكانت النهضة الفارسية فيها أبرز من النهضة العربية من ناحية فكرها وطابعها العام باعتبارها دولة فارسية ، ففيها ظهر الرازي الشهير ، وقدم كتابه المنصوري في الطب إلى أحد ملوكها ‏.‏‏.‏ وكان ابن سينا أحد المترددين على مكتبات بخارى عامة الدولة ‏.‏‏.‏‏.‏ ووضع الفردوسي أشعاره بالفارسية لأمرائها ‏.‏

على أن أسلوب الطفرات غير الطبيعية التي لا بد لها أن تلد طفرات مضادة انفعالية ، لم يلبث أن ظهر كقانون حضاري لا بد له من أن يؤدي دوره مع الدولة السامانية ، كما أداه مع الطاهريين ومع الصفاريين ، ومع الطولونيين والإخشيد ، فلم تنج الدولة بالتالي من عناصر التهديم والفوضى التي قضت على ما سواها من الحركات الانقلابية في ذلك العصر ‏.‏

وبالإضافة إلى المشاكل الخارجية التي كانت تسببها الخلافة للدولة كلما أتيح لها ذلك ، وفضلا عن سرعة توالي الأمراء على الحكم بتأثير الصراع الداخليبين الأسرة الحاكمة ، وبتأثير مطامع الكبراء العسكريين الذي يظنون أنفسهم أولى بالحكم لأنه لا يوجد من يفوقهم في حكم البلاد ، فكلهم أصحاب حق في مغانم الانقلاب الانفصالي ‏.‏

بالإضافة إلى هذا وذاك ‏.‏‏.‏ ظهر خطر جديد يهدد كيان السامانيين ويؤذن بأفول شمسهم ‏.‏‏.‏ ولقد بدا أنهم يكادون يشربون من نفس ما أذاقوه للخلافة‏.‏‏.‏ تماما كما شرب غيرهم من الانفصاليين ‏.‏
وقد ظهرت القبائل التركية البدوية ‏.‏‏.‏ وارتفع نجمها في الدولة ،وسيطرت على الشئون الداخلية للدولة ، وتحولت القوة تدريجيا من أيدي السامانيين إلى أيدي الأتراك الموالي ‏.‏‏.‏ وحتى قصورهم كان الأتراك يتمتعون بنفوذ كبير فيها ‏.‏

وقد نجح الغزنويون الذين كانوا من الموالي الأتراك في انتزاع الجنوب، كما وقعت المنطقة الشمالية من نهر جيحون في أيدي خانات تركستان ‏"‏ الايلاق ‏"‏الذي قدر لهم أن يستولوا على عاصمة السامانيين ‏"‏ بخارى ‏"‏ ثم لم يلبثوا - بعدتسع سنوات - أن التهموا الدولة السامانية ‏!‏‏!‏‏.‏

ولم تكن الدولة السامانية أكثر من حركة قومية غرقت في إحياء تراثهاالخاص ، كما أنها لم تكن أكثر من حركة انقلابية قامت بأسلوب الطفرة غير الطبيعية وانتهت كذلك بأسلوب الطفرة غير الطبيعية سنة 308هـ بعد أن عاشت في ظل حماية ‏(‏ ضعف الخلافة ‏)‏ قرنا من الزمان ‏!‏‏!‏

البويهيون الذين سطوا على الخلافة يسقطون ‏!‏‏!‏
بينما كانت الدولة العباسية تستجمع قواها وتلتقط أنفاسها بعد تخلصها من حركات الانشقاق في خراسان ومصر أخريات القرن الثالث للهجرة ، بينما هذا ‏.‏‏.‏كانت الدولة تنتقل بسرعة لتدخل في طور جديد ذي معالم جديدة لم تشهدها من قبل ‏.‏‏.‏وبدخولها هذا الطور شهدت انفصالا ضخما بين رأسها وجسدها ظل هو السمة العامة المسيطرة عليها لحين زوالها رسميا من محاضر التاريخ سنة 656هـ ‏.‏
إن الأمر لم يكن مجرد حركة انشقاق هذه المرة ، كما أنه لم يكن مجردالاستئثار بحكم جزء من الدولة ، مع رفع راية الدولة ، كما أنه لم يكن ثورة انفعالية مذهبية أو سياسية ‏.‏‏.‏ لقد كان الأمر أعمق من ذلك بكثير ‏.‏‏.‏‏.‏ لقد كان أسلوبا جديدا في التعامل مع الدولة العباسية الجامعة ‏.‏‏.‏ لقد كان احتواء لها أو بتعبيرآخر سيطرة عليها وفرض نوع من الوصاية على خليفتها ‏.‏‏.‏ ولأول مرة في تاريخ الدولة الإسلامية نرى بعض الخلفاء - على نحو واضح وعنيف - لعبة في يد بعض المغامرين ، ونرى بعض الخلفاء يعزلون ويولون دون أن يكون لهم من الأمر شيء ‏.‏‏.‏ يفعل باسمهم كل شيءويخطب لهم على كل منبر وتعلن باسمهم الحروب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل ‏.‏‏.‏وليس هذا وحسب ‏.‏‏.‏ بل لأول مرة تصبح الخلافة عبثا يهرب منه الخلفاء ‏.‏‏.‏ وينأى عنه المحترمون لأنفسهم لأن مصير الخليفة غالبا الجر من قدميه أو الجوع الشديد‏.‏‏.‏

وبدأ العالم الإسلامي يترنح منذ هذا الحدث الضخم الذي انفصل فيه رأس الأمة عن جسدها ‏.‏

وقد حمل كبر هذا الأمر الخطير ، الأتراك من الجند الذين كانوا يمرونآخر القرن الثالث فترة تمزق داخلي ، وانقلاب ضد الخلفاء الذين أتوا بهم ، بادئ الأمر لحمايتهم منذ أن انتشرت هذه السنة السيئة ‏.‏

فلما وصل ‏(‏ أحمد بن بويه ‏)‏ المؤسس الحقيقي للدولة البويهية ‏(‏ 334 - 447 ‏)‏ إلى بغداد، بعد أن كاتب الخليفة المستكفي ، ووافق الأخير على دخوله بغداد فدخلها في يسر ودون مشقة وفتحت له أبواب بغداد ، واستقبله الخليفة ‏(‏المستكفي ‏)‏ ولقبه معز الدولة ‏.‏‏.‏ وفرح الناس به لينقذهم من الفوضى التي أحدثها الجند الأتراك في جهاز الدولة وبين الشعب ‏.‏

لما تم هذا الدخول وتحولت به الدولة إلى حماية البويهيين الرسمية ،بعد أن كان خضوعها للأتراك مجرد نشاز أو انقلاب في داخل السلطة يعتقد الناس أنهطارئ لا بد أن يزول ‏.‏

لما تم هذا كانت الخلفية التاريخية في ذهن البويهيين واضحة، وكان دخولهم بغداد بمثابة تقلد صريح لقيادة الخلافة ‏.‏‏.‏ وقيادة المسلمين ‏.‏‏.‏ وقدفهم الخلفاء أنفسهم هذا ‏.‏‏.‏‏.‏ فلم يحاولوا منافسة البويهيين في السلطة التنفيذية أو السياسية ‏.‏

بيد أن الأمر لم يقف عند هذه الحدود بالنسبة للبويهيين ، فلقد تمادوا في الأمر، وقد زعموا لأنفسهم نسبا ساسانيا فارسيا، وبما أنهم كانوا يعتنقون المذهب الشيعي الزيدي ‏.‏‏.‏ فقد حاولوا فرض المناخ الشيعي على الناس ، بل إن أحمدبن بويه المذكور حاول تغيير الخلافة العباسية إلى خلافة شيعية لولا نصيحة أصحابه له بأن يتجنب ذلك خشية العواقب ‏.‏

ولم يعد للخليفة في ظلهم حتى حق تعيين كتابه ووزرائه ، وقد منع وارد الخليفة عنه ، ولم يعد يصله إلا مرتب شهري استبدل به مرتب سنوي ‏.‏‏.‏ ثم اقتطع منه بعد ذلك بحجج واهية ، وقد بلغ إذلال بعض الخلفاء مبلغه ==المستكفي عن الخلافة وعزل الخليفة الطائع وعزل غيرهما ، وقد عزل المطيع لله نفسه بعد أن رأى أنه لا قيمة له‏!‏‏!‏

وقد وقع البويهيون فيما وقع فيه الأتراك ، فقد أحدثوا الفوضى في البلاد وصادروا الأموال ، ودخلوا مع الناس في صراع عنيف من أجل الحصول على الأموال‏.‏

وخلال أكثر من قرن ظل البويهيون يسيطرون على خلافة العباسيين ، ولم يفعلوا فيها شيئا ذا بال سوى أن يضيفوا إلى صورة الجند الأتراك مزيدا من ملامح الطيش والرعونة ‏.‏

وكما هي العادة في أمثال هذه الأسر المتسلطة ‏.‏‏.‏ أنها سريعة الانقسام على نفسها شديدة التنافس فيما بينها، وهكذا سقطت الأسرة البويهية إلى حضيضالانقسام والتناطح الداخلي‏.‏‏.‏ وعانى المسلمون من وراء تناطحهم وتسلطهم الشيءالكثير ‏.‏

إن سيطرة عنصر من العناصر المتعصبة قوميا أو المتأثرة بخلفية تاريخية لم تتخلص من شوائبها ‏.‏‏.‏‏.‏ هو أبرز ما واجه ركب مسيرتنا الحضارية والتاريخية ‏.‏
وبالقومية المتعصبة وبأصحاب النزعات المشبوهة وذوي الولاء لحضارات معاكسة لنا ولخطنا الحضاري ، بهؤلاء تمت عملية سقوطنا المتكرر في مراحل تاريخنا ‏.‏
لكن تاريخنا ‏.‏‏.‏ الذي تتدخل فيه إرادة الله بحفظ هذا الدين كي يظل المعلم الثابت المضيء في ليل البشرية الطويل المظلم ‏.‏‏.‏‏.‏

هذا التاريخ يجد مع كل نكبة تاريخية ، أو فترة من فترات التداعي والهبوط ، من يعيد إلى الجسم حيويته ويمنع عنه السقوط القاتل ‏.‏‏.‏ وهكذا انبعث - من جديد - من بين الأتراك أنفسهم عنصر إسلامي مجاهد ‏.‏‏.‏ أعاد للخلافة شبابها ،ونجح قائد الأتراك السلاجقة ‏"‏ طغرلبك ‏"‏ سنة 447 هـ في أن يقضي على دولة البويهيين ‏.‏
تابع
التوقيع:


================================================== =======

بلغنا عن روابط لا تعمل في ملتقي ►◄البرامج والتقنيات ►◄

================================================== ======


=============================================


من مواضيعي في الملتقى

* رجال حول الرسول [الاصدار الثاني]
* اسطوانة مفيدة لتعليم اللغة العربيه بجميع نواحيها
* القرآن الكريم مرتلاً بصوت23 مقريءمن شيوخنا الكرام متوافق مع اغلب الاجهزه وهي بصيغةamr
* برنامج القرأن الكريم للهاتف الجوال بالرسم العثمانى والتفسير والبحث وناطق
* Pidgin 2.6.1 مكالمات صوتيه وفيديو مع جووجل تاك
* حل مشكلة مفاتيح المستودعات GPG Error BADSIG في أبونتو
* أحدث الأخبار الفيروسات «الخبيثة» تضرب «Mac OS X»

خالددش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس