الطريقة الصحيحة في التعامل مع زلات العلماء، للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
الطريقة الصحيحة في التعامل مع زلات العلماء، للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
---
السائل: أحسنَ اللهُ إليكم فضيلةَ الشيخِ : هذا سائلٌ يقولُ : كثرت الآثارُ الواردةُ عن السلفِ الكرامِ في التحذيرِ من اتِّباعِ زلاتِ العلماءِ ، وحيث إنه اختلفت طرقُ تعاملِ الناسِ مع زلاَّتِ العلماءِ، فمنهم من يفرحُ بها لكونِها توافقُ هواهُم ، ومنهم من يَتَّخِذُها وسيلةً لِلنَّيْل من ذلكَ العالِم والطعنِ فيه . فالسؤالُ -حفظكم الله- ما هي الطريقةُ الصحيحةُ في التعاملِ مع زلاتِ العلماءِ ، وأعني بالعلماءِ هم الذين لا يَرْقى الشكُّ إلى سلامة مُعْتَقَدِهِم ، وحُسْنِ طريقتهم ، وصفاءِ منهجهم ؟
جواب الشيخ: هذا سؤالٌ يتكرَّرُ لأنَّه يدُلُّ على أنَّ هذا البلاءَ واقعٌ و كثيرٌ، فالذي يتتبَّعُ الأخطاءَ و الزلاتِ و يفرحُ بها بقصدِ الإساءةِ إلى العلماءِ و إلى المجتمعِ هذا لا شكَّ أنَّه من المنافقين، هذا عملُ المنافقين، أما الذي يَتتبعُ الأخطاءَ الكبيرةَ و الخطيرةَ و يردُّ عليها و يبيِّنها، النصيحة، من بابِ النصيحةِ، ما هو من بابِ تنقُّصِ المخطئِ، و إنما من بابِ النصيحةِ له و لغيرِه، فهذا شيءٌ طيبٌ، و هذا هو الذي عليه العملُ عندَ العلماءِ: أنهم يرُدُّون على المخطئين و يبيِّنون الصوابَ نصيحةً له و للأمَّةِ، و لا يسكُتُون على الأخطاءِ و الزلاتِ التي على الأمَّةِ منها خطرٌ، لا بُدَّ من بيانِها، و لكن من الذي يتولى هذا؟ يتولاهُ المتعالمون و أنصافُ المتعَلِّمين؟ لا، يتولىَّ الردَّ على الأخطاءِ العلماءُ الذين يعرفون الخطأَ و يشَخِّصونه و يحسنون الردَّ عليه بالأدلةِ و بالحكمةِ و بما يضمنُ المصلحةَ و يدرؤُ المفسدةَ، هذا من شأن العلماءِ، هم الذين يردُّون على الأخطاءِ، و لو وُكِّلَ الأمرُ إلى العلماءِ ما حصلتْ هذه الفوضَى، قال تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}، فيُرَدُّ هذا إلى أهلِ العلمِ و أهلِ البصيرة، هم الذين يعالجون الأمورَ بحكمةٍ و رَوِيَّةٍ و علمٍ، نعم
اثبت وجودك
..
تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع
|