ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   أهمية الحكمة في الدعوة... (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=17412)

ميمونة صاد 12-24-2016 06:15 PM

أهمية الحكمة في الدعوة...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم








يقول الله ـ تعالى ـ


( يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب)



البقرة: 269 ،


إذا فالحكمة منة ،


ونعمة عظيمة


من الله ـ تعالى ـ


يمتن بها على من يشاء من عبادة ،


وهي من الأشياء التي يمكن اكتسابها بالمراس والمران.



ويعرف ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ الحكمة بأنها :


( فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي )


مدارج السالكين .



يقول ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في تفسير :



( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة )



أي كل أحد على حسب حاله وفهمه، وقبوله وانقياده،



ومن الحكمة،



الدعوة بالعلم لا بالجهل،


والبدأة بالأهم فالأهم،



وبالأقرب إلى الأذهان والفهم،



وبما يكون قبوله أتم،



وبالرفق واللين،



فإن انقاد بالحكمة،



و إلا فينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة،



وهو الأمر،


والنهي المقرون بالترغيب والترهيب ...

إذا فالحكمة في الدعوة أمر مطلوب ،



والداعي إلى الله مأمور بتوخي الحكمة حين دعوته ومصداق ذلك


قول الله ـ تعالى ـ :



( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )



النحل: 125


وقوله ـ سبحانه ـ :



( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )



يوسف: 108.



وحينما طبق الصحابة


ـ رضوان الله عليهم


ـ الحكمة في دعوتهم ،


وساروا على هدي المصطفى ـ


صلى الله عليه وسلم ـ ونهجه

دخل الناس في الإسلام أفواجا ،


وانتشر الإسلام في بقاع الأرض.



لكن لا يُفهم من الحكمة في الدعوة أنها تعني الرفق ،



والحلم مع المدعو فحسب ،


بل إن مراتب الحكمة تتجاوز ذلك كثيرا.


فمن الحكمة أن يكون الداعي رفيقا لينا مع المدعوين كما


قال ـ تعالى ـ


عن نبيه ـ صلى الله عليه وسلم



( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر... )


آل عمران : 159 ،


وقال ـ سبحانه ـ



مخاطباً موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ :



( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )



طه: 43-44.



و من الحكمة أحيانا استخدام الشدة والتأنيب أحيانا ،



ذلك لأن الحكمة تعني وضع كل شيء في موضعه ،



فهي لين في وقت اللين ،



وشدة في وقت الشدة .



يقول الله ـ تعالى ـ على لسان موسى ـ عليه السلام ـ مخاطبا فرعون لما طغى وتكبر :



( قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا )




الإسراء: 102 ،



ويقول ـ تعالى ـ :




( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم ومأواهم جهنم و بئس المصير )




التوبة: 73

وإن من الحكمة أيضا أن يكون الداعي قدوة في قوله وفعله ،




يقول الله ـ تعالى ـ :



( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )




الصف: 2-3.



ومن أصول الحكمة مراعاة حال المدعوين ،


إذ ليس من الحكمة استخدام أسلوب واحد في الدعوة مع الكبير والصغير ،



والرجل و المرأة ،


والمتعلم والجاهل ،


والرئيس والمرؤوس ،


والهادئ والغضوب ،


بل لا بد من تنويع أسلوب المخاطبة كل بما يناسبه.


يقول ـ تعالى ـ:



( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ...)



إبراهيم: 4.



إن الداعي الناجح


هو الذي يعطي كل إنسان ما يلزمه من أفكار وتوجيهات،



ويحاول أن يقنعه بالأسلوب الذي يناسبه ،

ويناسب مداركه .


منقول..

:2:

ام هُمام 12-25-2016 02:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا واحسن اليكم
قال تعالى:"إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا "
‏قال ابن مسعود :
" والذي نفسي بيده لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل عليه، ولن يغلب عسر يسرين ".

تفسير القرطبي (20/107)


الساعة الآن 02:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009